الخميس، 27 يوليو 2023

مالك يوم الدين"

مالك يوم الدين

Master  of the Day of judgment

مفردات :-

·       مالك:- المالك هو من اتصف بصفة الملك التي من آثارها أنه يأمر وينهى ويثيب ويعاقب ويتصرف بما ملك بكل القدرات وعلى كل الأوجه.

·       -يوم الدين :-  وله أسماء أخرى جاء في القرآن منها :- يوم الآزفة : يوم التغابن: يوم التلاق :يوم الصاخة ::يوم الحساب :يوم الدين :يوم الفصل ::اليوم العظيم :يوم التناد :يوم الحسرة: يوم الخروج :الساعة :يوم الفتح.

·       والدين هو الجزاء والحساب ؛ كما قال تعالى : ( يومئذ يوفيهم الله دينهم الحق).

  إحصائيات:-

·       جاءت كلمة مالك في القرآن مرة واحدة لم تتكرر فكان المالك سبحانه في القرآن أحدا وترا..

·       وكانت " يوم الدين" 13 مرة,

 التفسير :-

 "مالك يوم الدين" مالك : اسم فاعل من ملك يملك ، واسم الفاعل في كلام العرب قد يضاف إلى ما بعده وهو بمعنى الفعل المستقبل ويكون ذلك عندهم كلاماً سديداً معقولاً صحيحاً ، كقولك : هذا حاج بيت الله في العام المقبل ، تأويله سيحج في العام المقبل ، أفلا ترى ان الفعل قد ينسب اليه وهو لم يفعله بعد ، وإنما أريد به الاستقبال ، فكذلك قوله عز وجل : "مالك يوم الدين" على تأويل الاستقبال أي سيملك يوم الدين أو في يوم الدين إذا حضر والله سبحانه كان بكل أسماءه وأفعاله و ما سيكون.
ويمكن أيضا تأويل المالك راجعاً إلى القدرة ، أي إنه قادر في يوم الدين ، أو على يوم الدين وإحداثه ، لأن المالك للشيء هو المتصرف في الشيء والقادر عليه ، والله عز وجل مالك الأشياء كلها ومصرفها على إرادته ، لا يمتنع عليه منها شيء .

  إن الله سبحانه قد وصف نفسه بأنه مالك كل شيء بقوله : "رب العالمين" و لا يجوز أن يتسمى أحد بهذا الاسم لأنه اسم ممنوع كاسم " الله" و"رب العالمين" و "الرحمن" , ولا يدعى به إلا الله تعالى .وعن النبي صلى الله عليه وسلم قال :"أغيظ رجل على الله يوم القيامة وأخبث رجل كان يسمى ملك الأملاك ، لا ملك إلا الله سبحانه"وكذلك "مالك يوم الدين" و "مالك الملك" أن هذا محرم على جميع المخلوقين. في حين جواز اسم - ملك - للمخلوق استدلالا بقول الله تعالى:" إن الله قد بعث لكم طالوت ملكا".

 مالك: وحده سبحانه " رب العالمين" هو مالك يوم القيامة, وخُصَّ بالذكر لأنه لا ملك ظاهراً فيه لأحد إلا لله تعالى بدليل {لمن الملك اليوم لله},والمالك هو من اتصف بصفة الملك التي من آثارها أنه يأمر وينهى ويثيب ويعاقب ويتصرف بمماليكه بجميع أنواع التصرفات ويوم القيامة يوم يدان الناس فيه بأعمالهم خيرها وشرها.وإن وصف الله سبحانه لذاته  بأنه ملك كان ذلك من صفات ذاته ، وإن وصف بأنه مالك كان ذلك من صفات فعله .

 قرأ بعض القراء : ملك يوم الدين وقرأ آخرون : مالك . وكلاهما صحيح متواتر في القراءات السبع. و رجحت قراءة " ملك " لأنها قراءة أهل الحرمين استدلالا بقول الله تعالى :( لمن الملك اليوم لله الواحد القهار [ غافر : 16 ] وقال:قوله الحق وله الملك [ الأنعام : 73 ] وقال سبحانه:-( قل أعوذ برب الناس ملك الناس ) وقال:( الملك يومئذ الحق للرحمن وكان يوما على الكافرين عسيرا )[ الفرقان : 26 ] . [ ص: 134 ]

وتخصيص الملك إلى يوم الدين لأنه لا يمكن أن يدعي أحد هنالك شيئا ، ولا يتكلم أحد إلا بإذنه ، كما قال : ( يوم يقوم الروح والملائكة صفا لا يتكلمون إلا من أذن له الرحمن وقال صوابا [ النبأ : 38 ] وقال تعالى : ( وخشعت الأصوات للرحمن فلا تسمع إلا همسا [ طه : 108 ] ، وقال : ( يوم يأت لا تكلم نفس إلا بإذنه فمنهم شقي وسعيد ) [ هود : 105 ] .

والملك من أسماء الحسنى ؛ قال الله تعالى : ( هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس السلام , وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : يقبض الله الأرض ويطوي السماء بيمينه ثم يقول أنا الملك أين ملوك الأرض ؟ أين الجبارون ؟ أين المتكبرون ؟ .

 

تفسير : يوم:-

اليوم في الأرض: عبارة عن وقت محدود هو من طلوع الفجر إلى غروب الشمس "اليوم أكملت لكم دينكم" .وجمع يوم أيام ،واليوم عند الله ليس كيومنا في الأرض استدلالا بقوله تعالى:- "...ُ وَإِنَّ يَوْماً عِندَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ [الحج : 47] يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ [السجدة : 5]

أما يوم القيامة فليس كيومنا فهو مبتدأ القيامة إلى وقت استقرار أهل الدارين فيهما .

والدين الجزاء والحساب ؛ كما قال تعالى : ( يومئذ يوفيهم الله دينهم الحق ) وفي الحديث : (الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت) أي حاسب نفسه لنفسه .إن كلمة الدين تضم كل هذه المعاني فالدين الحساب والجزاء, ومنه الدين الاعتقاد أو العقيدة لو وضع الله تعالى أي كلمة أخرى مكان كلمة الدين فهي لا تسد مسد كلمة الدين لأن الدين شاملة لكل هذه الأمور فهو يوم الحساب وهو يوم الجزاء وهو يوم الدين نفسه يوم العقيدة يوم بروز وظهور وانتصار الاعتقاد وكل هذه المعاني. لذلك نقول ليس هناك شيء يسد مسد لفظة الدين. وكلمة الدين أنسب للفظ رب العالمين, لأن القيامة فيها أشياء لا تتعلق بالجزاء أما الدين فمعناه الجزاء وكل معانيه تتعلق بالمكلفين ؛ لأن الكلام من أوله لآخره عن المكلفين لذا ناسب اختيار كلمة الدين عن القيامة.

 وصف يوم الدين في القرآن الكريم :-

{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ(1)يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُم بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ }(الحـج :2).ُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ [السجدة : 5]

أسماء يوم الدين في القرآن:-

أسماء يوم القيامة كثيرة شأن كل عظيم ، فإن العرب كانوا إذا عظم الشيء في نفوسهم أطلقوا عليه عدة أسماء، فالقيامة لما عظم أمرها وكثرة أهوالها سماها الله تعالى في كتابه بأسماء عديدة ووصفها بأوصاف كثيرة منها:-

يوم الآزفة : قال تعالى ( وأنذرهم يوم الآزفة إذ القلوب لدى الحناجر كاظمين ما للظالمين من حميم ولا شفيع يطاع)
يوم التغابن: قال تعالى ( وم يجمعكم ليوم الجمع ذلك يوم التغابن)
يوم التلاق : قال تعالى ( رفيع الدرجات ذو العرش يلقي الروح من أمره على من يشاء من عباده لينذر يوم التلاق)
يوم الصاخة : قال تعالى : ( فإذا جاءت الصاخة )
يوم الواقعة : قال تعالى ( إذا وقعت الواقعة )
يوم الطامة الكبرى : قال تعالى ( فإذا جاءت الطامة الكبرى )
يوم القارعة: قال تعالى ( القارعة ، ما القارعة )
يوم الغاشية : قال تعالى ( هل أتاك حديث الغاشية )
يوم الحاقة : قال تعالى ( الحاقة ، ما الحاقة )
يوم الحساب : قال تعالى ( هذا ما توعدون ليوم الحساب )
يوم الدين : قال تعالى ( مالك يوم الدين )
يوم الفصل : قال تعالى ( إن يوم الفصل كان ميقاتا )
يوم الوعيد : قال تعالى ( ونفخ في الصور ذلك يوم الوعيد )
اليوم المشهود: قال تعالى ( ذلك يوم مجعون له الناس وذلك يوم مشهود )
يوم الخلود : قال تعالى (ادخلوها بسلام ذلك يوم الخلود )
اليوم العظيم : قال تعالى ( قل إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم )
يوم التناد : قال تعالى (ويا قوم إني أخاف عليكم يوم التناد )
يوم الجمع: قال تعالى ( لتنذر أم القرى ومن حولها وتنذر يوم الجمع لاريب فيه )
يوم الحسرة : قال تعالى ( وأنذرهم يوم الحسرة إذ قضي الأمر وهم في غفلة وهم لا يؤمنون )
يوم الخروج : قال تعالى : (يوم يسمعون الصيحة بالحق ذلك يوم الخروج )
الساعة : قال تعالى ( إن الساعة آتية أكاد أخفيها )
يوم الفتح : قال تعالى : ( قل يوم الفتح لا ينفع الذيم كفروا إيمانهم ولا هم ينظرون )

 

يوم القيامة في السنة النبوية الشريفة:-

يوم الدين في السنة النبوية :قال صلى الله عليه وسلم :(مَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَسْأَلُ النَّاسَ حَتَّى يَأْتِيَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَيْسَ فِي وَجْهِهِ مُزْعَةُ لَحْمٍ)

يوم الدين يوم تدنو فيه الشمس من الرؤوس بمقدار الميل, رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:( تُدْنَى الشَّمْسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ الْخَلْقِ حَتَّى تَكُونَ مِنْهُمْ كَمِقْدَارِ مِيلٍ قَالَ سُلَيْمُ بْنُ عَامِرٍ فَوَاللَّهِ مَا أَدْرِي مَا يَعْنِي بِالْمِيلِ أَمَسَافَةَ الْأَرْضِ أَمْ الْمِيلَ الَّذِي تُكْتَحَلُ بِهِ الْعَيْنُ قَالَ فَيَكُونُ النَّاسُ عَلَى قَدْرِ أَعْمَالِهِمْ فِي الْعَرَقِ فَمِنْهُمْ مَنْ يَكُونُ إِلَى كَعْبَيْهِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَكُونُ إِلَى رُكْبَتَيْهِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَكُونُ إِلَى حَقْوَيْهِ وَمِنْهُمْ مَنْ يُلْجِمُهُ الْعَرَقُ إِلْجَامًا قَالَ وَأَشَارَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِيَدِهِ إِلَى فِيهِ)

ويقول صلى الله عليه وسلم:- :(سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمْ اللَّهُ فِي ظِلِّهِ يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ الْإِمَامُ الْعَادِلُ وَشَابٌّ نَشَأَ فِي عِبَادَةِ رَبِّهِ وَرَجُلٌ قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ فِي الْمَسَاجِدِ وَرَجُلَانِ تَحَابَّا فِي اللَّهِ اجْتَمَعَا عَلَيْهِ وَتَفَرَّقَا عَلَيْهِ وَرَجُلٌ طَلَبَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ مَنْصِبٍ وَجَمَالٍ فَقَالَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ وَرَجُلٌ تَصَدَّقَ أَخْفَى حَتَّى لَا تَعْلَمَ شِمَالُهُ مَا تُنْفِقُ يَمِينُهُ وَرَجُلٌ ذَكَرَ اللَّهَ خَالِيًا فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ)

من أحوال يوم الدين:-

  من أرهب الصور التي صورها لنا القرآن الكريم عن يوم الدين ما كان في سورة الحاقة :- {وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيهْ(25)وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيهْ(26)يَا لَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ (27)مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيهْ(28)هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيهْ(29)خُذُوهُ فَغُلُّوهُ(30)ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ(31)ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ(32)إِنَّهُ كَانَ لَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ(33)وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ(34)فَلَيْسَ لَهُ الْيَوْمَ هَاهُنَا حَمِيمٌ(35)وَلَا طَعَامٌ إِلَّا مِنْ غِسْلِينٍ(36)لَا يَأْكُلُهُ إِلَّا الْخَاطِؤُونَ} (الحاقة :37).

مالك يوم الدين في الكتب المقدسة:

 جاء في قاموس الكتاب المقدس أن مالك : اسم عبري معناه "ملك" وهو ابن ميخا حفيد مفيبوشث (1 اخبار 9: 41).

أما يوم الدين فجاءت في سفر أيوب الإصحاح 24 باسم " يوم الدينونة" حيث يقول:- لكنهم لا يرون يوم الدينونة هذا الذي فيه يعاقب الله الأشرار ويظهر عدل الله

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق