اعصار فيه نار

 

عطية مرجان ابوزر

قال الله تعالى: (أيَوَدّ أحَدُكُمْ أن تَكُونَ لَهُ جَنــَّةٌ مِن نَّخِيلٍ وَأَعْنَابٍ تَجْرِى مِن تَحْتِهَا الأنْهَارُ لَهُ فِيهَا مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَأَصَابَهُ الْكِبَرُ وَلَهُ ذُرِّيَّةٌ ضُعَفَآءُ فَأَصَابَهَآ إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ فَاحْتَرَقَتْ كَذَلِكَ يُبَـيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الآيَاتِ لَعَلَّـكُمْ تَتَفَكَّرُونَ) (البقرة 266).

الإعصار في اللغة :

 ريح ترتفع بتراب بين السماء والأرض وتستدير كأنها عمود والإعصار مذكر, قال تعالى: (فَأَصَابَهَآ إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ) والعرب تسمى هذه الريح الزوبعة أيضا ومنه قوله تعـالى : (فَأَصَابَهَآ إِعْصَارٌ) 

الاعصار في المصطلح الجغرافي:

الإعصار منطقة من الضغط تجذب الرياح إلى مركزها في اتجاه عكس عقارب الساعة في نصف الكرة الشمالي والعكس في نصف الكرة الجنوبي وتعرف هذه المناطق بالعروض الوسطى بالمنخفضات الجوية.

 الاعصار في التفسير الشرعي:

ورد ذكر كلمة إعصار في القران مرة واحدة فقط في الاية 266 من سورة البقرة .

وفي قوله تعالى: (وَأَصَابَهُ الْكِبَرُ وَلَهُ ذُرِّيَّةٌ ضُعَفَآءُ فَأَصَابَهَآ إِعْصَارٌ) فالمعنى انه ريح شديد فيه نار فاحترقت أي احرق ثمارها وأباد أشجارها...

الإعجاز العلمي :-

أن أحدث الدراسات العلمية المتخصصة في "الأعاصير" لم تتوصل حتى الآن إلى ما يؤكد احتواء كيان الإعصار على نار. ففي حين يصنف العلماء الأعاصير الى أنواع هي ( القمعية و المدارية (التايفونات). ومن الأعاصير التي درسها الباحثون إعصار اوبال فوق خليج المكسيك عام 1995و إعصار بوني الذي مر فوق خليج المكسيك العام 1998 وفي العام 1999 حط إعصار برت فوق منطقة زراعية غير مأهولة في تكساس وتلك من الأعاصير المروعة .

يضع الباحثون قوى الأعاصير وفق تقسيم درجاتي، فكان إعصار اوبال قد بلغت قوته (الفئة/4) كما كانت قوة إعصار هوكو (الفئة / 5) وهي شديدة العنف. وقد تناول الباحثون ـ حديثا الإعصار دينيس بولاية فلوريدا والذي حدث عام 1999هذا الإعصار أطلق رياحا تبلغ سرعتها 145 كيلومتر.

والغريب انه متى صادف الإعصار حظه في منطقة غابات أي بيئة مهيأة لتلقي الاشتعال، تندلع النيران في هذه الأماكن وقد سجلت حالات كثيرة لم يسند فيها مرجع الإشعال إلى تدخل العنصر البشري... بما يعني أن الإشعال قد صنعته الطبيعة فالتهمت نفسها بنفسها وذلك بفعل مؤثر خارجي...يعتقد أن الصلة قائمة بين الإعصار واندلاع الحرائق في الغطاءات النباتية والغابات في بيئاتها الطبيعية.فإذا صادف الاعصاراغتنامه للبرق يكون منطقيا احتضانه لنواتج البرق و مسببات الإشعال ـ فيأتي الإعصار ممزوجا به آليات الإشعال أو حتى الإشعال ذاته إذا كان قد نتج وفي هذا يبدو الإعصار للناظرين ( إعصار به نار).

 قال المتخصصون حول ( البرق ) :- يبدأ سهم البرق الطبيعي بنذير يدعى الطور الطليعي , ينتشر هذا الطور إلى الأسفل بدءا من السحابة باتجاه الأرض بشكل متدرج مقتلعاً في طريقه إلكترونات ضعيفة الارتباط بين جزئيات الغاز الموجودة في الجو ومشكلا قناة من الهواء المؤيّن تعمل كقناة موصلة وبعد أن يمس الطور الطليعي الأرض مباشرة ينفجر ( طور العودة ) الساطع، وكما يحدث أثناء الطور الطليعي، فان صاعقة العودة التي تحمل تيارات تمتد من بضعة آلاف الأمبيرات حتى تصل إلى نحو 300000 أمبير، ويسير سهم البرق المبهر للأبصار هذا بسرعات قد تصل إلى نصف سرعة الضوء، ويمكن للتيار الكهربائي الهائل الذي يحمله معه أن يدمر بسهولة أي جسم يصادفه في طريقه. هذا والله تعالى أعلم.