
{ وَلأُضِلَّنَّهُمْ وَلأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلأَمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الأنعم وَلأَمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ الله وَمَن يَتَّخِذِ الشيطان وَلِيّاً مِّن دُونِ الله فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَاناً مُّبِيناً } سورة النساء: 119.
هذا
القول اللعين "وَلأُضِلَّنَّهُمْ وَلأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلأَمُرَنَّهُمْ"
قول على لسان ابليس متوعدا الانسان - عدوه الازلي - بالضلال
وبأساليب التمني وتغييره لخلق الله, وقد فسر السلف الصالح الآية الكريمة
على المعنى اللغوي فاكتمل بمفهوم بيئتهم وعصرهم ما قالوا في ذلك حيث قالوا
ان الكفار بتكوا وشقوا آذان البحائر والسوائب والحوامي، امتثالاً لأمر
الشيطان واتباعاً لرسمه، علامة منهم على أنّ هذه الدواب محرّرة للأصنام،
محرمة على أنفسهم وفيه تحريم لما أحل الله سبحانه وتعالى.
وقد اعتمد مصدر تفسير كلمة "فليُبتِّكُنّ "
على معناها اللغوي: فليُقطّعُنّ أو فليشقّنّ ,والبتك: القطع، ومنه سيف
باتك، يقال بتكه وبتكه مخففاً، ومشدّداً، والتشديد للمبالغة، والأنعام: هي
الإبل والبقر والغنم.
أما قول ابليس اللعين " وَلأَمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ الله " فلم
يحدث في تاريخ الأرض عملية حمل وولادة دون توفر عنصريها من المزدوج الذكر
والانثى الا في حالة اعجاز رباني واحدة هي حالة حمل وولادة مريم عليها
السلام بكلمة من الله "وَمِن كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ [الذاريات : 49] ولم
يُفهم معنى هذه الآية الاعجازي الا بعد حوالي 1422 عاما من تنزلها عندما
حاول بعض علماء العبث بخلق الله تعالى عملا بما توعدهم به ابليس " فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ الله " فقاموا بما سُمي عملية استنساخ تخليقي لدابة ثدية.
معنى الاستنساخ في اللغة:
الاستنساخ من النسخ، ومنه نسخ الكتاب أي نقل صورته إلى كتاب آخر، قال تعالى: ( إنا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون ) الجاثية'29" أي ننسخ ما تكتبه الحفظة، فيثبت عند الله سبحانه للجزاء به يوم الحساب. ومنه ما كان بمعنى الإزالة، ومنه قول الله تعالى: ( ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها ) البقرة: 106، والمعنى الأول هو المراد من الاستنساخ في هذا البحث، وهو طلب الحصول على نسخة أخرى غير المنقول عنها وقد يطلق على هذه التقنية النسخ، أو الاستنساخ الحيوي، أو العذري، أو اللاجنسي، أو البشري، أو نحو ذلك من إطلاقات تبعاً لنوع الاستنساخ.
المعنى في البيولوجيا، الاستنساخ هو إنتاج نسخة طبق الأصل من المادة الوراثية بدون تزاوج وهو الحصول على صورة طبق الأصل من كائن حي عن طريق زرع خلية عادية في بويضة أُفرغت من الكروموسوم، أي من الإرث الجيني، بحيث تصبح خلية قابلة للتكاثر عن طريق الإنقسام الخليوي المعتاد، ثم ملؤها بخلية أخرى من كائن مكتمل النمو، تحمل صفاته الوراثية وزرعها في رحم أنثى بالغة.. لتأتي النتيجة جنيناً أو مولوداً مستنسخاً من صاحب الخلية المزروعة وذلك ما كان من امر استنساخ النعجة المعروفة باسم دوللي.
في 5 يوليو 1996 وفي معهد روزلين - جامعة إدنبرة- في أسكوتلندا بالمملكة المتحدة. اعلن المدعو وايلموت عن نجاح عملية استنساخ النعجة دوللي بعد ان أخذ 277 بيضة من مبيض نعجة أنثى ذات رأس أسود، وتم نزع نوى هذه البيوض وأبقى على السيتوبلازم والغشاء الواقي فقط. ثم استخرج نوى عدداً من خلايا ضرع نعجة بيضاء الرأس. ثم غرس داخل كل بيضة مفرغة من نواتها نواة من خلية الضرع ذات الرأس الأبيض، وهي النوى التي تحتوي على الـ 46 كروموسوم وهذا ما يسمى" بالحقيبة الوراثية" التي تعطي جميع الخصائص الذاتية للمخلوق والتي اصلها ان يكون 23 من مني الذكر و23 من ماء الانثى ثم وضع كل خلية من الخلايا الجديدة في أنبوبة اختبار، و سلط عليها صعقة كهربائية، فتحركت بعض الخلايا للانقسام. وانقسمت فعلاَ 29 خلية، وبلغت هذه الخلايا مرحلة ( 8 - 10 خلايا متماثلة ). وأخيرا قام بزرع الخلايا المتماثلة في مكانها في الرحم، و واحدة فقط وصلت إلى إتمام النمو فولدت النعجة دولي مماثلة لأمها ذات الرأس الأبيض.
لماذا نفقت دوللي ؟
من
المعروف طبيا ان الاستنساخ العلاجي يتطلب تدمير الجنين بالمختبر لأخذ
خلاياه الجذعية، وقد اشار بعض العلماء إلى وجود تشابه بين الخلايا الجذعية
وخلايا السرطان، إذ اثبتت الدراسات المتخصصة إنه بعد عدة انقسامات خلوية
يتجمع بالخلايا الجذعية طفرات كافية لتحويلها إلى خلايا سرطانية .
قضية الاستنساخ ليست قضية خلق بل هي تخليق من مخلوق كائن , فالعملية باختصار هي عملية أخذ ثروة حيوانية من حيوان ما ( نحصل عليها من أي خلية لأي حيوان ولتكن شعرة من خروف اسود مثلا) فنفرغ بويضة عادية من ثروتها الحيوانية ونضعها في بيئة مغذية, وبعد ان تنمو نزرعها في رحم اتان بيضة لخروف له نفس خصائص الخروف الأسود صاحب الشعرة فينتج خروف مشابه للأصل .
فالقصة هي عملية تلاعب بالخصائص للمخلوق الموجود أصلا وليست عملية خلق من العدم كخلق الله. ولو طبقت هذه العملية على استنساخ الانسان لكانت ممكنة جدا ولكن هذا المستنسخ ابن من ؟ لاهو ابن لذكر وانثى ولا هو ابن لصاحب الشعرة؟
استنساخ الانسان والاحياء عامة بهذه العملية تجاوز جميع الحدود الشرعية التي اقرتها الأديان السماوية ولذا فهي قطعا محرمة شرعا للأسباب التالية:
في 14 فبراير 2003 نفقت النعجة دوللي بسبب امراض خطيرة في الصدر أدت الى قتلها قتلا رحيما على يد مستنسخيها انفسهم؟ وفي هذا قال
البروفيسور إيان ويلموت الذي قاد فريق الاستنساخ، إن ثمة قصورا في أساليب
الاستنساخ ؟ بينما قال الدكتور باتريك ديكسون إن طبيعة نفوق النعجة دوللي
قد تكون لها ردود فعل كبيرة على إمكانية استنساخ طفل آدمي وذلك بسبب موت دوللي، وهل الأمر متعلق بالشيخوخة المبكرة، فهي لم تكن متقدمة في العمر، بمقاييس النعاج، ليضطر الأطباء إلى إنهاء حياتها.
قضية الاستنساخ ليست قضية خلق بل هي تخليق من مخلوق كائن , فالعملية باختصار هي عملية أخذ ثروة حيوانية من حيوان ما ( نحصل عليها من أي خلية لأي حيوان ولتكن شعرة من خروف اسود مثلا) فنفرغ بويضة عادية من ثروتها الحيوانية ونضعها في بيئة مغذية, وبعد ان تنمو نزرعها في رحم اتان بيضة لخروف له نفس خصائص الخروف الأسود صاحب الشعرة فينتج خروف مشابه للأصل .
فالقصة هي عملية تلاعب بالخصائص للمخلوق الموجود أصلا وليست عملية خلق من العدم كخلق الله. ولو طبقت هذه العملية على استنساخ الانسان لكانت ممكنة جدا ولكن هذا المستنسخ ابن من ؟ لاهو ابن لذكر وانثى ولا هو ابن لصاحب الشعرة؟
استنساخ الانسان والاحياء عامة بهذه العملية تجاوز جميع الحدود الشرعية التي اقرتها الأديان السماوية ولذا فهي قطعا محرمة شرعا للأسباب التالية:
- ثبوت توعد ابليس للإنسان بان يضله هذا الضلال" وَلأُضِلَّنَّهُمْ وَلأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلأَمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ ٱلأَنْعَٰمِ وَلأَمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ ٱللَّهِ " والاستنساخ هو تغيير لخلق الله فثبت تحريمه الشرعي بالقران المجيد أولا.
- كل عملية تخليق لا تكون من سنة الخلق - زوجين ذكر وانثى - فهي محرمة كونها تخالف سنة الخلق التي سنها الخالق سبحانه بدليل قوله "وَمِن كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ [الذاريات : 49]
- الانسان مخلوق مُكرم من الله وقد استخلفه الله في الارض " وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً"[البقرة : 30] فلا يحل العبث في استنساخه بلا اصل ولا يكون محلا للتجارب.
- لا يحل الخروج على المنهاج الرباني في الخلق "أَمْ جَعَلُواْ لِلّهِ شُرَكَاء خَلَقُواْ كَخَلْقِهِ فَتَشَابَهَ الْخَلْقُ عَلَيْهِمْ قُلِ اللّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ [الرعد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق