الأحد، 23 يوليو 2023

شرط زوال الكيان الإسرائيلي

أعجاز القرآني في زوال الكيان الإسرائيلي
 عطية مرجان أبوزر
الشرط القرآني لزوال الكيان اليهودي غير متحقق في زمننا
وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الأَرْضِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوّاً كَبِيراً [الإسراء : 4]
الحمد لله رب العالمين والصلاة على خاتم النبيين والسلام على الأنبياء جميعهم والمرسلين المُكرمين وبعد:
قلنا في بيان معنى القضاء القرآني أن معنى " قضينا " هو : الحكم النهائي الرباني على كينونة أمر أراده الله ليكون مفعولا في الوقت الذي شاءه جل وعلا , وقوله هنا " وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ" أي فرضنا نفاذ مشيئتنا على بني إسرائيل, تلك المشيئة التي ذكرناها لهم في كتابهم وأخبرهم بها نبيهم موسى بوحي منا , وقضاء الله واقع لا فكاك منه فإرادة الله لا تُرد و لا تؤجل , نافذة في وقتها ومكانها .
لَتُفْسِدُنَّ فِي الأَرْضِذلك هو البلاغ الرباني المُبلغ لبني إسرائيل من ربهم في التوراة وهو أن يُفسد هؤلاء في الأرض أي يكونون أمه فاسدة وتُفسد الأمم الأخرى" أما قوله تعالى في تحديد عدد مرات الفساد " مَرَّتَيْنِ فذلك يعني أن هذا الفساد سيكون لاحقا لما بعد عهد التوراة ,أي في عهد الإسلام , وذلك تجاوزا لما سبق من كثرة فسادهم فيما قبل هذا القضاء الإلهي ,ومما سبق فيه الفساد قبل هذا الوعد مثالا  قولهم لموسى اجعل لنا إلها " وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتَوْاْ عَلَى قَوْمٍ يَعْكُفُونَ عَلَى أَصْنَامٍ لَّهُمْ قَالُواْ يَا مُوسَى اجْعَل لَّنَا إِلَـهاً كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ [الأعراف : 138] و كقتلهم الأنبياء " ... وَقَتْلَهُمُ الأَنبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ... [آل عمران : 181] وتحريفهم   كتاب الله " مِّنَ الَّذِينَ هَادُواْ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ  [النساء : 46] ومن الأخبار القرآنية الكثير عن إفسادهم في الأرض , وتلك من الادلة على على أن القضاء المذكور هو ليس ما سبق بل هو آت .
وَلَتَعْلُنَّ عُلُوّاً كَبِيراًموازاة لهذا الفساد والإفساد وكنتيجة من نتائجه سيعلو بنو إسرائيل بطبيعة الزمن الذي سيتم فيه الإفساد أي زمن وبيئة صالحتين للفساد , تتناسب وأن يعلو فيه الفاسد , لغياب الدين والصلاح 
 وقوله تعالى : فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَّنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُواْ خِلالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَّفْعُولاً[الإسراء : 5]
 " فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولاهُمَا فإذا كان موعد الإفساد الأول - فسيُعرف هذا الزمن وتلك الوصمة بإشارتين هما (1)  بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَّنَا (2) أُولِي بَأْسٍ شَدِيد , والإشارة الفعلية للحدث أن هؤلاء العباد لله (المؤمنون" - " ذوي البأس الشديد" سيجوسون أي سيدخلون خلال الديار , والديار هنا الديار المقدسة , وبتتبع التاريخ الحدثي نجد أن هذا الإفساد والجوس كان الحادث في عهد عمر بن الخطاب و كان فتح بيت المقدس أو إيلياء سنة ست عشرة في ربيع الأول. 638 للميلاد وهذه هي المرة الأولى " .وَكَانَ وَعْدًا مَّفْعُولاًوكان من أشهر ما تميز به هذا الدخول هو ما عُرف بالعهدة العمرية لليهود والنصارى, العهدة العمرية هي كتاباً كتبه الخليفة عمر بن الخطاب لأهل إيلياء (القدس) عندما فتحها المسلمون أول مرة حين أمنهم فيه على كنائسهم وممتلكاتهم. وقد اعتبرت العهدة العمرية واحدة من أهم الوثائق في تاريخ القدس وفلسطين وأقدم الوثائق في تنظيم العلاقة بين الأديان.
وقوله ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً [الإسراء : 6]ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ  فإذا ما كان وعد الله مفعولا في المرة الأولى وقبل مجيء وعد الأخيرة أي الثانية , أُعيد بإردتي لكم الكرة أي النصر على من بعد هؤلاء الأقوياء البأس , ذلك في زمن متأخر عن الأولى تُرف صفاته بإن ه زمن فرقة للمسلمين فلا يكونون ذوي بأس شديد , تفرقهم حدود جغرافية وأنظمة سياسية , ويقوى بأس بنو إسرائيل  " ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِم" فتنتصرون عليهم , وبيان هذا ظاهر معلوم ولا ننسبه الى زمن 1900م أو زمن وعد بلفور 1917, فلم يكن لليهود في ذلك الزمن سطوة ولا بأس بل كانوا أذله مشرذمين يستظلون ببإس دولتي النصاري البريطانية والامريكية , وعليه يمكن أن نحدد زمن بدء هذه الكرة والعلو اليهودي حين كان إعلان قيام دولتهم أو كيانهم واعتراف العالم السياسي المعادي للإسلام بهذه الدولة .
.ومن الجدير بالذكر هنا التذكير بحال اليهود في مرحلة سبقت العلو الكبير لهم وهي مرحلة الشتات في العالم بدليل قوله تعالى "وَقَطَّعْنَاهُمْ فِي الأَرْضِ أُمَماً مِّنْهُمُ الصَّالِحُونَ وَمِنْهُمْ دُونَ ذَلِكَ وَبَلَوْنَاهُمْ بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ [الأعراف : 168] وهي مرحلة ضعفهم وتآمرهم وصياغة صهيونيتهم وبرتوكولاتهم وإفسادهم في الأرض بمؤازرة قوم على قوم وتفعيل المجازر الألمانية بحقهم عقابا لهم على إفسادهم ...الخ
قوله " وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ ييين هذا القول القرآني وصفا للحالة التي تحدد الجزء الثاني من تلك الفترة الزمنية المستدل عليه بالترتيب والتراخي الزمني المفهوم من حرف الواو "وَأَمْدَدْنَاكُم " ويكون ذلك بعد رد الكرة " ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ وكان وعد الله مفعولا في هذه أيضا ففي مقال للاقتصادي الأمريكي-البارز توماس ستوفر الذي يعمل أستاذا في جامعتي هارفرد و جورج تاون كتب مؤخرا يقول" تكلفة الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني على دافع الضرائب الأمريكي ثلاثة تريليونات دولار " كشف هذا المقال    قيمة الأموال المدفوعة لإسرائيل من قبل الولايات المتحدة منذ نشأتها عام 1948م وحتى عام 2003م , بلغ أكثر من ثلاثة تريليونات دولار أو بمعنى أخر ثلاثة ألاف مليار دولار أو ثلاثة ملايين مليون دولار، و بشكل أكثر بساطة ثلاثة و أمامها أثنى عشر صفراً. وهذا مثل لبيان معنى قوله تعالى وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ "و يذكر الكاتب أن هذا الرقم يبقى مخفضا عن القيمة الحقيقية حيث ظلت نفقات أخرى بدون حساب. 
"وَبَنِينَ  " الإمداد بالبنين فكان أمرا مفعولا أيضا "وَبَنِينَ  "فبعد أن وصل لفلسطين بضعة مئات في منتصف القرن العشرون (1948م) بلغ في عام 2002م ( 7,908.000 ) نسمة , أي بمعدل 150 ألف نسمة سنويا .وذلك ما كان من وعد الامداد بالبنين .
وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً "أما قوله تعالى في كثرة النفير , فالمعلوم التاريخي ظاهرا لل جميع وتلك هي انتصارات بني اسرائيل منذ العام 1948م فقط وحتى يومنا (2014) تجاوزت فيها كل ما كان متوقع فجاست في بلاد العرب شمالا واحتلت من أرض لبنان , وشرقا فاحتلت من ارض سوريه, وغربا فاحتلت من ارض مصر, ولم تتقوقع في أرض كنعان الموعودة " فلسطين ولم تكتفي بعشرين ألف و770 كيلو متر مربع المعترف بها دوليا كدولة يهودية (قرار 192) بل اجتاحت كل فلسطين وامتدت الى الجوار في    سوريا ومصر ولبنان ... وكان من حروبها حرب 1948م و1967م 1973م وتلك الحروب الرئيسية ولها من الحروب الأخرى مالا يحصى كحرب عام 1956 على غزة وحتى حرب 2014 ...الخ وذلك ما كان مفعولا من وعد الله تاليا مابين الكرة الإسلامية الأولى والثانية المنتظرة .
إذن هم لازالوا في دور الغلبة على المسلمين ونحن في العام 2014 م.
من الملاحظ أن القرآن لم يأتي على ذكر المسجد في الآيات الأولى إلا أنه صرح باسمه في الآية التالية فقال : " إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لأَنفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوؤُواْ وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُواْ الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُواْ مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا"
قوله " إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لأَنفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا يُظهر هذا النص أشارة شرط لوقوع إرادة الله في النصر على بنو إسرائيل تكرار لنصر عمر على الرومان في الكرة الأولى ,و قوله"إن أحسنتم " في ذات الآية هو شرط أداته " إن "فإن أحسنتم أي عدتم عباد الله المخلصين كما كان عمر وقومه فإنما ذلك هو إحسان لأنفسكم وعزة  " إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لأَنفسكم"وإن لم تعودوا فعليكم "وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا" ووعد الله قائم بنصركم أن نصرتموه تحقيقا لقوله " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ [محمد : 7]
وقوله "فَإِذَا جَاء وَعْدُ الآخِرَة " إذن فوعد الله تعالى بالكرة الثانية أي الآخرة لازال قائما إلى وقته بانتظار تحقق شرطه وهو العودة إلى الدين والإحسان ,ولهذا الوعد علاماته كما كانت علامات الأولى , فلا  يجوس المسلمون عباد الله هذه المرة في الزمن القريب بدليل قوله تعالى" عباد لنا " وبدليل قوله "ذو بأس شديد " في الآية الأولى     وهما صفتان لم تأتي عليهما شروط الآية الثانية التي اكتفت ببيان شرط العودة للدين بدليل لفظ " الإحسان " فقط .
والواضح أن هذا الشرط غير متحقق في زمننا فالمسلمين في زمننا هذا (2014م) ممزقين مزقتهم دول جغرافية - سياسية لا دينية ,وصراعات سياسية وطائفية , وفتن داخلية,لا قوة موحدة لهم و لا يجمعهم قرار جهاد تحت راية الوحدة الإسلامية , فانتفت عنهم صفة عباد لنا من هذه الآية وانتفت صفة أولى بأس شديد اللتان كانتا في المرة الأولى كما انتفت صفة الإحسان وهي شرط الكرة الثانية.
 قوله تعالى " فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الآخِرَةِأي متى جاء موعد كرة المسلمين الثانية على اليهود,سيكون أمر الله مفعولا    إتماما منه لوعده كما أتم فعله في الكرة الأولى ,و نذكر هنا ملاحظة هامة : لم يكن دخول المسجد الأقصى في الكرة الأولى " لعمر بن الخطاب والمسلمين"  فيه هزيمة لليهود ذلك لان المسجد الأقصى لم يكن بيد اليهود آنذاك بل كان تابعا للدولة الرومانية , وحرب المسلمين كان مع الرومان لا مع اليهود , لذلك لم تكن الهزيمة والإذلال الإسلامي لليهود , ولهذا السبب لم يُذكر المسجد في الآية الأولى , وجاء ذكره في الآية الثانية التي تحدثت عن الكرة الآخرة لان الأقصى سيكون في يد اليهود , فذلك هو الإعجاز القرآني الإخباري المستقبلي بهذا الشأن.
لاحظنا أن وعد الآخرة في هذه السورة " الإسراء" في الآيات 7 و104 - فقال في الأولى " ...فَإِذَا جَاء وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوؤُواْ وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُواْ الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُواْ مَا عَلَوْاْ تَتْبِيراً "وقال في الثانية " وَقُلْنَا مِن بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ اسْكُنُواْ الأَرْضَ فَإِذَا جَاء وَعْدُ الآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفاً [الإسراء : 104]  فذلك تكرار تأكيد على قدم قضاء الله هذا والذي كان من بعد موسى عليه السلام ولعلها بشراهم في عهد النبي هارون والله أعلم .
ولكن الثابت أن قضاء الله هذا هو وعد قديم و ليس ببعيد عن موت موسى عليه السلام , وهذا دليل شتاتهم بإرادة الله في أرضه وليس تحديدا لمكان ما على الأرض وذلك لنفي الوطنية أو القومية عنهم فالقرآن بهذا يشير الى زمننا الحاضر الذي يطالب فيه بنو إسرائيل العالم والفلسطينيين الاعتراف بالقومية اليهودية في فلسطين ولعل هذه الإشارة هي أهم الإشارات على بدء العد التنازلي لنهاية كيان اليهود في فلسطين وتبقى الإشارة الثانية وهي شرط عودة المسلمين إلى دين الله الحق .
" لِيَسُوؤُواْ وُجُوهَكُمْ" مما سبق يثبت لنا أننا الآن في زمن الكرة الثانية مع اليهود , وهي الكرة المشروطة من الله , فأن عدنا عباد لله مخلصون "إِنْ أَحْسَنتُمْ  " سيتحقق النصر و سيسوء المسلمون وجوه اليهود أي سيذلونهم شر إذلال .
وَلِيَدْخُلُواْ الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ " وذلك من أخبار ما سيجري لتفعيل قضاء الله الذي قضى به , فيهزم المسلمون اليهود ويذلونهم أولا ,و يدخلون القدس مرة ثانية كما دخله ابن الخطاب أول مرة  638 للميلاد .
وَلِيُتَبِّرُواْ مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا" التتبير هو الاستيطان والانتشار السكاني والاغتصاب للأراضي وهذه الصفة الحدثية قائمة لأنها كما يدل النص القرآني تكون في مرحلة علو بنو إسرائيل وهي الفترة الزمنية القائمة ما بين الأعوام 1948م والتي لازالت قائمة  وقد بلغ عدد المستوطنات الكبرى القائمة منذ ذلك التاريخ 117 مستوطنة إضافة الى 198   مستوطنة عشوائية .
الخلاصة :-
إننا كمسلمين ننتظر الآن نفاذ قضاء الله ووعده فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الآخِرَةِ" وما ننتظره هو عودة الأمة إلى دينها الحق المشروط لنصرها في الكرة الثانية لا على شرط القومية العربية ولا على شرط الحزبية الإسلامية ولا القوة السياسية ولا العسكرية ولا لأي سبب غير الإحسان أي العودة للدين الحق.
عَسَى رَبُّكُمْ أَن يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدتُّمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًاكائن ما تدل عليه هذه الاية سيكون بعد انتهاء القضاء الرباني بعودة المسلمين للقدس وهزيمة اليهود , فلا يظلم الله العدل اليهود بل سيؤمن لهم سكنا آمنا في أحضان الدولة الاسلامية في فلسطين ما داموا مسكينين مسالمين , عَسَى رَبُّكُمْ أَن يَرْحَمَكُمْ"
وَإِنْ عُدتُّمْ عُدْنَا يعلم الله تعالى أن يهودا لا يؤتمن له جانب ولا يؤخذ لهم عهد فيتوعدهم إن عادوا بعد ذلك للفساد والإفساد فسيعود لاذلالاهم وهزيمتهم " وَإِنْ عُدتُّمْ عُدْنَا " وذلك من إلاذلال في الدنيا وأما في الآخرة " وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا" وفي هذا يقول ربنا سبحانه " وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَن يَسُومُهُمْ سُوءَ الْعَذَابِ إِنَّ رَبَّكَ لَسَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ [الأعراف : 167] فذلك وعد الله الحق لليهود بإن يبعثن عليهم الذل الى يوم القيامة فلا تقوم لهم قائمة بعد علوهم هذا وتتبيرهم والله الحق الصادق لوعده .
حكمة الله تعالى في تجميع اليهود بفلسطين : هي حكمة تنفيذ قضاءه فيهم فلو كان أشتاتا ما تمكن المسلمون من ملاحقتهم في كل بقاع الأرض ولذا جاء بهم لفلسطين في موقع متوسط بين المسلمين ليتمكنوا عند ارادته تنفيذ مشيئته من اذلالاله وإسكان شرهم .فصدق ربنا القائل فإذا جاء وعد الآخرة جئنا بمن لفيفا , فجمعهم في أرض محددة ليجري فيهم قضاءه .

قال تعالى وَقُلْنَا مِنْ بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرائيلَ اسْكُنُوا الْأَرْضَ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفاً) (الاسراء:104)
 كلمة لفيف تعني الشيء المجتمع و الملتف من كل مكان و اللفيف ؛  القوم يجتمعون من قبائل شتى ليس أصلهم واحدا، واللفيف ما اجتمع من الناس من قبائل شتى، واللفيف الجَمْع العظيم من أخلاط شتى فيهم الشريف والدنيء والمطيع والعاصي والقوي والضعيف
و هذه الآية هي من الإعجاز الغيبي الذي جاء به القرآن الكريم و تدل على أن من علامات قرب قيام الساعة هو إجتماع اليهود  في مكان واحد و لم يجتمع اليهود في التاريخ في مكان واحد عبر التاريخ إلا في  مؤخراً في فلسطين .
من أنبأ محمداً بهذا إنه الله خالق السماوات و الأرض .

الحمد لله الذي هدانا لهذا  لأن آخر دعوانا دائما هو الحمد لله رب العالمين 

https://a3shab1a.blogspot.com/p/httpsdraftbloggercomblogpagepreview1280.html

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق