الزنا في القران

 

 

 عطية مرجان أبوزر  

الحمد لله رب العالمين والصلاة على خاتم النبيين والسلام على الأنبياء جميعهم والمرسلين المُكرمين وبعد

 الزنى :- هو مصطلح ديني يصف العلاقة الجنسية المحرمة بين الرجل والمرأة (أي التي خارج نطاق الزواج)، ويتحقق شرط وقوع الزنا بإيلاج الذكر في عضو المرأة. وفي الديانات بشكل عام، يعتبر الزنا من الكبائر ومن أعظم الخطايا. و قد وردت كلمة زنى في القران الكريم تسع مرات في الايات :

1. وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً [الإسراء : 32]
2. وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً [الفرقان : 68]
3.  يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَى أَن لَّا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئاً وَلَا يَسْرِقْنَ وَلَا يَزْنِينَ وَلَا يَقْتُلْنَ أَوْلَادهن[الممتحنة : 12]
4.  الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِئَةَ جَلْدَةٍ وَلَا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ [النور : 2] 
5. الزَّانِي لا يَنكِحُ إلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لَا يَنكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ [النور : 3]

اولا : النهي عن الزنى في الاية الاولى اعلاة , أمرا قاطعا ربانيا لاجدل ولا تهاون فيه , فبات فريضة بقوله تعالى " ولا " الناهية أمرا مشددة بالواو لا معطوفة . أرخ القران لسلوك الفاحشة ( اي ذكر وجودها بانواعها في التاريخ البشري) فذكر أن اقواما وازمانا قد مارست هذا السلوك , ثم ذكر بالاسم قوما من هؤلاء كقوم لوط ’ ثم بين انواعا من الزنى كمثل اتيان زوجة الاب , الى جانب هذا كله فقد نهى القران عن الفاحشة بعد ان بينها وبين عقوبتها , ونخص من علوم البشر ما يؤيد بعض من اعجاز القران في الفاحشة فنقول :-
" قالت دراسة أمريكية نشرت حديثا إن خمسة في المائة من الأمهات في الولايات المتحدة الأمريكية غير متزوجات، وقد أنجبن أبنائهن من علاقات غير شرعية، في حصيلة لم تُسجل من قبل بتاريخ الولايات المتحدة. ولفتت الدراسة إلى أن نسب الخصوبة بين المراهقات ارتفعت بدورها بنسبة أربعة في المائة في الفترة ما بين 2011 و2014.
و بحسب الدراسة، فإن خمس فتيات من بين كل ألف تتراوح أعمارهن بين 15 و17 عاماً هن أمهات، في حين ترتفع النسبة لدى من تتراوح أعمارهن بين 18 و 19 عاماً إلى 84 من بين كل ألف فتاة تقريباً.وفي العموم فان نسبة الأمهات والحوامل من غير المتزوجات تبلغ 22% في المجتمع الأمريكي الاباحي.
واعتبرت المديرة التنفيذية لبرنامج حماية المراهقات والشابات، أن هذه الفوارق في نسب الأمهات العازبات باختلاف الفئات العمرية ظاهرة مرعبة.  وأضافت أن الأمر قد يعود لنقص برامج التوعية للشابات خارج المدارس، إذ تشير أبحاث البرنامج إلى أن أكثر من خمسة و سبعين في المائة من حالات الحمل لدى الأمهات العازبات في العقد الثاني من عمرهن كانت "غير مخطط لها "وإن لدى بعض الشبان معتقدات "سحرية" مبنية على أنه لا يمكن أن يتسببوا بحمل صديقاتهم بعد أن أقاموا الكثير من العلاقات التي لم تفض إلى حمل، ما يجعلهم يتورطون أكثر فأكثر في الممارسات غير الآمنة. وربما نجد نسبا أعظم في الدول الأكثر تحرراً مثل السويد.
أما في الدول الإسلامية فقد بدأت هذه الظاهرة المرعبة بالانتشار وهي في ازدياد، وإن كانت بحدود أضيق بسبب قوة التعاليم الإسلامية التي تحرم الزنا تحريماً قطعياً. وقد حرم الاسلام الزنى تحريما قطعيا , وحذر النبي صلى الله عليه وآله وسلم من انتشار هذه الظاهرة (كثرة أولاد الزنا) في زمن لم يكن أحد على وجه الأرض يتخيل ذلك مؤكدا أنها من علامات قيام الساعة الصغرى .

تبين الايات اعلاة عدة امور هامة تتعلق بهذا السلوك المحرم وهي :-
ثانيا : جاء النهي المذكور من - مجرد الاقتراب من الزنى - لقوله تعالى " ولا تقربوا الزنى" والاقتراب هنا يبدأ بوسوسة النية لانها أصل الاقتراب , فمن نزغ الشيطان صدرة فقد اقترب , وعليه الاستغفار .
ثالثا : وصفت الاية ذاتها الاقتراب من الزنى وفعله بالفاحشة , والفاحشة جرم ديني ومعصية دينية وجرم انساني اجتماعي متكامل لايؤذي الزناة بذاتهم بل يؤذي المجتمع برمته , والفحش والفاحشة بلاء اجتماعي , قال الله سبحانه " إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا " فكانت من الشيوع والانتشار, وقد ورد ذكر الفحش والفحشاء عشرون مرة في القرآن وصفا للزنى .فجاءت الاية الاولى لتخبر أن الفحشاء من أمر الشيطان لقوله تعالى : إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاء ....[البقرة : 169] فأكدت هذه الاية على قوله تعالى " وَسَاء سَبِيلاً" فكان الزنى بتعريف القرآن من سوء السبيل الذي يأمر به الشيطان أمرا لا تخييرا وعليه فقد حصن المؤمن التقي نفسه إذ لا يأتمر بأمر الشيطان , كمثل ما كان من امر يوسف عليه السلام حين راودته امرأة العزيز "وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَن نَّفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ [يوسف : 23]" في الاية الثانية جاء تعريف الزنى مقترنا بأكبر الكبائر وهي الشرك والقتل قال جل جلاله "وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً [الفرقان : 68] ووصفت جميعها بالاثام اي الجرم العظام .كذلك أكدت الاية الثالثة على اقتران جرم الزنى باكبر الكبائر في وصف الزانيات فقال الله سبحانه "لَّا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئاً وَلَا يَسْرِقْنَ وَلَا يَزْنِينَ وَلَا يَقْتُلْنَ أَوْلَادهن" وكانت هذه الفئة غير مقبولة مبايعتها للرسول الكريم وعليه فهي فئة لا تبايع خليفة المسلمين .

في الاية الرابعة : نجد عقوبة الزنى كما ستفصل تاليا .ومن البيان في شأن الزنى - كفاحشة - جاء القران على بيان الانتهاء عن الفاحشة كما جاء على عقوبتها فقال : " وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ [آل عمران : 135] , مع التأكيد على التوبة التامة بعدم الاصرار على الفعل الفاحش والله هو الغفور التواب الرحيم

التوبة من الفاحشة يستجلب المغفرة : " وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ  وَهُمْ يَعْلَمُونَ [آل عمران : 135]
الحكم على وقوع الفاحشة يستوجب شرط البيان " إِلَّا أَن يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مبينة... [الطلاق : 1] ويتطلب الشهود :" فَاسْتَشْهِدُواْ عَلَيْهِنَّ أَرْبَعةً مِّنكُمْ "

اما الاعجاز في طلب الشهود أربعافالتخفيف من الظلم الواقع على النساء كونهن الاضعف في الدفاع عن انفسهن ومن المعروف ان الانسان لايمكن ان يمارس الفاحشة بوجود اربع من الشهود الا في المجتمعات الحيوانية وبهذا الشرط يرفع الله تعالى الكثير من الاحكام الدنيوية اليه ليبقى فرصة التوبة عملا بقوله "وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ  "

و قال عدد من الخبراء إن السبب الرئيسي للظاهرة يعود إلى تراجع إنفاق الحكومة على برامج الثقافة الجنسية في المدارس، حيث اقتصرت تلك البرامج على محاولة إقناع المراهقين بتأجيل ممارسة الجنس إلى مرحلة ما بعد الزواج دون التطرق بشكل واضح إلى وسائل ممارسة الجنس الآمن.

الزنا وانتشاره في الدول العربية منذ مدة ليست بالطويلة كان يطلق على مرحلة المراهقة مرحلة الأحلام والتطلعات والمثل العليا,لكن هذه النظرة المثالية تعرضت لتدهور كبير في العقود الأخيرة بسبب إنتشار وسائل الإفساد على أنواعها وأهمها تلك التي دخلت كل بيت إنها التلفزة الفضائية، التي حولت المراهق من حالم ومثالي إلى قنبلة موقوتة تهدد حياة واستقرار المجتمع وإلى عامل من عوامل الاضطراب الأمني والاجتماعي بسبب بشاعة الجرائم التي باتت منتشرة لهذه العلاقات الجنسية،

في إحدى الدراسات الصادرة عن مركز البحوث الاجتماعية والجنائية بالقاهرة  قدر ارتكاب المراهقين لجرائم الزنى بما يزيد على 65% من الجرائم والحوادث التي ترتكب في المجتمع العربي. وأوضحت الدراسة أن الجرائم التي يرتكبها المراهقون تبدأ من الاعتداءات بالأسلحة البيضاء والسرقة والتحرش الجنسي بالسيدات والفتيات والاغتصاب, وصولا إلى القتل الذي زادت وتيرته جدا بين الشباب والمراهقين.

في أوربا : استنفرت ألمانيا  لفيفا من علمائها وخبرائها للبحث في التدابير الاجتماعية والقانونية الواجب اتخاذها للتصدي لهذه الظاهرة. بعدما أعلنت عجزها التام عن السيطرة على الجرائم التي يرتكبها المراهقون بينما امتدت هذه الظاهرة البشعة إلى مجتمعات كانت توصف بأنها مجتمعات مسلمة و محافظة كالسعوديةودول الخليج خاصة الكويت , و في فترة قريبة كان ما عرف بحادثة " نفق النهضة" بالسعودية والتي اعتدى فيها لفيف من الطلبة على فتيات جنسيا في مشهد مروع و لا يتناسب أبدا مع سمعة وأخلاقيات مولد ومدفن رسول الإسلام , ويذكر أن الحادث استدعى في حينه وجود قوات الأمن وجماعات النهي عن المنكر باعداد غير مسبوقه . كما أن ظاهرة هروب الفتيات المراهقات من المنازل أصبحت تنتشر في المجتمع السعودي انتشار النار في الهشيم .

وفي الإمارات العربية المتحدة لم يكن الأمر مختلفا حيث يعاني المجتمع بشدة من انتشار العنف بين المراهقين، حيث شهدت مدرسة أحمد بن حنبل الثانوية بإمارة الشارقة مثلا معركة بالسيوف والخناجر والسكاكين بين مجموعة من المراهقين من طلاب المدرسة، بل وصل الجرم بين المراهقين إلى أن مجموعة منهم قد حاصرت المدرسة وأحد المطاعم المجاورة لها بثلاثين سيارة نزل منها عشرات المراهقين الملثمين وأعدوا كمينا لضحاياهم وتسبب في إصابة العشرات منهم بإصابات خطيرة خلف بعضها عاهات مستديمة 

و في مصر كانت الأوضاع أشد فظاظة حيث وصلت معدلات جرائم المراهقين إلى حد خطير جدا، وقد شهدت مصر حادثا مروعًا في السنوات الأخيرة بإحدى المراكز التجارية الشهيرة بوسط القاهرة، حيث تصارع شابان على حب فتاة مالت نحو أحدهما وهو ما أزعج الشاب الآخر جدا لدرجة جعلته يقدم على قتل غريمه جهارا نهارا غيرة منه، ولم يقف إجرام المراهقين عند هذا الحد بل إن إحصائية خطيرة جدا أصدرتها وزارة الداخلية المصرية أكدت أن 60 % من المتورطين في جرائم الدعارة والبغاء من الفتيات المراهقات من طلاب المرحلة الثانوية والجامعية، وأن 50 % من المحاضر المحررة فيما يخص إدمان المخدرات والبانجو معظمها من شباب تتراوح أعمارهم بين 15: 20عاما.

ومن الاحداث المؤرخة مصريا في هذا المجال تسجيل الاف المحاضر والتسجيلات إبان الأحداث السياسية التي اجتاحت مصر وأثناء المظاهرات منذ العام 2011 وحتى الان , جرائم تحرش واعتداء في الميادين العامة خاصة وقد نزلت الاناث بين جموع   الشباب باعداد غير مسبوقة.

شهدت العديد من الدول العربية جرائم المراهقين وخصوصا المشرقية منها حيث انتشرت في الجامعات والمدارس الثانوية في دول مثل مصر وسوريا ولبنان والأردن والمغرب وتونس حالات الزواج العرفي بصورة مقلقة جدا، حيث يلجأ الشباب إلى هذا الزواج لتفريغ شهوة جنسية تسيطر عليهم دون أن يعبأ بأي قيم دينية أو اجتماعية ولا يكترث بمستقبل الفتاة التي تزوجها عرفيا خصوصا أن نسبة كبيرة من هذا الزواج السري تنتهي بالفشل.أما في العراق الشيعية ولبنان حزب الشيطان فحدث ولا حرج في شأن زواج المتعة الذي أنتج عشرات الاف الاطفال الغير معروفين النسب لآي أب تمتعت معه الأم ؟