

عطية
مرجان ابوزر
قال تعالى " مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ
أَوْلِيَاء كَمَثَلِ الْعَنكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتاً وَإِنَّ
أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنكَبُوتِ لَوْ كَانُوا
يَعْلَمُونَ [العنكبوت : 41]
لم يتكرر ذكر العنكبوت في القرآن سوى في هذه الآية الكريمة 41
من سورة سميت باسم العنكبوت وهي السورة 29 هذه الآية من آيات
الأمثال , وخاطبت المشركين خاصة فكانت مثلا يضرب.. مثل يصف
من ضل سعيه في الدنيا فركن الى وثن أو سيد أو جماعة دون الركون
لله تعالى بالواهن الضعيف كوهن مجتمع العناكب،

ذكر الله تعالى " العنكبوت " كما ذكر " النملة " في القرآن فأتى على ذكر الإناث حيث يدعي ذكر العناكب ( عنكب ) أما أنثاه فهي ( العنكبوت )، وهي التي تبني البيت ويدلنا ذلك على أن القرآن تحدث عن أنثى العناكب في إعجاز علمي عظيم لم يُكتشف إلا حديثا : فلم تكن البشرية تعرف أن أنثى العنكب هي التي تبني البيت ولم تكن تفرق بين العنكب والعنكبوت حتى ذكر القرآن هذه المعلومة فقال " بيت العنكبوت" الأنثى ولم يقل بيت العنكب.
كشف العلم الحديث أن خيوط العنكبوت التي تبدو واهنة جدا للإنسان تعد أقوى مادة بيولوجية توصل إليها الإنسان حتى الآن ، وقال الباحثون في هذا الأمر أن (الخصلات الحريرية ) التي تكون نسيج العنكبوت أقوى من الفولاذ ، ولا يفوقها قوة سوى الكوارتز المصهور، وقالوا: أن كل خيط من الخيوط المبني منها بيت العنكبوت مكون من أربعة خيوط أدق منه ( جديلة) ، ويخرج كل خيط من الخيوط الأربعة من قناة خاصة في جسم العنكبوت، وهي خيوط حريرية دقيقة جدا تقل 400 مرة عن شعرة الانسان الطبيعية, ويتمدد الخيط الرفيع منه إلى خمسة أضعاف طوله قبل أن ينقطع، ولذلك أطلق العلماء عليه اسم "الفولاذ الحيوي" أو "الفولاذ البيولوجي"، وهو أقوى من الفولاذ المعدني العادي بعشرين مرة، وتبلغ قوة احتماله 300 ألف رطل للبوصة المربعة، فإذا قدر جدلا وجود حبل سميك بحجم إصبع الإبهام مكون من خيوط العنكبوت فسيُمْكِنه حَمل طائرة جامبو بكل سهولة، وقد أنتجت مادة تشبه في تركيبها خيط العنكبوت تسمى بالكافلر، ويستعملوها في صنع القمصان الواقية من الرصاص، فخيط العنكبوت يصنع بالطريقة نفسها التي تصنع بها الكوابل شديدة الصلابة؛ حيث يتكون الخيط المفرد من عدة خيوط متناهية في الصغر ملتفة حول بعضها البعض، وقد يبلغ سمك الخيط الواحد منها 1 من مليون من البوصة وتقوم العنكبوت بجمع الخيوط الناتجة من المغازل الثلاثة معا لتكوين خصلة قوية ومتينة، وتغزل العناكب التي تعيش خارج المنزل نسيجا معروفا باسم الفلك نسبة إلى شكله الدائري، وهو قطعة هندسية رائعة من الخطوط المتناسقة التي تتلألأ بشكل بـهي تحت أشعة الضوء، ولقد توصل العلم الحديث إلى وصف أكثر من 35 ألف نوع من العناكب المختلفة الأحجام والأشكال والألوان والطبائع.
بيت العنكبوت هو البيت الذي ينتهي يوميا ويهدم فيكون طعاماً لساكنه .
أن هذا البيت في شكله وواقع الأمر لا يقي من برد ولا من حر.
قوله تعالى" اتَّخَذَتْ بَيْتاً ": هنا إشارة واضحة إلي أن الذي يقوم ببناء البيت أساساً هي أنثي العنكبوت, وعلى ذلك فإن مهمة بناء بيت العنكبوت هي مهمة تضطلع بها إناث العناكب التي تحمل في جسدها غدد إفراز المادة الحريرية التي ينسج منها بيت العنكبوت. وإن اشترك الذكر في بعض الأوقات بالمساعدة في عمليات التشييد, أو الترميم, أو التوسعة, فإن العملية تبقي عملية أنثوية محضة, ومن هنا كان الإعجاز العلمي في قول الحق( تبارك وتعالى ): اتخذت بيتا.والاتخاذ لغويا هو الجعل او الصيرورة قال الله تعالى " ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِن بَعْدِهِ " وقال "وَذَرِ الَّذِينَ اتَّخَذُواْ دِينَهُمْ لَعِباً وَلَهْواً " وقال "وَالَّذِينَ اتَّخَذُواْ مَسْجِداً ضِرَاراً وَكُفْراً " وهكذا فالاتخاذ هو جعل الشيء مصلحي لغرض محدد و صائرا لفترة زمنية محددة . واتخاذ البيت العنكبوتي على هذا البيان هو اتخاذ صيرورة الأسرة القصيرة الأجل القائمة على مصلحيه وآنية العلاقة وذلك على خلاف معنى "أخذ" إذ آن الأخذ يكون نهائيا كما نجد في قوله تعالى " وكَذلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ القُرَى وِهِي ظالِمَةٌ "وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنكَبُوتِ إن اضعف اسر البينية هي بيوت وأسر العناكب لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ" هذه إشارة قرآنية صريحة الى العلم لعدم الأخذ بظاهر الكلم وهو تنبيه حق الوجوب للأخذ به والتنبه له في كل موضع قراني فما ان تقرأ " يعلمون " و " يعقلون" و"يتفكرون" وما اليها وجب التنبه والتفكر جيدا في المعنى الكامن . فما قصة " وهن " أسرة العنكبوت " بعد ان عرفنا الإشارة ؟ لتوضيح هذه المعضلة علينا ان نبين أهم المعلومات المتعلقة بهذا الشأن حول العناكب ومنها العناكب يوجد في العالم منها أنواع كثيرة في العالم تتفاوت في الأحجام والأشكال ونمط المعيشة ويغلب عليها المعيشة الفردية لا حياة المجتمعات كالنمل والنحل وغيرها كما تغلب عليها العدائية لبعضها بعضًا،.والمصلحة الآنية في التعامل الأسري الاجتماعي . حجمًا من الذكور، والزوجان من العناكب يلتقيان في الغالب وقت التزاوج فقط ، وعند انتهاء عملية التلقيح يغادر الذكر في الغالب عش الأنثى خوفًا من أن تقوم بقتله وقتل الذكر بعد الانتهاء من عملية التلقيح يحدث بين كثير من أنواع العناكب وأكثرها شهرة عنكبوت الأرملة السوداء التي سميت بذلك لأن الأنثى تقتل ذكرها بعد انتهائه من عملية التلقيح. أما بعض أنواع العناكب فتترك الأنثى الذكر ليعيش في العش بعد عملية التلقيح ليقوم الإناث بقتله وأكله بعد أن يخرجوا من البيض. وفي أنواع أخرى تقوم الأنثى بتغذية صغارها حتى إذا اشتد عودهم قتلوا أمهم وأكلوها. ومما سبق يتضح أن البناء الاجتماعي والعلاقات الأُسرية في بيت العنكبوت تتصف بأنها مبنية على مصالح مؤقتة حتى إذا انتهت هذه المصالح انقلب الأفراد أعداء وقام بعضهم بقتل بعض، فهذه أنثى العنكبوت تسمح للذكر بدخول عشها لوجود مصلحة التلقيح حتى إذا قضت أربها منه انقلبت عليه وقامت بقتله وأكله، وأخرى تقدم زوجها طعاما لأولادها، وفي نوع آخر يأكل الصغار أمهم أول ما تقوى أعوادهم. وهذا العداء الشديد الذي يتجلى فقط بعد انقضاء المصالح>أن هذه العلاقات الهشة الضعيفة بين أفراد بيت العناكب يجعل هذا البيت بحق أَوْهَى بيوت المخلوقات المعروفة. فالمقصود ببيت العنكبوت – والله أعلم - الذي وصفه القرآن بأنه أوهن البيوت ليس شبكة العنكبوت التي يتخذها سكنا ومصيدة لفرائسه. بل لعل المقصود ببيت العنكبوت ـ والله أعلم ـ أسرة العنكبوت التي هي بحق أَوْهَى الأسر ترابطا وتآلفا، كما بيّنّا.. فالعلاقة الأسرية بين العناكب علاقة تحكمها المصلحة ، حتى إذا انقضت المصلحة انقلبوا أعداء يقتل بعضهم بعضا ، ولا تجتمع هذه الخصال السيئة والعلاقات الهشة في أي بيت لمخلوق آخر مما يجعل بيت العنكبوت بمعنى المرأة والأولاد هو أوهن بيوت المخلوقات قاطبة.
وفي القران سورة كاملة باسم العنكبوت هي السورة رقم 29 وأهمها نسبة للعنكبوت هب الآية 41 التي نحن في ظلالها هنا , ونرى أن هذه الآية صيغت للدلالة على الإفراد( العنكبوت) فقد أشارت إلي الحياة الفردية لهذه الدويلة فيما عدا لحظات التزاوج, وأوقات فقس البيض, وذلك في مقابلة كل من سورتي النحل والنمل والتي جاءت التسمية فيها بالجمع للحياة الجماعية لتلك الحشرات.
من المعروف أن العنكبوت نسجت نسيجها مرتين على أنبياء الله
لحمايتهم : مرة على داود حين كان جالوت يطلبه ومرة على النبي
صلى الله عليه وسلم عندما كانت تطلبه قريش؛ ولذلك نهى رسول
الله عن قتلها فالعناكب مخلوقات غير محبوبة لدى الإنسان، إلا
أنها صديقة له، فقد ذهب البعض إلى حد القول بأنه لولاها لما
كان للإنسان مستقر على الأرض؛ ذلك لأنها تقضي معظم وقتها في
اصطياد الحشرات الضارة بالانسان وأشهرها البعوض والذباب
و لولاها لتكاثرت هذه الحشرات وأتت على الإنسان.ومن العناكب
العجيبة أكلة الطيور والعصافير وهي أكبر العناكب يزن أكثر من
120 غرام وهي غير مؤذية للإنسان، لكنها تملك أنياب كبيرة كافية
لخرق جلد الإنسان، ويحتوي أنيابها على سم لا يقتل الإنسان،
الإعجاز القرآني في ذكر أنثى العنكبوت:-
بيت العنكبوت :-
بيت العنكبوت مأوى لسكنه و شبكة صيد في ذات الوقت تقع
في خيوطه الحشرات التي يغريها بريقه،مثل الذباب والبعوض فكان
بمثابة البيت والغذاء , وقد ثبت للمختصين بإن
هذا النسيج الحريري يزيد من انعكاس الأشعة الفوق
البنفسجية كلما تعرض لأشعة الشمس، وبالتالي يجعله مرئياً مغريا
بلمعانه للحشرات المولعة بالضوء.
الإعجاز القرآني :- في وهن بيت
العنكبوت :-
لم تشير الآية الكريمة الى وهن نسيج بيت العنكبوت بل الى البيت
ذاته كبناء وليس كمادة بناء " وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ
لَبَيْتُ الْعَنكَبُوتِ " فصدق رب العزة في الوصف أيما صدق
وإنطباق وقد ثبت علمياً أن العنكبوت تأكل بيتها بشكل شبه
يومي ، خيث تميل العناكب إلى أكل نسيجها القديم قبل بناء
نسيج بيتها جديد، وتقوم بتدوير 92% إلى 96% من بروتينات
النسيج, بل أنها تأكل النسيج بكامله قبل أن تبني نسيجاً
جديداً.ولذا قال الله تعالى فيه أنه أوهن البيوت فالوهن هو
الضعف وأوهن البيوت أضعفها وهو بيت العنكبوت لأنه:-
إن بيت العنكبوت لا يحميه من أعدائه (من الطيور والحشرات الكبيرة التي تتغذى
عليه ) بل إنها بلمعانها تدل أعدائها عليها وذلك أعظم الوهن.
الاعجاز
القراني في المثل :-
وصف القرآن الكريم بيوت العنكبوت بأنها "أوهن
البيوت"، أي أضعفها – وقال العلم البشري أن
نسيج العنكبوت هو من أقوى الأنسجة الطبيعية .
ونحن نقول أن لا شبهة في قول القران ولا تشكيك
في قول العلم .... ولان الحقائق العلمية لا
يمكن أن تتعارض مع ما أكده القرآن الكريم فإن
تعارضت فلا شك أن ما أثبته القرآن هو الحق وأن
العلم البشري قد جانب الحقيقة وقد وقعت الكثير
من هذه الأحداث حيث تراجع العلم البشري آسفا
أمام حقائق العلوم القرآنية .
وننبه أولا إلى أن كتب التفسير القديمة ( ما
قبل اكتشافات العلمية ) قد أجمعت على أن
المقصود ببيت العنكبوت في هذهها لمعنى البيت
على انه المسكن فقالت ان بيت العنكبوت لا يغني
عنها شيئا ، وهو أضعف البيوت لا يقيها حراً
ولا برداً ، ضعيف ووهن لا بيت أضعف منه ...وقد
اخذ المفسرون هذا فهمهم لظاهر الاية وبسطحية
علوم الإنسان آنذاك وتمكنه من سحق نسيج
العنكبوت بيده , وهذا تفسير لا يتطابق مع لغة
العصر العلمية لأنه بتناقض مع الحقائق العلمية
التي أثبتت قوة نسيج العنكبوت
الحديدية فبات التفسير لا يتطابق مع مفهوم "
البيت" بمعنى مادة السكن , وآنا هنا لا أحاول
لي رقبة الحقيقة بل اذكر فقط بان القران
قد فسر لنا معنى البيت حين قال " فَمَا
وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِّنَ
الْمُسْلِمِينَ [الذاريات : 36] والكلام
هنا على لسان الملائكة المرسلين إلى لوط
عليه السلام لإخراجه من مدينته قبل تدميرها,
وما يعنينا من نص الآية هو فهم معنى البيت في
لسان القران , اذ يعني الأسرة لان قوله
" بَيْتٍ مِّنَ الْمُسْلِمِينَ " لا يمكن ان
يكون إشارة إلى حجارة البيت بل إلى أهل
البيت الذي وصفهم بالمسلمين , فالمقصود اذن هو
أسرة العنكبوت لا مسكنها
وبالتدقيق في الآية كاملة يتضح المعنى دون تمكين فرصة الشيطان للإيقاع بالقارئ او المفسر لها ونص الآية يقول " مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاء كَمَثَلِ الْعَنكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتاً وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ "لَبَيْتُ "الْعَنكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُون اذ تبين الاية العلاقات التوضيحية التالية : مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا" هم الناس المضروب فيهم المثل وهم المشركون قوله تعالى كَمَثَلِ الْعَنكَبُوتِ " الحشرة المتمثل بها ذاتها الحية وليس بيتها المادي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق