الأحد، 23 يوليو 2023

القران وعلم البرمجة

 

    إعداد : عطية مرجان أبوزر 

الحمد لله الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون، والصلاة والسلام على إمام الأولين والآخرين محمد بن عبد الله وعلى آلة وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين . وبعد: 
الحواس : و هي منافذ الإدراك وكل ما يدركه الإنسان أو يتعلمه إنما نفذ عن طريق الحواس ، فلذلك تعمل البرمجة اللغوية العصبية على تنمية الحواس و شحذ طاقاتها و قدراتها
 المرونة : حسن التقبل ....... لأن المرونة هي أساس أي تطور أو تغيير أو نجاح .
المبادرة و العمل : و هي حجر الزاوية .
وهذه الأركان الأربعة لا بد منها مجتمعة ، إذ لا يغني عن بعضها ، ولذلك تعمل البرمجة اللغوية العصبية على هذه الجوانب جميعا بطريقة تكاملية متوازية .
: كيف نرصدها ونتعرف عليها ، وكيف نغيرها . دور الحواس في تشكيل الحالة الذهنية .أنماط التفكير ودورها في عمليات التذكير، والإبداع .
 الحالة الذهنية . علاقة اللغة بالتفكير : كيف نستخدم حواسنا في عملية التفكير ، كيف نتعرف طريقة تفكير الآخرين . علاقة الوظائف الفسيولوجية بالتفكير .
كيف يتم تحقيق الألفة بين شخصين . ودور الألفة في التأثير في الآخرين .
كيف نفهم ( إيمان ) الإنسان وقيمه وانتماءه . ارتباط ذلك بقدرات الإنسان وسلوكه . وكيفية تغيير المعتقدات السلبية التي تقيد الإنسان وتحد من نشاطه .
دور اللغة في تحديد أو تقييد خبرات الإنسان ، وكيف يمكن تجاوز تلك الحدود ، وتوسيع دائرة الخبرات .
 كيف يمكن استخدام اللغة في الوصول إلى العقل الباطن ( أو اللاشعور ) . وكيف يمكن تغيير المعاني والمفاهيم .
علاج الحالات الفردية ، كالخوف ، والوهم ، والصراع الداخلي . التحكم بالعادات وتغييرها .
 تنمية المهارات ، وشحذ القابليات ، ورفع الأداء الإنساني
.سيجد الممارس لهذا العلم ان للنجاح أركانا ثلاثة هي
 تحديد الهدف ( الحصيلة )
قوة الملاحظة والانتباه ( جمع المعلمات )
الاستعداد للتغيير ( المرونة ) 
نحن لا ننكر على العلم جهوده لخدمة البشرية ولا ننقده بهدف الإساءة إليه , فقد أمُرنا ربنا بالتعلم والتدبر دوما وذلك من طاعتنا لربنا , و لكنا نؤكد على أن الحق والصواب لا يكون إلا بتدبر المصدر الأول للعلوم وهو القران الكريم, لقوله تعالى:" أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا [محمد : 24]
 
قبل أن نخوض في تفاصيل خاطرتنا هذه , أرى أن نتعرف على ماهية هذا العلم بإيجاز ما أمكن :
 البرمجة اللغوية العصبية (بالإنجليزية رمزها الاصطلاحي هو : NLP) وهي كما عرفها أصحابها في منتصف السبعينيات الميلادية وهما العالمين الأمريكيين جون غريندر وريتشارد باندلر فقالا إن هي :- مجموعة طرق وأساليب غير مثبتة علميًا تعتمد على مبادئ نفسية تهدف لحل بعض الأزمات النفسية ومساعدة الأشخاص على تحقيق نجاحات وإنجازات أفضل في حياتهم. تتميز هذه المدرسة النفسية بأن من يُتقن أساليبها لا يحتاج معالج خارجي فهي يمكن أن تكون وسيلة علاج نفسي سلوكي ذاتي, تحاول أن تحدد خطة واضحة للنجاح ثم استخدام أساليب نفسية لتعزيز السلوك الأنجع ومحاولة تفكيك المعتقدات القديمة التي تشخص على أنها معيقة لتطور الفرد, ومن هنا جاء تسميتها بالبرمجة أي أنها تعيد برمجة العقل عن طريق اللسان -اللغة-  سُمي هذا بعلم برمجة الأعصاب لغويا وكان ذلك في 1973 وبتشجيع من المفكر الإنكليزي والأستاذ بجامعة سانتا كروز (جريجوري باتيسون)، أما نظرية هذا العلم فتقوم على الهندسية النفسية و هي المصطلح العربي لهذا العلم والترجمة الحرفية للعبارة الإنكليزية هي البرمجة اللغوية العصبية أو البرمجة اللغوية للجهاز العصبي
عصبي : تغطي ما يحصل في المخ والنظام العصبي وكيف يقوم الجهاز العصبي بعملية تشفير المعلومات وتخزينها في الذاكرة ومن ثم استدعاء هذه الخبرات والمعلومات مرة أخرى. أما الجهاز العصبي فهو الذي يتحكم في وظائف الجسم وأداءه وفعالياته كالشعور والسلوك والتفكير.
لغوي : ترجع إلى الطريقة التي نستخدم بها لغة الحواس Nonverbal ولغة الكلمات Verbal وكيف تؤثر على مفاهيمنا والعلاقة مع العالم الداخلي، واللغة هي وسيلة التعامل مع الآخرين.
برمجة : ترجع إلى المقدرة على تنظيم المعلومات (الصور والأصوات والأحاسيس والروائح والرموز والكلمات) داخل أجسامنا وعقولنا والتي تمكننا من الوصول إلى النتيجة المرغوب فيها، وهذه الأجزاء تشكل البرامج التي تعمل داخل عقولنا. أما البرمجة فهي طريقة تشكيل صورة العالم الخارجي في ذهن الإنسان ،أي برمجة دماغ الإنسان.
باختصار: قصد هذا العلم الأخذ بيد الإنسان إلى طريق النجاح, وقد جاء في تعريفه: إنه علم يكشف لنا عالم الإنسان بهدف تطويره والأخذ بيده في طريق الحياة النموذجية. وقال أصحابه أن :البرمجة هي طريقة تشكيل صورة العالم الخارجي في ذهن الإنسان ، والمطلوب أولا هو اكتشاف قوانين التفاعلات و المحفزات الفكرية والشعورية والسلوكية التي تحكم تصرفات و استجابات الناس على اختلاف أنماطهم الشخصية .لتمدنا بأدوات ومهارات نستطيع بها التعرف على شخصية الإنسان ، وطريقة تفكيره وسلوكه و أدائه وقيمه ، والعوائق التي تقف في طريق إبداعه وتفوقه . كما يمدنا بأدوات وطرائق يمكن بها إحداث التغيير الإيجابي المطلوب في تفكير الإنسان وسلوكه وشعوره ، وقدرته على تحقيق أهدافه ، كل ذلك وفق قوانين تجريبية يمكن أن تختبر وتقاس ، وتطبيقات عملية وتدريبات قام بها المدربون ومارسوها مع الكثيرين.
وقالوا أن أركان هذه البرمجة فتسمى الدعائم أو( الأرجل) حيث تعمل البرمجة اللغوية العصبية على أربعة أركان رئيسية:
 الحصيلة أو الهدف ( ماذا نريد ؟ 

 أما موضوعات علم البرمجة اللغوية العصبية فيمكن تلخيص أهمها فيما يلي:
 محتوى الإدراك لدى الإنسان وحدود المدركات : المكان ، الزمان ، والأشياء ، والواقع ( كما نفهمه ) . الغايات والأهداف المستقرة في أعماق النفس . التواصل والتفاهم مع الآخرين . انسجام الإنسان مع نفسه ومع الآخرين كيف يمكن إدراك معنى ( الزمن ) . 
 إلى هنا جرى تعريف هذا العلم موجزا مع شديد البيان . فهل للقرآن الكريم علاقة بهذا العلم أو هل لهذا العلم علاقة بالقرآن الكريم ؟ سؤال كان سبب اعدادنا لهذه الخاطرة  .
فمن المعلوم أن الله سبحانه قال " وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ [آل عمران : 85]  ومن منطلق عقيدة ختم النبوة بمحمد صلى الله عليه وسلم وختم الرسالات بالإسلام الذي أتم به الله سبحانه النعمة نذكر المسلمين بضرورة الاستمساك بالدين والاعتصام بالكتاب والسنة ، والإقبال عليهما دراسة ، وتطبيقاً ، وتدبراً ، واستشفاءً للقلوب والعقول والأرواح والأبدان ، فبال استمساك بهما يكون الوصول لكل خير والنجاة من كل شر. وفي مثل هذا قال صلى الله عليه وسلم : " تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبداً كتاب الله وسنتي " . وقاعدة الكمال في الدين مطردة في كل نواحي الحياة فما زالت كثير من الأبحاث العلمية حتى اليوم تكشف عن جوانب الإعجاز في هذا الدين،
وإن أخطر ما يواجه الأمة اليوم ذلك الغزو الفكري الذي يستهدف الدين والعقل عن طريق صرف الأمة عن الكتاب والسنة ، أو تهميش دورهما في الحياة فيكونا في مرتبة التابع والمؤيد لا مقام الهادي والمرشد. وقد اتخذ هذا الفكر شعارات فكرية يتعارض أكثرها مع مقدسات ديننا وثوابت عقيدتنا ، وإن بدت بعيدة الصلة عن الاعتقاد ، مرتبطة بالرياضة والتغذية والاستشفاء وأمور الحياة المادية المختلفة .
فأين القرآن من ذلك أو على الوجه الأصح أين ذلك من القرآن؟
قال تعالى في شأن مريم عليها السلام :" ... فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَداً فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْماً فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنسِيّاً [مريم : 26] فكان كلامها عليها السلام بالإشارة إلى وليدها لأنها أُمرت أن تقول دون أن تتكلم بلسانها " فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَن كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيّاً [مريم : 29] وذلك من اللغة البرمجية التي ذكرها القرآن , فاعجز القرآن بسبقه أهل هذا العلم, وانظر قول إبراهيم عليه السلام في جوابه على قومه لسؤالهم من حطم أصنامنا " قَالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا فَاسْأَلُوهُمْ إِن كَانُوا يَنطِقُونَ [الأنبياء : 63] ثمة لغة يفهمها القوم فلم يكذب إبراهيم ولم يُنكر أنه هو المُحطم للأصنام ولم يعترف أيضا بما جنت يداه ؟ ولكنة أجاب بإحدى لغات البرمجة اللغوية ..؟! فذلك من لغة الإشارة القرآنية ولا أبدع من هذا.
 أما لغة القول , فللقرآن فيها باعه الطويل وهو يقص علينا من حوارات الأقوام والأشخاص ما فيه العبر العظام في محاولة منه لبرمجة من لم يؤمنوا بالله وبالقرآن وحتى بالغيب... " وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْباً فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَارْجُوا الْيَوْمَ الْآخِرَ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ" [العنكبوت : 36] لغة القول والتوجيه للصواب بالنهي عن الفساد .

لفظ العصبيةNeuro : في تعريف معنى البرمجة اللغوية العصبية:
لفظ يشير إلى الجهاز العصبي وما يتعلق به من الحواس. والذي يمثل مكان اختزان البرامج المكتوبة باستخدام اللغة. ..وقد بينا - في خاطرة سابقة بعنوان ماهية القلب في القرآن - أن القلب هو المسيطر على العقل والجهاز العصبي والحواس فبات في علم القرآن أن الأعصاب وسيلة موجهة وليست أصلا يمكن التعامل معه ولنعيد النظر في بعض ما لدينا من آيات شواهد:
1. "ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم" "وَقَالُواْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ" أي في لغة المبرمجين اللغويين – بات في حالة عناد وتشنج عصبي.
2. "قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ وَاجِفَةٌ" "وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ" هي حالة الخوف الشديد التي هي في علم البرمجة ارتعاد الأعصاب .
3. " فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ" وبمفهوم المبرمجين هي حالة الشد العصبي . نكتفي بهذه الأمثلة وبتدبر آيات القرآن تجد الكثير مما هو مطلوب للمعرفة والدليل. و بعد هذا , فهل من الشواهد العلمية والواقعية على تصديق القرآن الكريم في مقولة أن القلب يعقل أم أن العلم لم يصدق القرآن بعد في هذا الشأن ؟
يؤكد العلم الطبي إن معدل نبضات القلب يتغير تبعاً للحالة العقلية الفكرية والعاطفية للإنسان، ويؤكد الدكتور J. Andrew Armour أن في القلب أكثر من أربعين ألف خلية عصبية تعمل بدقة فائقة على تنظيم معدل ضربات القلب وإفراز الهرمون وتخزين المعلومات ثم يتم إرسال المعلومات إلى الدماغ، هذه المعلومات تلعب دوراً مهماً في الفهم والإدراك. ولذلك فإن بعض العلماء اليوم يقومون بإنشاء مراكز تهتم بدراسة العلاقة بين القلب والدماغ وعلاقة القلب بالعمليات النفسية والإدراكية، بعدما أدركوا الدور الكبير للقلب في التفكير والإبداع. يقول الدكتور Paul Pearsall بعد تجارب ومشاهدات استمرت سنوات طويلة:
”إن القلب يحسّ ويشعر ويتذكر ويرسل ذبذبات تمكّنه من التفاهم مع القلوب الأخرى، ويساعد على تنظيم المناعة، ويحتوي على معلومات يرسلها إلى كل أنحاء الجسم مع كل نبضة من نبضاته“. و يتساءل بعض الباحثين: هل من الممكن أن تسكن الذاكرة عميقاً في قلوبنا؟ ويقول Paul في كتابه شفرة القلب: ”إنك عندما تفاجأ بشيء أو تفرح أو تحزن فإنك تضع يدك على صدرك دون أن تشعر إن القلب بإيقاعه المنتظم يتحكم بإيقاع الجسد كاملاً فهو وسيلة الربط بين كل خلية من خلايا الجسم من خلال عمله كمضخة للدم، حيث تعبر كل خلية دم هذا القلب وتحمل المعلومات منه وتذهب بها إلى بقية خلايا الجسم، إذاً القلب لا يغذي الجسد بالدم النقي فحسب، إنما يغديه أيضاً بالمعلومات مع كل نبضة، وهذا ما يؤكده بعض الباحثين اليوم من الأبحاث الغريبة التي أجريت في معهد "رياضيات القلب" أنهم وجدوا أن المجال الكهربائي للقلب قوي جداً ويؤثر على من حولنا من الناس، أي أن الإنسان يمكن أن يتصل مع غيره من خلال قلبه فقط دون أن يتكلم, كما وجدوا أن دقات القلب تؤثر على الموجات التي يبثها الدماغ (موجات ألفا)، فكلما زاد عدد دقات القلب زادت الترددات التي يبثها الدماغ.
أثبت الباحثان Rollin McCraty و Mike Atkinson أن هنالك علاقة بين القلب وعملية الإدراك، وذلك من خلال قياس النشاط الكهرطيسي للقلب والدماغ أثناء عملية الفهم أي عندما يحاول الإنسان فهم ظاهرة ما، وجدوا أن عملية الإدراك تتناسب مع أداء القلب، وكلما كان أداء القلب أقل كان الإدراك أقل. إن النتائج التي قدمها معهد رياضيات القلب مبهرة وتؤكد أنك عندما تقترب من إنسان آخر أو تلمسه أو تتحدث معه، فإن التغيرات الحاصلة في نظام دقات قلبك تنعكس على نشاطه الدماغي أي أن قلبك يؤثر على دماغ من هو أمامك. و يؤكد الباحثون أن القلب يتأثر ببعض الكلمات ذات المعنى المريح، ويتغير معدل النبض ويتغير المجال الكهرطيسي للقلب ويؤثر على الناس القريبين منه.
من الأمثلة الواقعية : 
تزوجت امرأة من شاب وبعد سنوات من زواجه وبسبب إلحاده أراد أن يتخلص من حياته فانتحر بمسدس في رأسه فمات. ولكن قلبه بقي يعمل فقام الأطباء باستئصاله وتمت زراعته لمريض مؤمن يحب فعل الخير، هذا وجاءت المصادفة ليلتقي بأرملة الشاب المنتحر ويتزوجها، ولكنه انقلب المزروع في صدره الذي حوله من الإيمان إلى الإلحاد فجأة، والعجيب أنه بعد سنوات انتحر بالطريقة ذاتها التي انتحر بها الشاب صاحب القلب الأصلي, التفسير بسيط جداً، وهو أن مركز التفكير والإدراك في القلب وليس في الدماغ. ولو كان القلب مجرد مضخة، لم يحدث مع هذا الرجل ما حدث، فقد أحبَّ المرأة ذاتها، وانتحر بالطريقة ذاتها من خلال الحقائق السابقة رأينا كيف يتحدث العلماء اليوم عن الدور الكبير الذي يلعبه القلب في عملية الفهم والإدراك وفقه الأشياء من حولنا، وهذا ما حدثنا عنه القرآن بقوله تعالى: (لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا) [الأنعام: 179] أي أن القرآن حدّد لنا مركز الإدراك لدى الإنسان وهو القلب، وهو ما يكتشفه العلماء اليوم يؤكد العلماء أن كل خلية من خلايا القلب تشكل مستودعاً للمعلومات والأحداث، ولذلك بدئوا يتحدثون عن ذاكرة القلب، ولذلك فإن الله تعالى أكد لنا أن كل شيء موجود في القلب، وأن الله يختبر ما في قلوبنا، يقول تعالى: (وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قلوبكم والله عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ) [آل عمران: 154].
 يتحدث الباحثون عن دور القلب في التعلّم، وهذا يعتبر من أحدث الأبحاث التي نشرت مؤخراً، ولذلك فإن للقلب دوراً مهماً في العلم والتعلم لأن القلب يؤثر على خلايا الدماغ ويوجهها، ولذلك فإن القرآن ربط بين القلب والعلم، قال تعالى: (وَطَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ) [التوبة: 93].
تؤكد التجارب الطبية أن مركز الكذب هو في منطقة الناصية في أعلى ومقدمة الدماغ، وأن هذه المنطقة تنشط بشكل كبير أثناء الكذب، أما المعلومات التي يختزنها القلب فهي معلومات حقيقية صادقة، وهكذا فإن الإنسان عندما يكذب بلسانه، فإنه يقول عكس ما يختزنه قلبه من معلومات، وفي هذا قال القرآن: (يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ) [الفتح: 11]. فاللسان هنا يتحرك بأمر من الناصية في الدماغ، ولذلك وصف الله هذه الناصية بأنها: (نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ) [العلق: 16]

https://a3shab1a.blogspot.com/p/httpsdraftbloggercomblogpagepreview1280.html

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق