عطية مرجان ابوزر
مصطلح الشر في الإسلام :-
هو منظومة الجوانب السلبية في تفكير بني البشر وسلوكهم، وهو يتطرق إلى أولئك الذين يكفرون بالدين عمدا باطنا وظاهرا. قال الله تعالى :- "إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِندَ اللّهِ الَّذِينَ كَفَرُواْ فَهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ [الأنفال : 55] وقد وصف الكفار بانهم شر الدواب والواب هي سائر المخلوقات ومنها الانسان , والشر في الإسلام هو ما يناوئ الخير قال تعالى" وَلَوْ يُعَجِّلُ اللّهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجَالَهُم بِالْخَيْرِ لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ فَنَذَرُ الَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَاءنَا فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ [يونس : 11]
تنظر بعض الديانات إلى الإنسان (عامة) باعتباره شريرا في طبعه، وأهم صفاته وخصاله الطبيعية عزة النفس والأنانية (وتلك ميول سلبية ) مع ان بمقدور الانسان التحكم بهما. وفي تقاليد أخرى يعتبر بنو البشر مخيرون بين الخير والشر وذلك من الإسلام الذي يعتبر الانسان مخلوق على فطرة الخير ,ولكنه مُخير بين الخير الذي هو الحق و(الهدى أو الصراط المستقيم ) وبين الشر الذي هو (الضلال) على اعتقاد أن الشيطان (ابليس) يغويهم فيبعدهم عن الوضع الطبيعي الذين فُطروا عليه , ويعتقد المسلمون بأن المؤمن اذا مسه الشر فذلك ابتلاء امتحلن لقوة أيمانه فيحمد الله الذي لا يُحمد على شر سواه , واذا ابتلي بالخير فانه أيضا يحمد الله على ما أنعم به عليه .قال تعالى "... وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ [الأنبياء : 35]
مصطلح الشر في الثقافة:- تستخدم الكلمة في كثير من الثقافات لوصف الأعمال والأفكار التي تتطلع (بشكل مباشر أو غير مباشر) إلى التسبب بالمعاناة أو بالموت. و يختلف تعريف الشر من ثقافة إلى أخرى. والتفريق بين "الخير" و"الشر" المناوئ له موجود في العديد من الثقافات. وهو يشتمل على تدرج هرمي مؤلف من قيم ومعايير أخلاقية تحدد سلوك بني البشر.
الشر في العرف الاجتماعي والقانون الوضعي:-
يستخدم المجتمع الغربي مصطلح الشر باعتباره نوعا من مؤشرات الجريمة والقسوة أو الانحدار الأخلاقي. فمنهم من يرى في السلوك الجنسي المثلي أو في الإجهاض نوعا من الشر مثلا ومنهم من لا يراه كذلك مما يثير خلافا اجتماعي وقانونيا حول أخلاقية هذه الظواهر.
والشر في التعريف الغربي مصطلح ثقافي اجتماعي لا ديني و كثيرون في المجتمع الغربي منقسمون في وجهات نظرهم حول النظرية الأخلاقية المطلقة , فمن جهة ترى أن الخير والشر عند اليهودية والمسيحية مثلا عبارة عن كيانان ثابتان نابعان من الرب، ومن الكون، أو من مرجعية معينة أخرى، ومن جهة أخرى هناك الأخلاق النسبية، وهو مفهوم يرى أن الخير والشر هما نتاج ثقافي اجتماعي .
أما الأخلاقية العالمية فهي مصطلح إنساني وليد العصر الحديث، الحل الوسط بين الأخلاقية المطلقة ( اخلاق المدينة الفاضلة) غير القابلة للتحقيق وبين وجهة النظر النسبية.
و هناك تعريف آخر للشر : ذلك التعريف الذي يتعلق بكوارث الطبيعة كالهزات الأرضية و جفاف الارض مثلا). أي أن الشر ليس غاية فقط بل يمكن أن يكون نتيجة.
الشر والإرهاب في التعريف السياسي:-
محور الشر :-
يثير تعريف الشر انقساما، وهكذا هو الحال بالنسبة لمصطلح الإرهاب أيضا. هناك رأي يقول إن هذه مصطلحات ذاتية لأن من يُعرّف على أنه إرهابي قد يكون مقاتلا في سبيل الحرية. يستغل بعض الناس أو الجماعات هذه الطريقة في كثير من الأحيان في مقارعتهم لأعدائهم، وبخاصة لإثارة ردود فعل عاطفية قوية ضد الأشخاص أو الجماعات. على سبيل المثال، فقد طرح هذا الرأي منتقدو رئيس الولايات المتحدة الأميركية جورج بوش بشأن وصم بعض الدول، مثل كوريا الشمالية والعراق وإيران بأنها جزء من "محور الشر".
يرفض كثيرون من النقاد الاستخدام الشامل لمصطلح الشر بدعوى أن استخدامه يتجاهل الدوافع التي أدت إلى انتهاج السلوكيات التي يصفها. وبموجب وجهة النظر هذه ليس من المناسب تطبيق هذا المصطلح على كل عمل تقريبا يكون ذا معنى كبير يتجسد بالعنف كالأعمال الإرهابية والإبادة الجماعية. وبناء عليها يجب أن يقتصر تعريف الأشرار على الأشخاص الذين تدفعهم السادية والرغبة في القوة أو الجشع (بصيغ كثيرة). هذا لا يعني طبعا أن أعمال العنف، كالإرهاب والقتل هي مقبولة، بل أنه يجب عدم تصنيف منفذهاً بشكل مباشر كشرير.
هناك رأي يقول إن من المفضل الامتناع كليا عن استخدام مصطلح "الشر" في النقاشات السياسية لأن هناك ميلا إلى اعتباره نابعا من الدين، وهذا يعني انتهاج طريقة تعامل متطرفة بعيدة عن التسامح تجاه الطرف المضاد.
الشر والقانون :
معروف ان القوانين العقابية وضعت لمنع الشرور وملاحقتها أو الحد منها على اعتبار أن هناك طرقا لا تحصى لعمل الشر ومن هنا فإن الشر قد يكون له تأثير أكبر على حياتنا فتشكلت له القوانين وعقدت المحاكم حتى أن البعض يرون أن منع الشر أهم من دفع الخير بواسطة صياغة قوانين أخلاقية وقواعد سلوكية.
أهم السلوكيات غير الأخلاقية مصنفة من الجرائم الصغيرة إلى الجرائم الكبيرة. يتجسد مفهوم تصنيف مجتمع ما لهذه الجرائم من خلال قوانينه وأنظمة القضاء والعقوبات فيه.
الشر في التعاملات التسويقية :
ينسب
الشر في مجال الأعمال إلى السلوك غير النزيه. ومن الأمثلة المعروفة لذلك
مكان العمل الاستغلالي والاحتكاري، غير أن مصطلح "الشر" بات أكثر انتشارا
في الآونة الأخيرة، ولا سيما في الصناعات التكنولوجية والملكية الفكرية.
وكرد فعل على ذلك هناك مجتمعات تؤكد معارضتها للشر في مجال الأعمال. شعار
"غوغل" هو "لا تكونوا أشرارا" (Don't Be Evil)، كرد فعل على الانتقادات
الكثيرة على الشركات التكنولوجية مثل ميكروسوفت وأميركا أون لاين. أما شعار
ما غنا تايوان، شركة تسجيلات مستقلة، فهو "نحن لسنا أشرارا "وذلك ردا على
RIAA (الاتحاد الأميركي لمنتجي الأشرطة).
ليس الشر إلا في عصيان الله :-
الشر
حكم انطباعي يطلقه الإنسان على الأشياء المؤلمة بقطع النظر عما ينتج عنها
على المستوى البعيد من نفع أو ضر من إصابة أو خطا وقد ورد في القران قوله
تعالى (...ونبلوكم بالشر والخير فتنة...)فالشر
قد يكون مصدره إنسانا عن قصد حسن أو سيئ أو عن غير قصد وقد يكون مصدره
طبيعيا :حيوانا أو جمادا ونباتا او طقسا الخ... وفي كل الأحوال يكون لما
يسميه الإنسان شرا دور , وحكمةل قول الله تعالى بدلي(صنع الله الذي اتقن كل شيء) ولهذا
كل الأشياء التي اوجدها الله هي خير ولو كانت شرا في انطباع الإنسان اما
ما يفعله الناس من جرائم مادية أو معنوية فهي من جهتهم شر باعتبارها مؤلمة
وباعتبار ان الله نهى عنها لكن رغم ذلك هي من جهة الله تعالى خير قال الله
تعالى في القتال وهو مكروه للإنسان "وَعَسَى
أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ
شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ [البقرة : 216] وقالوا في الامثال (رب ضارة نافعة)
لكن طبعا لا جزاء لأصحابها لانهم لم يفعلوها بنية ما ينتج عنها من الخير
والخلاصة ان الشر لاوجود له فيما خلقه الله ولكن جهل الإنسان يجعله يحكم
على كل شيء مؤلم بانه شر في حين ان الألم في حد ذاته له دور حكيم في الوجود
فالشر انطباع يعبر عن محدودية العقل والشر أيضا كل سلوك مخالف لأمر الله
ولو كان نافعا من جهة ما.
الايات التي ورد فيها لفظ "شر" في القران , 25 آية .وثلاث آيات أخرى ذكرت الأشرار.
" وَلَوْ يُعَجِّلُ اللّهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجَالَهُم بِالْخَيْرِ.... [يونس : 11]
" كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ [البقرة : 216]
وكقوله " وَلاَ يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ هُوَ خَيْراً لَّهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَّهُمْ... [آل عمران : 180]
" ... مَن لَّعَنَهُ اللّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ أُوْلَـئِكَ شَرٌّ مَّكَاناً وَأَضَلُّ عَن سَوَاء السَّبِيلِ [المائدة : 60]
"إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِندَ اللّهِ الَّذِينَ كَفَرُواْ فَهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ [الأنفال : 55]
" إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِندَ اللّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لاَ يَعْقِلُونَ [الأنفال : 22]
وَيَدْعُ الإِنسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءهُ بِالْخَيْرِ وَكَانَ الإِنسَانُ عَجُولاً [الإسراء : 11]
وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الإِنسَانِ أَعْرَضَ وَنَأَى بِجَانِبِهِ وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ كَانَ يَؤُوساً [الإسراء : 83]
قُلْ مَن كَانَ فِي الضَّلَالَةِ فَلْيَمْدُدْ لَهُ الرَّحْمَنُ مَدّاً حَتَّى إِذَا رَأَوْا مَا يُوعَدُونَ إِمَّا الْعَذَابَ وَإِمَّا السَّاعَةَ فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ شَرٌّ مَّكَاناً وَأَضْعَفُ جُنداً [مريم : 75]
كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ [الأنبياء : 35]
إِنَّ الَّذِينَ جَاؤُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرّاً لَّكُم بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُم مَّا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ [النور : 11]
الَّذِينَ يُحْشَرُونَ عَلَى وُجُوهِهِمْ إِلَى جَهَنَّمَ أُوْلَئِكَ شَرٌّ مَّكَاناً وَأَضَلُّ سَبِيلاً [الفرقان : 34]
هَذَا وَإِنَّ لِلطَّاغِينَ لَشَرَّ مَآبٍ [صـ : 55]
لَا يَسْأَمُ الْإِنسَانُ مِن دُعَاء الْخَيْرِ وَإِن مَّسَّهُ الشَّرُّ فَيَؤُوسٌ قَنُوطٌ [فصلت : 49]
وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الْإِنسَانِ أَعْرَضَ وَنَأى بِجَانِبِهِ وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ فَذُو دُعَاء عَرِيضٍ [فصلت : 51]
إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً [المعارج : 20
وَأَنَّا لَا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَن فِي الْأَرْضِ أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَداً [الجن : 10]
يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْماً كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً [الإنسان : 7]
فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُوراً [الإنسان : 11]
وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ [الزلزلة : 8]
مِن شَرِّ مَا خَلَقَ [الفلق : 2]
وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ [الفلق : 3]
وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ [الفلق : 4]
وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ [الفلق : 5]
مِن شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ [الناس : 4
أما الاشرار فجاء لفظهم ووصفهم في ثلاث آيات هي:-
وَقَالُوا مَا لَنَا لَا نَرَى رِجَالاً كُنَّا نَعُدُّهُم مِّنَ الْأَشْرَارِ [صـ : 62]
أَأُلْقِيَ الذِّكْرُ عَلَيْهِ مِن بَيْنِنَا بَلْ هُوَ كَذَّابٌ أَشِرٌ [القمر : 25]
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق