الأحد، 23 يوليو 2023

طبيعة الجان والشياطين

 

عطية مرجان ابوزر


من الاعجاز القرآني العلمي ما جاء في تعريف النار على انها مادة ذات اهتزازات، وبما أن الجنّ قد خُلق من النار،بدليل القران 
(
وَالْجَانَّ خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ مِنْ نَارِ السَّمُومِ) [الحجر: 27]. وقد أقر إبليس بذلك عندما استكبرعن السجود لآدم وقال: (أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ) [الأعراف: 12] فلا بد أن يتميز الجان بالطبيعة الاهتزازية، وهذا ما حدثنا عنه القرآن
 الكريم بقوله تعالى: (وَأَلْقِ عَصَاكَ فَلَمَّا رَآَهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ وَلَّى مُدْبِرًا وَلَمْ يُعَقِّبْ يَا مُوسَى لَا تَخَفْ إِنِّي لَا يَخَافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ) [النمل: 10]. وقال أيضاً: (وَأَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَلَمَّا رَآَهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ وَلَّى مُدْبِرًا وَلَمْ يُعَقِّبْ يَا مُوسَى أَقْبِلْ وَلَا تَخَفْ إِنَّكَ مِنَ الْآَمِنِينَ) [القصص: 31].

إذن يهتز الجان تأصلا بالمادة المخلوق منها, أي الطاقة، وتتحدث الآية  ( أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّيَاطِينَ عَلَى الْكَافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزًّا) [مريم: 83]. 

عن كيفية تأثير الشياطين على الكفار (...  تَؤُزُّهُمْ أَزًّا)،وقد عرف علماء اللغة الأز بالغليان ومعنى ذلك إن الشيطان يهتز بحركته  الدائمة وبالاهتزاز يؤثر على الكافر ايضا كما وصف القران تلك الحالة.مع ملاحظة الضد لهذا التأثر نجد قوله تعالى في عدم تأثير الهز الشيطاني على المؤمن (الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) [الرعد: 28]. وهو ما يعرف بالمصطلح الطبي "الاستقرار النفسي"، إذن لدينا أز واضطراب ولدينا توازن نفسي او اطمئنان قلبي بمصطلح القران وهو الأدق .

الاستقرار بالمصطلح الطبي يعني علميا أن الطاقة في أقل مستوى لها، وعدم التوازن النفسي يعني أن الطاقة في أعلى مستوياتها، ولذلك نجد المرضى النفسيين يعانون من عدم الاستقرار، ونلمس ذلك في حركات أجسامهم المضطربة، ذلك لان العلاقة بين المادة والطاقة متلازمتان فالمادة يمكنها أن تتحول إلى طاقة والعكس صحيح. ويمكن القول إن المادة هي تكثيف شديد للطاقة وعليه نفهم ان اجساد الجن ذات (موجات عالية من الطاقة) طاقة النار.

الشيطان ليس مرئي لنا ماديا بدليل قول الله تعالى (إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ ...) [الأعراف: 27].ولذا فأن تأثيرهم على الانسان يكون بالطاقة المرئية وهذه الطاقة جاء وصفها في القرآن بعدة مصطلحات لغوية ذات مغازي علمية وهي :-
  1. طاقة الأز ,التي وصفها القران بالقول " أَلَمْ تَر أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّيَاطِينَ عَلَى الْكَافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزّاً [مريم : 83]  التأثير الشيطاني الغير مرئي بالذبذبات ذات ترددات عالية
  2. الوسوسة وردت كلمة الوسوسه في القران في الايات فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانَُ [الأعراف : 20] فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ ... [طه : 120] الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ [الناس : 5] يقال رَجُلٌ مُوَسْوَسٌ : أَيْ مَرِيضٌ بِالوَسْوَاسِ والمُوَسْوِسٌ بَيْنَ النَّاسِ : هو الْمُتَحَدِّثُ بِشَرٍّ بَيْنَهُمْ بِمَا لاَ نَفْعَ فِيهِ ولاَ خَيْرَ و وَسْوَسَةُ الشَّيْطَانِ : هي مَا يُحَدِّثُ بِهِ مِنْ شَرٍّ أَوْ بِمَا لاَ نَفْعَ فِيهِ وَلاَ خَيْر
  3. التخبط و هو ذروة الاهتزاز الجسدي  تحرّك، اهتز، تقلقل "تخبَّط من الألم" الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لاَ يَقُومُونَ إِلاَّ كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَس..[البقرة : 275] 
  4. معنى خبط في لسان العرب ضربه ضرْباً شديداً

  5.  النزغ  وهو الغيبة عن بعد وفي الخفاء والنزغ غير مرئي" وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ [الأعراف : 200]
  6. نَزَغَه كمَنَعَهُ نَزْغاً : نَخَسَهُ وطَعَنَ فيهِ واغْتَابَهُ وذكَرَهُ بقَبيحٍ وهُوَ مجاز فَهُو من التحريك والإثارة النفسية فهو تأثير خفي
  7. المس : إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَواْ إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ [الأعراف : 201]
    كيفية تأثير هذه الطاقة على خلايا دماغنا وطريقة تفكيرنا؟

    إن دماغ الإنسان يبث بشكل دائم ذبذبات كهرطيسية لاتتوقف مادام الإنسان حيا تشكل هذه الذبذبات مشتركة مع ذبذبات القلب مجالاً كهرطيسياً يحيط بالإنسان تسمى الهاله ويمكن تصويره بكاميرا خاصة (كاميرا كيرليان).

    وقد ثبت أن الإنسان عندما يقرأ القرآن فإن دماغه يتفاعل بطريقة خاصة مع كلمات القرآن التي هي كلام الله جل قدره بكل مافيها من مضامين تلامس العقل والقلب فتنشأ لدى كليهما حركة الترددات الكهرطيسية المتقاطعة مما يشكل الهالة الخاصة التي تحيط بالإنسان. ولكل هالة صفاتها ومميزاتها وقال المختصون بهذا الامر ان من الهالات مايحمي جسم الانسان ومنها مايؤذية ولاننا على عقيدة ان في القرآن (قراءة القران) شفاء للناس " وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء ... [الإسراء : 82] 


     فاننا نعتقد ان هذه الهاله الخاصة هي من الحاميات في حين يُحاط الضعفاء اتباع الشيطان بنوع الهالات الاهتزازية التي وصفها القرآن بالاز والمس والتخبط والنزغ  "وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ " إن هذا المجال أو الغلاف أو الحصن القرآني يقف كالسد المنيع أمام ذبذبات الشيطان التي يبثها ويوسوس بها، ولذلك أمرنا الله تعالى أن نقرأ سورة الفلق وهي أقوى سلاح لإبعاد الشيطان وتأثيره. فعندما نقرأ (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ) و " قل أعوذ برب الناس" وأمرنا بالاستعاذة من الشيطان " فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ [النحل : 98]

    فالاستعاذه تُشكل حولنا مجال قوي وذبذبات معاكسة للذبذبات التي يبثها الشيطان في عمله ذبذبات الاهتزاز فيبقى ذاكر الله بقلب مطمئن - حالة استقرار نفسي- فالمؤمن عندما يقرأ القرآن يحيط نفسه بمجال قوي يمنع أي شر يحيط به، والله أعلم.

    إن قراءة القرآن بشكل عام تؤثر على كل شيء سواء كان عاقلاً أم غير عاقل، فقد أخبرنا الله تعالى أن كل شيء يسبح بحمد الله حتى الجبال والجبل كما نعلم هو تراب وصخور، يقول تعالى: (وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا) [الإسراء: 44]. ولذلك فإن الماء الذي نشربه يتأثر بكلام الله، والطعام الذي نأكله يتأثر بكلام الله ويتغير تركيبه، وإلا لماذا نهى الله عن أكل اللحوم التي لم يُذكر اسم الله عليها وقال انها فسق؟ (وَلَا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ ...) [الأنعام: 121].

    الذبذبات المضادة
    اسلوب الشيطان في التأثير على أولياءه هو الذبذبات أو الاأز والاهتزاز وهو ما وصفه القرآن بالاستفزاز الصوتي (وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ) [الإسراء: 64] ومعلوم ان الصوت هو حزم من ذبذبات تنتشر في الهواء، اللاسلكي المعروفة بالموجات الكهرومغناطيسية ( كما هو حال الارسال الاذاعي اللاسلكي) ولكن صوت الشيطان ذبذبات غير مرئية ولا مسموعة ولا يمكن قياسها أو معرفتها ولكنها موجودة ويمكن رؤية آثارها.

    لا يمكن مقاومة الصوت الشيطاني إلا بصوت معاكس من خلال آيات من القرآن، أخبرنا ربنا سبحانه ان قراءة القرآن تخلق هالة او حجاباً وحصناً يتشكل حول الإنسان يحول بينه وبين كل كافر ومنهم الشيطان، يقول تعالى: (وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآَنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآَخِرَةِ حِجَابًا مَسْتُورًا) [الإسراء: 45]. أي أن صوت القرآن يؤدي إلى تشكل ذبذبات تحيطك من كل جانب فتكون هالة الاستقرار دون الاستفزاز.


    علاج التأثير الشيطاني:-
    1. قال الله سبحانه: (وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ * إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِتَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ)[الأعراف: 200-201].اذن هو العلاج القرآني التعوذ وذكر الله .
    2. استخدام الماء :- قال الله تعالى: (وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ) [الأنفال: 11].والماء يتأثر ويؤثر كما اثبت العلماء اليابانيون مؤخرا فهو عامل حي ومنه كل شيء حي" وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ [الأنبياء : 30]" بما أن وضوء المؤمن في الليل والنهار باستمرار فإن الماء يحميه .

    https://a3shab1a.blogspot.com/p/httpsdraftbloggercomblogpagepreview1280.html

    ليست هناك تعليقات:

    إرسال تعليق