الأحد، 23 يوليو 2023

فيزياء القران

الاعجاز في فيزياء القران

عطية مرجان ابوزر
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبيه الامين
ظن الإنسان المغرور انه بعلومه ومختبراته وابحاثة قد يفوق علوم القران .. وظن البعض الأكثر غرورا انه يمكن أن يتطاول على القران فيدعي عليه ما يدعي من انه كتاب من تأليف رجل كان أميا اسمه محمد ... فكان التطاول على الله سبحانه وتعالى وعلى القران كلام الله وعلى محمد نبي الله ... تلك عقول أودت بأصحابها إلى غرور الجهل ذلك الغرور الذي يودي بصاحبه إلى التهلكة , وقصصنا مع هؤلاء كثيرة لا تحصى 
وارى الرد اولا على بعض من اؤلئك المغرورين بعلمهم خاصة من الملحدين والمشركين فأسألهم سؤالا واحدا مفاده : هل توصلتم إلى حقيقة مادة الليل ؟ .... نعم مادة الليل ؟
بحثنا عن الرد العلمي على هذا السؤال فلم نجد عليه ردا ... فُجل قولهم ان الليل لا شيء وان لون الليل الأسود هو لون محايد في علم الألوان أي انه ليس بلون ذو قيمة عملية... وان الليل برمته ليس سوى انعدام للضوء ... وهنا نقف على ثلاث مهازل علمية عقلية مادية  هي :
1. مهزلة عدم الاعتراف بمادية الليل وعدم القدرة على اكتشافها وعدم فهمها أصلا علميا وعقليا وماديا ...
2. عدم التمييز العلمي بين الضوء والضياء من جهة وبين الضوء والنور من جهة ثانية والخلط بين هذه المفاهيم وعدم القدرة على تمييز المصطلحات العلمية لاسماءها 
3. عدم الإقرار بإعجاز القران العلمي في مثل هذه العلوم التي تفوق توقعات هؤلاء المدعين بالعلم .
وللإجابة على هذه الأسئلة سنطرح التحديات العقلية والمادية العلمية وسنعرض للأجوبة القرآنية المعجزة مستدلين بالآيات القرآنية والآيات الكونية وسنأخذ مثالا واحدا لخاطرتنا هذه وليكون مثال " الليل " وسنعرض في خاطرة اخرة لموضوع - الضوء والنور باذن الله 
الليل : هل هو مادة ؟ الجواب : نعم ... رغم انف المنكرين فان الليل مادة .. بل وأصل كل مادة ... كيف ذلك وما هي الأدلة والأسانيد ؟
بمواجهة التعاريف العلمية البشرية لمعنى الليل نجد ان العلم البشري لم يأتي على تعريف مقنع لليل كمادة او كشيء ما له أهميته وقد حارب العلم البشري الليل بكل طاقاته فخلق الأنوار على إشكالها لمحاربته وإزالته .بينما نجد القران الكريم الذي هو كلام الله وليس الكتاب الذي الذي ألفه محمد الرجل الأمي والذي لازال مجانين الإلحاد والشرك يطلبون المرة تلو الأخرى الإثبات على انه كلام الله  وهم كما تلهث الكلام ام حملت عليها لهثت وان لم تحمل عليها لهثت أيضا يلهثون لإقناع الناس بان أناجيل متى ولوقا ومرقص ويوحنا هي كلام الله المكتوبة عن عيسى عليه السلام بالنيابة , بينما لا يجرئون على القول أن هناك إنجيلا اسمه أنجيل المسيح أو إنجيل عيسى منسوبا لعيسى المسيح ذاته .... في حين آن المسلمون قالوا هذا قران الله وليس قران محمد ولا عثمان ولا أبو بكر .
هذا القران الذي أعجزهم ولازال وسيبقى .. فهل التقوا مع القران في قضيته العلمية الفيزيائية الأبسط على الإطلاق فصمدت عقولهم لاستيعاب معجزته تلك ؟ تعالوا معنا إذن إلى علم فيزياء الليل القرآني ونحن نتأمل كتاب الله المقروء الذي لا يؤمن به الضالون وهو القران وكتاب الله المخلوق الذي لا يفهمه لؤلئك المشركون :
حتى لا نطيل في التقديم فلسنا في قضية إثبات أيهما كلام الله بل نحن في قضية تحدي مع أولئك المنكرين ان الليل مادة وان الضوء هو الفيزياء الحق , ونحن هنا سنثبت هذه الحقيقة التي عجزوا عن فهمها ولننظر في الآيات المكتوبة في قراننا أولا ولنترك لعقولهم وأبصارهم النظر في الآيات الكونية لعلهم يبصرون :
الليل فيزياء المادة ومادة الفيزياء , ولنستدل ببعض الإعجاز الوارد في 88 آية قرآنية فنأخذ بعض الآيات التي أقسم فيها رب الليل وخالقه ومدبره ومسخرة به حيث قال :وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى [الليل : 1] فتلك سورة برمتها في القران باسم الليل ؟ سبحان الله عما يفترون . , قسم رباني عظيم بالليل في أول آية من آيات سورة الليل "وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى " والغشاء يا ساده هو كل غطاء يخفي ما دونه وذلك ما ما معناه في كل اللغات , وفي كل مصطلحات العلوم ومن ذلك قولكم الغشاء الجلدي والغشاء المخاطي والغشاء العظمي وما اليه , فالغشاء لا يمكن الا ان يكون مادة ولا يخفي المادة إلا المادة , وذلك دليلنا القرآني الأول . والى دليلنا الثاني حيث قوله تعالى " وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى [الضحى : 2] أي الليل الذي غطى ,وسجى : غطى أو أخفى , وليس ذلك بدليل ثاني بل تأكيد على الدليل الاول في قوله يغشى مؤكدا بقوله سجى
أما دليلنا القرآني الثاني على مادية الليل ففي قوله تعالى "وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ[الفجر : 4] وذلك هو القسم الرباني الثالث بالليل مع بيان الوصف الأول في ماديته وهي صفة الحركة الفيزيائيةوالإسراء هنا هو إشارة إلى حركة الذهاب والإياب فالليل يأتي ويذهب تكرارا ويعرف ذلك بالحركة الجيبية في علم الفيزياء , كحركة البندول يأتي ويذهب بالتكرار , وكما أكدت آية "الليل اذا يسر قوله تعالى الليل اذا سجى فقد اكدت اية "وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ [التكوير : 17] على ما كان في آية "الليل إذا يسر , فالعسعسة هي حركة جيبية اهتزازية للمادة ايضا : عسعس كلمة من شقين:-هما عس عس اي ذهب ثم عاد وعاد ثم ذهب , كمثله قوله تعالى " والليل اذا تنفس" والتنفس حركتين مادتين هما شهيق وزفير , والقران جاء على الكثير من هذه المصطلحات اللغوية الرائعة كمثل : زلزل
في قوله تعالى "إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا [الزلزلة : 1] "ومعروف ان الزلزال هو حركة جيبية اهتزازية كما يطلقون عليه في الفيزياء , وكما كلمة دمدم في قوله تعالى"... فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُم بِذَنبِهِمْ فَسَوَّاهَا [الشمس : 14] والدمدمة هي الاطراق على الشيء طرقا اهتزازيا مكررا , دم رفع ودم طرق ودمدم كرر الرفع والطرق , فهي ايضا ركة جيبيبة اهزازية , وكقولة ايضا  " فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحاً صَرْصَراً ..." [فصلت : 16] والصرصر هو الريح الشديد المتردد الاتجاه فمرة يمينا واخرى يسار كما تفعل المنشه ننش بها النار لتشتعل , صرصر : ريح شديد تذهب يمينا وتعود يسار فهي صر ذاهب وصر عائد فكانت صرصر, وهي المعروفة بإعصار قوم عاد ,بينما قال في اية اخرى للتمييز بين الصر - بفتح الصاد - والصر - بكسر الصاد -  مَثَلُ مَا يُنفِقُونَ فِي هِـذِهِ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَثَلِ رِيحٍ فِيهَا صِرٌّ...[آل عمران : 117] والصر هو البرد الشديد الذي تجف بسببه النباتات وتموت ...وايضا هناك كلمة اخرى من الكلمات الدالة على فيزياء الحركة المادية كمثل كلمة "حصحص" الواردة في الاية " الآنَ حَصْحَصَ الْحَق... [يوسف : 51] أي ثبت بعد ان تمت غربلته مرارا من قبل حبس عليه السلام بسبب غياب الحق ثم اصرارة على اظهاره وبعد ما انتشر على لسان نساء المدينة وطال الاخذ والرد فيه فحصحص اي جرى الاخذ والرد فيه كثيرا بمعنى الحركة الجيبيبة الاهتزازية التي عرفتها الفيزياء ...ونختم بالمثال الاخير بما جاء في قوله تعالى " مُتَّكِئِينَ عَلَى رَفْرَفٍ خُضْرٍ ... [الرحمن : 76] أي فراش أخضر مهتز بلطف كالأرجوحة ذهابا وإيابا ...سبحان الله ما اروع هذه الكلمات التي لا مثيل لها في غير لسان القران , حص حص أي حركة اخذ ورد , صر صر اي حركة اتجاه وضدها,رف رف أي حركة لمام والخلف, دم دم أي حركة طرق للاعلى والاسفل , عس عس اي حركة دوران تبادلية الغياب والظهور, فاين يمكنك ان تجد كلمات بلاغية كهذه في غير القران واين يمكنك في مصطلحات العلم البشري ان تجد بيانا وتفصيلا للحركة الجيبيبة  الاهتزازية كما في هذا البيان ...؟ سبحان الله
ونعود الى القسم الخامس بالليل من بعد قوله سجى وغشي و يسري وعسعس  حيث يقسم الله ربنا بالليل خامسا فيقول "وَاللَّيْلِ وَمَا وَسَقَ [الانشقاق : 17] والوسق هنا هي كلمة تعجز قواميس لغات العالم اجمع عن الإتيان بمثلها إنها كلمة من لغة القران المعجز غفط معناها : ان الشيء إذا دخل في باطن شيء آخر كان الفعل وسقا , كقولك  وسق فلان إلى بيته ... فتلك مادتين أولاهما الليل وثانيهما ما دخل فيه من أحياء وجماد وهنا بيان قراني رائع تميز عن البيان السابق حيث قال في الآيات السابقة ان الليل هو الذي غشي المادة فغطاها بينما يقول هنا أن المواد هي التي دخلت في الليل فاختفت بدخولها في باطن هذه المادة المعتمة أي الليل.سبحان الله ما اروع تذوق
معاني كلمات القران . ومن ذلك الكثير كقوله " وَاللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ [المدّثر : 33]  وقوله" يولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ ...ِ [الحديد : 6] وقوله "... يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ ... [الزمر : 5] وقوله " وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَار... [يس : 40] وقوله " وَآيَةٌ لَّهُمْ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ ...يس : 37]  ونكتفي بهذا في بيان الكلمات القرآنية المعجزة لمصطلحات العلوم البشرية, لنثبت ان الليل مادة , فالمدبر مادة والليل مدبر والمكور مادة والليل يكور على النهار والسابق مادة والليل سابق للنهار والمنسلخ مادة والليل منسلخ من النهار ... دلائل قرآنية مادية مقروءة تدلل على آيات كونية مرئية تتحدى المنكرين للقران ... ولكن .. أنهم لا يؤمنون ... فما العمل يكذبون أذانهم وأبصارهم وعقولهم ...
هيا بنا اذن  إلى التحدي العقلي المادي البشري الذي يؤمنون به و لنسأل علماء الفيزياء :
استطعتم أن تخلقوا من المصادر الموجودة ضوءا .. من المولدات والبطاريات ومن الخلايا الشمسية والرياح والسدود ... خلقتم ضوءا فهل استطعتم آو تستطيعون خلق الظلام ؟
سيقولون ان الضوء مادة يمكن خلقها آما الظلام فليس مادة فكيف نخلقه ؟
ونعود لدائرة السفسطة والإنكار للحق فنقول الم تقروا بكل ما تلونا من آيات تثبت مادية الليل ؟ فيكون الجواب : لا لأننا لا نؤمن بالقران أصلا لنقر ما تلوت . فنقول : لنتوجه إلى عقولكم وما تبصرون . لنحتكم الى الآيات الكونية بعد إثبات كفركم بالآيات المقروءة . فنسألكم :
هل هناك ضوء مابين طبقة اليونسفير والشمس ؟ الجواب العلمي : لا    هل السواد او
الظلام الموجود بين الأرض والظلام مادة آم لا ؟ الجواب : لا   طيب ما دليلكم ؟   لا دليل سوى التناحة .  فلا نريد أن نعترف بما جاء في القران , لان محمد الذي كتب القران ليس عالما فلكيا ولا يفهم فهم علمائنا ...
طيب .. ما تفسيركم لهذا الظلام الدامس الواقع مابين الأرض والشمس  رغم اختراق أشعة الشمس لكل هذه المسافات الشائعة ووصولها للأرض ؟  الجواب العلمي انه لا توجد أجسام مادية في هذه المساحة الفضائية لتقوم بدور العاكس للأشعة كما القمر مثلا .
فهل تعترفون اذن بان الظلام مادة شفافة يخترقها الضوء ؟  الجواب أيضا : لا   ونقول : بل نعم ... لاننا نصدق ربنا القائل " والليل اذا يغشاها " اي الليل يغطي
الشمس ... الم تقر علوم الفلك بهذه الحقيقية .. ويصدق القران
ألستم انتم من التقط ونشر وصدق هذه الصور ... فهل تكذبون قراننا بهتانا وزورا .... طيب هل تؤمنون بتوراتكم وإنجيلكم أي كتابكم المقدس بعهديه القديم والجديد ؟   الإجابة : نعم
فهل علمتم ان الله تعالى أخبرنا في القران كما أخبركم في كتابكم " انه خلق مادة ما بين السماء والأرض فقال في القران " ... خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ..." [الفرقان : 59] وتكرر هذا الخبر في القران ثلاث مرات في سورة الفرقان والسجدة وقاف ...ولكنه سبحانه لم يخبرنا عما خلقه ما بين السموات والأرض وترك لنا بصيرتنا لتبصر فنفهم ... اما كتابكم فاخبركم بما خلقه وحدد لكم يوم خلقه انه خلق الجلد الذي يفصل السماء عن الأرض في اليوم الثاني ... وذلك سفر التكوين في  استدل به عليكم فاقروا النص :
1 :6 و قال الله ليكن جلد في وسط المياه و ليكن فاصلا بين مياه و مياه
1 :7 فعمل الله الجلد و فصل بين المياه التي تحت الجلد و المياه التي فوق الجلد و كان كذلك
1 :8 و دعا الله الجلد سماء و كان مساء و كان صباح يوما ثانيا
اذن فما بين الماء السماوي والماء الارضي هو جلد بتعريف الكتاب المقدس ومعروف ان الجلد مادة فان كان علماء اليهود والنصارى قد انكروا على القران قوله ان مابين السماوات والارض من ظلام هو مادة فليكذبوا كتابهم القائل انه جلد .. سبحان الله عما 
يدعون ويفترون

إلى هنا واستودعكم الله على أمل اللقاء في خاطرة أخرى من خواطر المرجان في ظلال إعجاز القران والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته 

https://a3shab1a.blogspot.com/p/httpsdraftbloggercomblogpagepreview1280.html

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق