الأربعاء، 26 يوليو 2023

القرآن الكريم

 

أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفاً كَثِيراً [النساء : 82]

القرآن الكريم ( هل تعرفه ؟ !) سؤال يستحق التوقف عنده فلا تهمله.

 الحمد لله تعالى نحمده ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أرسله بالحق بشيراً ونذيراً بين يدي الساعة. من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعص الله ورسوله فلا يضر إلا نفسه ولا يضر الله شيئاً. ما هو القرآن ؟ قال تعالى ( لا يمسه إلا المطهرون ) وقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( خيركم من تعلم القرآن وعلمه ) رواه البخاري .

نحن بحاجة حقيقية لوقفة تعرف على القرآن ، رغم اعتقاد البعض أننا لسنا في حاجة لهذا بقولهم : وهل لا نعرف القرآن ؟ والحق أقول والله المستعان أن معرفتنا ربما كانت قاصرة فعلا ، وأنها لو كانت من الناحية القلبية والعاطفية ممكنة فإن الحالة العلمية أو العقلية غير كاملة فالتدبر العقلي والعلمي للقرآن لم يكن إلا حديثا مواكبا لحركة النهضة العلمية وتوفر وسائل البحث والتجربة ...فبات هذا النوع من التدبر العلمي ضرورة ملحة لعظم هجمة العقول المعادية لديننا وقرآننا ونبينا ، هجمة شرسة مستميتة وجب التصدي لها من أصحاب  القدرات العقلية والعلمية لدى المسلمين خاصة وعامة والله المستعان .

القرآن كتاب عظيم استمد عظمته من عدة مصادر منها:

1. عظمة القران من عظمة (الله) المرسل للقرآن :

نعتقد نحن المسلمين يقينا أن خير علم وتدبر للقرآن يكون بالقرآن وبما فسر لنا رسوله الأمين ,فما بين أيدينا أعظم وأثمن وأغلى شيءٍ في هذا الوجود .. يجعلنا نوقن يقيناً أننا لسنا في حاجة إلى أي شيءٍ بعد كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم .وخير دليل على ذلك قول الله تعالى:- : ( الَر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ )  هود :1 وقوله تعالى :  (  إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ تَنزِيلاً ) الإنسان : 23 . فالقرآن رسالة مرسلة من رب العالمين للناس كافة فوجب تعظيمها لعظمة صاحبها . وهو القائل جل وعلا : ( وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى الْقُرْآنَ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ عَلِيمٍ  ) النمل : 6

2. عظمة الملاك "جبريل" حامل الرسالة عليه السلام :

قال رب العرش العظيم ( نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ ) .الشعراء : 193 عظمة المتنزل الأمين :- حامل القرآن جبريل - عليه أفضل السلام - الملاك الذي اختاره الله تعالى للنزول بهذا الكتاب العظيم من السماء العلى الى الارض.

جبريل عليه السلام ملك مقرب من الله عز وجل ، و هو الرسول بين الله ورسله وأنبياءه في الارض عليهم الصلاة والسلام جميعا، وللملائكة مهام  فمنهم الموكل بالوحي من الله تعالى إلى رسله عليهم الصلاة والسلام وهو الروح الأمين جبريل عليه السلام, ومنهم الموكل بقبض الارواح ومنهم الموكل بالعرش ومنهم الموكل بالجنة .... أما جبريل عليه السلام فقال فيه بعض السلف أن ( منزلته من ربه منزلة الحاجب من الملك ).ومن صفاته المعروفه :

1- جبريل عليه السلام مخلوق من نور: فهو كسائر الملائكة مخلوق من نور كما جاء في صحيح مسلم من حديث عائشة رضي الله عنها قول النبي صلى الله عليه وسلم ( خلقت الملائكة من نور وخلق الجان من مارج من نار وخلق آدم مما وصف لكم ) .
 2- من صفاته عليه السلام القوة. ولقد ورد في كتاب الله وفي سنة رسوله صلى الله عليه وسلم ذكر شيء من صفة خلقه عليه السلام.فوصفه ربه سبحانه وتعالى بالقوة قال تعالى(ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ) (التكوير:20)  وقال سبحانه:(عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى،ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى) (النجم:5-6) قال الإمام ابن كثير رحمه الله في معنى( (ذُو مِرَّةٍ ) أي ذو قو

ة.ونقل القرطبي رحمه الله في تفسيره عن الكلبي رحمه الله ( وكان من شدة جبريل عليه السلام أنه اقتلع مدائن قوم لوط من الأرض السفلى فحملها على جناحه حتى رفعها إلى السماء حتى سمع أهل السماء نبح كلابهم وصياح ديكتهم ثم قلبها......)

3. ومن صفاته وملكاته العلم : فقد قال فيه ربه جل وعلا: (عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى) (النجم:5-6)  كما قال في الآية الأخرى (إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ) (الحاقة:40) 

4.  حسن الخلق وبهاء المنظر . ففي قول الله تعالى ( ذُو مِرَّةٍ) (النجم:6) قال بعض المفسرين أي ذو خلق حسن وبهاء وسناء .

5- ملاك مكرم عند خالقه : لقول الله تعالى فيه " رَسُولٍ كَرِيمٍ) (الحاقة:40) 

6. عظم خلقه عليه السلام . ذكر الامام ابن جرير رحمه الله في تفسيره- بسنده – عن عبد الله ما كذب الفؤاد ما رأى قال رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم جبريلعليه حلتا رفرف قد ملأ مابين السماء والأرض إسناد جيد قوي وفي الصحيحين من حديث عامر الشعبي عن مسروق قال: كنت عند عائشة فقلت أليس الله يقول (ولقد رآه بالأفق المبين) ، (ولقد رآه نزلة أخرى) فقالت: أنا أول هذه الأمة سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عنها فقال: إنما ذلك جبريل لم يره في صورته التي خلق عليها إلا مرتين رآه منهبطاً من السماء إلى الأرض ساداً عظم خلقه ما بين السماء والأرض).

7- له ستمائة جناح. وقد كان يأتي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وينزل عليه في صفات متعددة كما قدمنا وقد رآه على صفته التي خلقه الله عليها مرتين له ستمائة جناح كما روى البخاري عن طلق بن غنام عن زائدة الشيباني قال سألت زرا عن قوله (فكان قاب قوسين أو أدنى فأوحى إلى عبده ما أوحى) قال حدثنا عبد الله يعني ابن مسعود أن محمداً صل

ى الله عليه وسلم رأى جبريل له ستمائة جناح . ( وقال الإمام أحمد - ثم ساق السند - عن عبد الله قال رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم جبريل في صورته وله ستمائة جناح كل جناح منها قد سد الأفق يسقط من جناحه التهاويل من الدر والياقوت ما الله به عليم. وقال أحمد أيضاً - ثم ساق السند – عن ابن مسعود في هذه الآية( ولقد رآه نزلة أخرى عند سدرة المنته
ى) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم رأيت جبريل وله ستمائة جناح ينتشر من ريشه التهاويل الدر والياقوت .وقال أحمد - ثم ساق السند – عن ابن مسعود يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم رأيت جبريل على السدرة المنتهى وله ستمائة جناح.

هذه صفات جبريل عليه السلام كما جاءت في كتاب الله عز وجل وسنة رسوله محمد صلى الله عليه وسلم ، وإن هذه العظمة والقوة التي اتصف بها جبريل عليه السلام لتدل دلالة أكيدة على عظمة من خلقه سبحانه وتعالى .
 3. عظمة الرسول المتلقي للقران "محمد" مبلغ الرسالة عليه السلام :
قال رب العرش العظيم في خاتم الرسل والأنبياء( مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ) الفتح : 29 ( وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ ) آل ع
مران144( وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ ) محمد : 2
فهل نستحق أن يقال فينا نحن معشر المسلمين وأمة محمد :- ( وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً (الفرقان : 30
هل نحن ندرك بعد ذلك أيضاً ما أودعه الله - عز وجل - بين دفتي المصحف من خير وعظمة , فلئن كان هذا شرف القرآن في مصدره وفي ناقله وفي مبلّغه عليه الصلاة والسلام ، فلننظر إلى عظمة القرآن في ذاته و مضمونه .. هذا القرآن الذي جاء شاملاً لكل شيء جاء يتناول كل شيء في الإنسان وكل شيءٍ في الحياة ، بل يتناول هذه الحياة وما بعد هذه الحياة . والحق - سبحانه وتعالى يبلغنا خير البلاغ : (وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِّكُلِّ شَيْءٍ ) النحل : 89 .فسبحان ربي القائل:- ( وَلَـكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلَّ شَيْءٍ ) يوسف:111
فهل نحن نعرف القرآن العظيم حق المعرفة ؟ وهل ندرك قيمته ونعرف عظيم المنة والنعمة به ؟ نحتاج إلى أن نراجع أنفسنا وأن نكتشف جهلنا وقصورنا وتفريطنا نسأل الله - عز وجل - أن يردنا إلى دينه ردّاً كريماً ، ونسأله - عز وجل - أن يجعلنا مؤمنين بالقرآن المتدبرين في آياته العاملين بأحكامه الناشرين لدعوته .
ولعلنا نقف وقفة أخيرة مع ما يحصل عندما لا نعرف هذه القيمة ولا نقدر هذه النعمة ، ولا نجعل القرآن محور حياتنا ، ولا نجعله شاغل ألسنتنا وقلوبنا وعقولنا ومجالسنا :( وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى ، قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيراً ، قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى ) . طه : 124, 126

1* تعريف ومعلومات حول القرآن الكريم :
يقول صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم في وصف القرآن الكريم : ( وكتاب الله تبارك وتعالى فيه نبأ ما قبلكم وخبر ما بعدكم وحكم ما بينكم ، هو الفصل الذِي ليس بالهزل من تركه من جبار قصمه الله تعالى ومن ابتغى الهدى فِي غيره أضله الله تعالى ، وهو حبل الله المتين , وهو الذكر الحكيم , وهو الصراط المستقيم , وهو الذِي لا تزيغ به الأهواء ولا تلتبس به الألسن ولا تشبع منه العلماء ولا يخلق على كثرة الرد ولا تنقضِى عجائبه ). أخرجه الترمذى وفى رواية : هو الذِي لم تنته الجن إذ سمعته أن قالوا إنا سمعنا قرءانا عجبا ) .
القرآن الكريم هو كلام رب العالمين أنزله الله على رسوله محمد صلى الله عليه وسلم ليخرج الناس من الظلمات إلى النور : (هُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ عَلَى عَبْدِهِ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ) الحديد : 9 .
2* القرآن في اللغة العربية :
لفظ القرآن في اللغة مصدر مرادف للقراءة ويشير إليه قوله تعالى : (إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ ، فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ ) القيامة : 17-18، ولفظ القرآن على وزن فُعْلاَن (مثل غُفْرَان، حُسْبَان) اسم مشتق من فعل قَرَأَ بمعنى جَمَعَ وتَلاَ. إذاً فهو كلام مجموع في كتاب للتلاوة . وقيل : إنه مشتق من قرأ بمعنى تلا . وقيل : إنه مشتق من قرأ بمعنى جمع ومنه قرى الماء في الحوض إذا جمعه , فهو لغة كل ما قرئ، وهذا هو المعنى المعجمي أو اللغوي للكلمة، فالصلاة قرآن، فالدعاء قرآن، والأذكار الأخرى قرآن بدليل آية) أَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا) سورة الإسراء:78 ، والمشهور بين علماء اللغة أن لفظ القرآن في الأصل مصدر مشتق من قرأ، يقال قرأ قراءة وقرآنا .
3* تعريف القرآن ككتاب مقدس "شرعاً" :
أما تعريف القرآن في الاصطلاح فقد تعددت آراء العلماء فيه وذلك بسبب تعدد الزوايا التي ينظر العلماء منها إلى القرآن.فقيل: القرآن هو كلام الله المنزل على النبي محمد صلى الله عليه وسلم ،المكتوب في المصاحف ، المنقول بالتواتر ، المتعبد بتلاوته ، المعجز ولو بسورة منه.
وقيل: هو كلام الله تعالى المنزل على النبي محمد صلى الله عليه وسلم بلفظه ومعناه والمنقول إلينا بالتواتر. والبعض يزيد على هذا التعريف قيودا أخرى مثل: المعجز أو المتحدى بأقصر سورة منه أو المتعبد بتلاوته والمكتوب بين دفتي المصحف أو المبدوء بسورة الفاتحة والمختوم بسورة الناس .قال تعالى :- ( وَهَـذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ ) الأنعام :155 .
عن الدارمي عن علي بن أبي طالب قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول: ( ستكون فتن ) . قلت: وما المخرج منها؟ قال: ( كتاب الله، فيه نبأ ما قبلكم وخبر ما بعدكم وحكم ما بينكم، هو الفصل ليس بالهزل، هو الذي من تركه من جبار قصمه الله، ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله. فهو حبل الله المتين، وهو الذكر الحكيم، وهو الصراط المستقيم، وهو الذي لا تزيغ به الأهواء، ولا تلتبس به الألسنة، ولا يشبع منه العلماء، ولا يخلق عن كثرة الرد، ولا تنقضي عجائبه، وهو الذي لم ينته الجن إذ سمعته أن قالوا(إنا سمعنا قرآنا عجبا).
هو الذي من قال به صدَق، ومن حكم به عدل، ومن عمِل به أجِر، ومن دعا إليه هُديَ إلى صراط مستقيم».
لم يكن لفظ المصحف بمعنى الكتاب الذي يجمع بين دفتيه القرآن، إنما أطلق هذا الاسم على القرآن بعد أن جمعه أبو بكر الصديق فأصبح اسما له.
4* الإعجاز القرآني العظيم :-
قال الله :( قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَـذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً) سورة الإسراء:88.
طبقا للشريعة الإسلامية فالقرآن هو معجزة الإسلام التي جاء بها النبي محمد. والمعجزة هي حدث لا يمكن تفسيره حسب قوانين الطبيعة. وهذا الحدث إنما هو تحدٍ للبشر المعارضين لأمر الدعوة لإثبات صدقها وأنها من عند الله. والبشر بطبيعتهم، كلما جاءهم نبي طلبوا منه معجزة كدليل على صدق نبوته. ويذكر القرآن أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم قال له قومه: (وَقَالُوا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَاتٌ مِنْ رَبِّهِ) سورة العنكبوت:50.


ومن حكمة الله تعالى أنه كلما أعطى رسولًا معجزة كانت موافقة للمجال الذي برز فيه قوم هذا الرسول وتمكنوا منه. فقوم عيسى كانوا مهرة بالطب فكانت كذلك معجزة عيسى بأنه يحيي الموتى ويبرئ الأكمه والأبرص بإذن الله، فكانت معجزته أقدر من قدرتهم. وقوم موسى امتازوا بالسحر، فجاءت معجزته مبطلة لهذا السحر، فألقى العصى فأصبحت ثعبانًا يلتقط سحرهم، وكذلك كانت معجزة كل نبي في مجال امتياز قومه. والعرب في الجاهلية قبل الإسلام قد عُرفوا بفصاحة اللسان، وقدرتهم على الشعر، فقد كانوا مولعين بالفصاحة والبلاغة والجمال اللغوي ولهم معلقاتهم الشعرية والنثرية وكانت البلاغة العربية ذات شأن عظيم. فلما بدأت دعوة النبي محمد صلى الله عليه وسلم كانت معجزته، هي كتاب فيه من البلاغة والفصاحة وجمال الأسلوب اللغوي ما عجز فطاحلة العرب من الرد عليه والإتيان بمثله حتى عندما دعاهم لذلك كما في الآية : " وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ( سورة البقرة:23 والآية: ( أَمْ يَقُولُونَ تَقَوَّلَهُ بَل لَّا يُؤْمِنُونَ{33} فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِّثْلِهِ إِن كَانُوا) سورة الطور:33-34. 

فطبقًا للشريعة الإسلامية فالقرآن معجزة لغوية عجز عن الرد عليها إلى اليوم كل البشر. وليس ذلك فحسب، بل القرآن من وجهة نظرهم فيه من المعجزات ما عجز البشر عن الرد عليه، لذلك يعتقد الكثير من المسلمين بوجود ما يسمونه بالإعجاز العلمي والطبي، الذين يعنون بهما وجود علوم في القرآن لم تكن معروفة في عهد النبي محمد صلى الله عليه وسلم ، ولا يمكن لبشر أن يعرفها وقت نزول القرآن، بل بعضها أشياء اكتشفها العلم حديثًا، وتقام سنويا مؤتمرات للعلماء المسلمين لبيان أمور علمية جديدة موجودة في القرآن. 
وصف القرآن في القرآن : 

لاريب فيه: (ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ ) سورة البقرة:2.المصدّق لسائر الكتب السماوية وهو الهدى والبشرى لأهل الإيمان: ( قُلْ مَن كَانَ عَدُوّاً لِّجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللّهِ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَى )سورة البقرة:97.والمبين للناس والموعظة للمتقين : ( هَـذَا بَيَانٌ لِّلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِّلْمُتَّقِينَ )سورة آل عمران:138.
المخرج للناس من الظلمات إلى النور: ( الَر كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ ) سورة إبراهيم:1.
المذكِّر: ( طه ، مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى ، إِلَّا تَذْكِرَةً لِّمَن يَخْشَى ) سورة طه:1-3، وكذلك الآية الأخيرة من سورة القلم.
أحسن الحديث والكتاب المتشابه: (اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَاباً مُّتَشَابِهاً مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَن يُضْلِلْ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ ) سورة الزمر:23.
هو خير من كل ثروة : ( قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ ) سورة يونس:58
إنه الهدى ومصدر الشفاء للذين آمنوا : ( وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآناً أَعْجَمِيّاً لَّقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاء وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُوْلَئِكَ يُنَادَوْنَ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ ) سورة فصلت:44
بيان قرآني :- بين الله في القرآن الكريم أخبار الأولين والآخرين وخلق السماوات والأراضين وفصل فيه الحلال و الحرام وأصول الآداب والأخلاق وأحكام العبادات والمعاملات وسيرة الأنبياء والصالحين وجزاء المؤمنين والكافرين ووصف الجنة دار المؤمنين ووصف النار دار الكافرين وجعله تبيانـــاً لكل شيء : (وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ ) النحل : 89 . وفي القرآن الكريم بيان لأسماء الله وصفاته ومخلوقاته والدعوة إلى الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر : ( آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ ) البقرة : 285 . وفي القرآن الكريم بيان لأحوال يوم الدين وما بعد الموت من البعث والحشر والعرض والحساب ووصف الحوض والصراط والميزان والنعيم والعذاب وجمع الناس لذلك اليوم العظيم : ( اللّهُ لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لاَ رَيْبَ فِيهِ وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ حَدِيثاً ) النساء : 87 . وفي القرآن الكريم دعوة إلى النظر والتفكر في الآيات الكونية والآيات القرآنية : ({قُلِ انظُرُواْ مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ ) يونس : 101 . وقال سبحانه : ( أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا ) محمد : 24 . والقرآن الكريم كتاب الله إلى الناس كافة : ( إِنَّا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ لِلنَّاسِ بِالْحَقِّ فَمَنِ اهْتَدَى فَلِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَا أَنتَ عَلَيْهِم بِوَكِيلٍ ) الزمر:41 .
والقرآن الكريم مصدق لما بين يديه من الكتب كالتوراة والإنجيل ومهيمن عليها كما قال سبحانه و تعالى : (( وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقاً لما بين يديه من الكتاب ومهيمناً عليه )) المائدة : 48 . وبعد نزول القرآن أصبح هو كتاب البشرية إلى أن تقوم الساعة فمن لم يؤمن به فهو كافر يعاقب بالعذاب يوم القيامة كما قال سبحانه : ( والذين كذبوا بآياتنا يمسهم العذاب بما كانوا يفسقون ) الأنعام/49 . ولعظمة القرآن وما فيه من الآيات والمعجزات والأمثال والعبر إلى جانب الفصاحة وروعة البيان قال الله عنه : ( لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعاً متصدعاً من خشية الله وتلك الأمثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون ) الحشر : 21 . وقد تحدى الله الإنس والجن على أن يأتوا بمثله أو بسورة من مثله أو آية من مثله فلم يستطيعوا ولن يستطيعوا كما قال سبحانه : ( قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيراً ) الإسراء : 88 . ولما كان القرآن الكريم أعظم الكتب السماوية ، وأتمها و أكملها وآخرها ، أمر الله رسوله محمداً صلى الله عليه وسلم بإبلاغه للناس كافة بقوله : ( يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك و إن لم تفعل فما بلغت رسالته و الله يعصمك من الناس ) المائدة : 67 . ولأهمية هذا الكتاب وحاجة الأمة إليه فقد أكرمنا الله به فأنزله علينا وتكفل بحفظه لنا فقال : ( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ) الحجر : 9
القرآن محفوظ من رب العالمين فلا يمكن تغيير حرف فيه ولا يمكن تغيير الكلم عن مواضعه, قال الله تعالى : ( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ) الحجر : 9 وهومكتوب في المصاحف محفوظ فِي الصدور مقروء بالألسنة مسموع بالآذان و ليس من كلام أحد من المخلوقين .
من معالم الإستشراف والتخطيط المستقبلي في الدعوة في ضوء السنة النبوية (الهجرة إلى الحبشة أنموذجاً)
حفظ القرآن في عهد النبي الكريم -صلى الله عليه وسلم- :- عن ظهر قلب لدى الأمة الإسلامية على خلاف بقية الأمم السابقة.فكان ذلك سببًا من أسباب منعه من التحريف والتغيير على مر العصور . وقد ورد في الحديث أن النبي محمدًا -صلى الله عليه وسلم- أمر في البداية ألا يكتب عنه الصحابة شيئا إلا القرآن حتى لا يختلط بغيره من الكلام: 
 
أسماء القرآن الكريم :
ذكر العلماء والمفسرون أسماءً عديدة للقرآن استخرجوها من نص القرآن أو من الحديث النبوي الشريف أشهرها: القرآن، الكتاب، الذكر والفرقان. وتسمية القرآن بهذين الأسمين يعد إشارة إلهية لحفظ الله القرآن في الصدور مقروءا وفي السطور مكتوبا. واسم الفرقان مشتق من فعل فَرَقَ بمعنى فَصَلَ وفَرَق بين الأمور، فهو إذًا يفرَّق ويفصل بين الحق والباطل. ومن أسمائه أيضًا: الذِكْرُ، النور، الموعظة، الفرقان، التنزيل، الحق، البيان، المنير، القصص، السراج، البشير، النذير وغيرها من الأسماء الواردة في آي القرآن نفسها أو في الأحاديث. وكذلك لكل سورة في القرآن اسم خاص بها، بل لبعض السور أكثر من اسم.
ترتيب نزول القرآن:-
أول ما نزل منه (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ) وآخره (وَاتَّقُواْ يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ)
لقد اختلف أهل العلم في آخر آية نزلت على أقوال:
القول الأول: أن آخر آية نزلت هي آية الربا، وهي قوله :(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) سورة البقرة:278 روى ذلك البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما.
القول الثاني: أن آخر آية نزلت آية:(وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ) سورة البقرة:281 رواه النسائي عن ابن عباس وسعيد بن جبير.
القول الثالث: أن آخر آية نزلت آية الدين: سورة البقرة:282. فقد روي عن سعيد بن المسيب أنه بلغه أن أحدث القرآن عهداً بالعرش آية الدين. وقد جمع بين هذه الروايات الثلاث بأن هذه الآيات نزلت دفعة واحدة كترتيبها في المصحف، فروى كل واحد بعض ما نزل بأنه آخر ما نزل.
القول الرابع: أن آخر آية نزلت قوله :(الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْنِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِيناً) سورة المائدة:3. وهنالك أقوال أخرى منها آية الكلالة، كما روى ذلك الشيخان عن البراء بن عازب رضي الله عنهما. ومن أحسن ما قيل في هذا الاختلاف قول من قال: هذه الأقوال ليس فيها شيء مرفوع إلى النبي،ويجوز أن يكون قاله قائله بضرب من الاجتهاد وغلبة الظن، ويحتمل أن كلا منهم أخبر عن آخر ما سمعه من النبي في اليوم الذي مات فيه أو قبيل مرضه، يحتمل أيضا أن تنزل هذه الآية التي هي آخر أية تلاها الرسول مع آيات نزلت معها، فيؤمر برسم ما نزل معها بعد رسم تلك، فيظن أنه آخر ما نزل في الترتيب.
الراجح والله أعلم من أقوال العلماء في آخر الآيات نزولا هي قوله تعالى (واتقوا يوما ترجعون فيه.......) في سورة البقرة:281 وذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلم عاش بعد نزولها تسع ليال، ومن العلماء الذين مالوا لهذا القول الزرقاني في مناهل العرفان وكذلك القطان في كتابه علوم القرآن وأيضا لم يحظ قول من الأقوال الآتية بما حظي به هذا القول من الآثار وأقوال الأئمة. وكذلك ما تشير به هذه الآية في ثناياها من التذكير باليوم الآخر والرجوع إلى الله ليوفي كلا جزاء عمله، وهو أنسب بالختام. وأخيرا ما ظفر به هذا القول من تحديد الوقت بين نزولها ووفاة النبي صلى الله عليه وسلم ولم يظفر قول بهذا التحديد. وأما اختلاف العلماء والروايات في آخر ما نزل فجمع البيهقي بينهما في دلائل النبوة بأن كل واحد منهم أخبر بما عنده من العلم أو أراد أن ما ذكر من أواخر الآيات التي نزلت والله أعلم.
أجزاء القرآن
" ثلاتون " هي :- البسملة أو (الحمد لله) من بداية الكتاب - الفاتحة. جزء (سيقول السفهاء)- البقرة. جزء (تلك الرسل)- البقرة. جزء (لن تنالوا البر)/ (كل الطعام)- آل عمران. جزء (والمحصنات)- النساء. جزء (لا يحب الله)- النساء. جزء (لتجدن)/ (وإذا سمعوا)- المائدة. جزء (ولو أننا نزلنا)- الأنعام. جزء (قال الملأ)- الأعراف. جزء (واعلموا)- الأنفال. جزء (يعتذرون) - التوبة. جزء (ومامن دابة)- هود. جزء (وما أبرئ نفسي)- يوسف. جزء (الـر)- الحجر.جزء (سبحان)- الإسراء. جزء (قال ألم)/ (أما السفينة) - الكهف. جزء (اقترب للناس)- الأنبياء. جزء (قد أفلح)- المؤمنون. جزء (وقال الذين لا يرجون)- الفرقان. جزء (فما كان جواب قومه)- النمل. جزء (ولا تجادلوا)- العنكبوت. جزء (ومن يقنت)- الأحزاب. جزء (وما أنزلنا)- يـس. جزء (فمن أظلم)- الزمر. جزء (إليه يرد)- فصلت. جزء (حـم)- الأحقاف. جزء (قال فما خطبكم)- الذاريات. جزء (قد سمع)- المجادلة. جزء (تبارك)- المـلك. جزء (عمّ)- النبأ.
عدد سور القران:-
في القرآن الكريم "114" سورة.قسمت حسب نزولها الى قسمين " مكية " وهي التي نزلت في مكة المكرمة قبل الهجرة النبوية وأغلبها يدور على بيان العقيدة وتقريرها والاحتجاج لها ، وضرب الأمثال لبيانها وتثبيتها . وقد كانت سور القرآن في مجموعتين : سور مفتتحة بالحروف الهجائية المقطعة وعددها 29 سورة , أولها البقرة وآخرها القلم ، ومنها الأحادية مثل : ص ، ق ، ن ،ومنها الثنائية مثل : طه ، يس ، حم ومنها الثلاثية والرباعية والخماسية . ولم يثبت في تفسيرها عن النبي صلى الله عليه وسلم شيء . وكونها من المتشابه الذي استأثر الله تعالى بعلمه أقرب إلى الصواب ، لذا يقال فيها : الله أعلم بمراده بذلك. سور خلت أوائلها من هذه الحروف وعددها 85 سورة.و " مدنية" وهي التي نزلت بعد الهجرة في المدينة المنورة.ويكثر فيها ذكر التشريع ، وبيان الأحكام من حلال وحرام .
عدد آيات القرآن:-
عدد آيات القرآن جاء باجتهاد من كبار الصحابة والتابعين ومن روى عنهم، فالنص القرآني محفوظ عندهم ولكن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يحدد لهم عدد آيات سورة بعينها إلا سورة الملك في حديثه عن سورة ثلاثون آية تنجي من عذاب القبر وسورة الفاتحة ذكر الله في كتابه أنها سبع من المثاني، عدا ذلك فقد اجتهد علماء المسلمين منذ القرن الأول في تحديد أي المواضع التي أثر عن النبي صلى الله عليه وسلم هي رؤوس الآيات فنتج عن ذلك الآتي : سور اختلف العادون مواضع رؤوس الآيات فيها وبالتالي في عدد آياتها. سور اتفق العادون في عدد آياتها واختلفوا في مواضع رؤوس الآيات، ومثال ذلك : سورة الفاتحة عدها البعض بالبسملة بالوقف على الكلمات : الرحيم، العالمين، الرحيم، الدين، نستعين، المستقيم، الضالين.. وعدها البعض الآخر بالوقف على الكلمات : العالمين، الرحيم، الدين، نستعين، المستقيم، أنعمت عليهم، الضالين.. وكلها مواضع أثر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه وقف عليها. سورة العصر، عددها المشهور على الكلمات : العصر،خسر، الصبر.. وهناك من عدّها على الكلمات : خسر، الحق، الصبر. سور اتفق العادون في عدد آياتها ومواضع رؤوس الآيات فيها نحو : يوسف، الإخلاص، الفلق.. الأعداد المروية عن علماء المسلمين سبع وهي : العدد المكي وجملة الآيات فيه :6210 وعن طريق آخر 6219 العدد المدني الأول وفيه عدد الآيات : 6217 العدد المدني الأخير وفيه عدد الآيات : 6214 العدد البصري وعدد الآيات فيه :6204 العدد الكوفي وهو الأشهر والمعمول به في مصاحف رواية حفص وعدد آيات القرآن فيه : 6236 العدد الحمصي وفيه عدد الآيات : 6232 العدد (الشامي)الدمشقي وفيه عدد الآيات : 6226 عدد السور المكية والمدنية تقسم سور القران الكريم إلى قسمين مكية ومدنية. السور المكية هي التي نزلت قبل الهجرة إلى المدينة، وأغلبها يدور على بيان العقيدة وتقريرها والاحتجاج لها، وضرب الأمثال لبيانها وتثبيتها وعددها 85 سورة. أما السور المدنية فهي التي نزلت بعد الهجرة، ويكثر فيها ذكر التشريع، وبيان الأحكام من حلال وحرام 29 سورة. وهنا تجدر الإشارة إلى أن الاختلاف قي عدد الآيات لا يعنى وجود نصوص مختلفة، وإنما سببه الاختلاف قي تحديد مواضع بداية ونهاية
https://a3shab1a.blogspot.com/p/httpsdraftbloggercomblogpagepreview1280.html

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق