In the name of God, Most Gracious, Most Merciful
مفردات:-
بسم: In the name of لاسم مشتق من السمة وهو العلامة الدالة على المسمى. أو أنه مشتق من السمو بمعنى الرفعة.
الله: God الله أصله الإله، حذفت الهمزة لكثرة الاستعمال
الرحمن: Most Gracious ذو الرحمة الشاملة, العامة التي هي للمؤمن والكافر, والرحمن " مجازه " ذو الرحمة
الرحيم: Most Merciful ذو الرحمة الخاصة, المخصصة للمؤمنين, الرحيم " مجازه " الراحم
إحصائيات:-
· وردت كلمة " بسم " في القرآن خمس مرات , ووردت بلفظ " باسم " أربع مرات . فكانت مجموعها تسع وترا.
· لفظ الجلالة " الله" تكرر في القرآن 2707 مرات ، "980" في حالة الرفع و"592" في حالة النصب و"1135" في حالة الجر,وقد ورد في 85 سورة و لم يرد في 29 سورة.
· اسم الرحمن جاء في المصحف 48 مرة , وجاء لفظ " رحمن" 64 مرة.
· اسم الرحيم كان34 مرة وجاء لفظ رحيم 115 مرة.
الإعجاز القرآني في آية البسملة
بحث كثيرون في الإعجاز القرآني للبسملة فمنهم من توجه إلى البحث في الإعجاز العددي الرياضي لها, وعلى رأسهم الباحث السوري عبد الدايم كحيل, فأطال فيما أدعى أنه إعجاز رقمي أو عددي كائن في البسملة, فعرض علينا كبيرا جدا من الأعداد ضربا وقسمة وجمعا وترتيبا وصف ثم خرج ليقول لنا أن هذه العملية البحثية الضخمة نقصد منها توجيه الدعوة لمنكري القرآن لنخاطبهم بلغة العصر الرياضية العقلية فنقنعهم أن في قرآننا أعاجيب رقمية فإذا اقتنعوا نقول لهم تعالوا نريكم آيات قرآننا الآن لتؤمنوا بها بعد أن أدخلناكم من بوابة الأرقام , أما قوله للمسلمين لإقناعهم بجدوى أبحاثة أن اطلاعهم على أعاجيب القرآن الرياضية ستزيدهم إيمانا به...جزا الله الباحث على جهد بذله ونوايا قصدها فلا يضيع الله أجرا مجاهد ولا مجتهد وجعل لكل نصيب, وقد سبق الأستاذ كحيل بعض الشيعة وأصحاب المذاهب للقول في الأعاجيب العددية الرياضية في القرآن فيما يخص الرقم 19 وهو عدد حروف الآية...وكلا الفريقين حاول أن يفرض علينا قواعد محدد ومنهاج ما الى أن فرض منهم طريقة عد ما لحروف الآية أو كلماتها فمنهم من اعتمد العد حسب الرسم العثماني ومنهم من اعتمد العد حسب الأصول الإملائي ومنهم من أخضع العد للغرض الآني كمن عد كلمة " بسم" ثلاثة حروف كما هي مرسومة في القرآن ثم تطلب غرضه كونها أربعة حروف فعدها أربع على اعتبار أصلها " باسم" وفي كلا الحالتين اعتمد دليلة من القرآن كقوله في الأولى " بسم الله مرساها ومجراها" وفي الثانية " باسم ربك الذي خلق" ....الخ , ونحن هنا لسنا بقصد النقد ولا الموافقة فذلك شأن الباحث والقارئ , ولكننا بشأن المساهمة بما يفتح الله به علينا من بيان بعض أعاجيب الإعجاز القرآني في هذه الآية الكريمة, لنضيف إلى ما وضع سابقونا في هذا المجال أثابنا الله وإياهم .
نقول والله المستعان : البسملة آية أصيلة من آيات القرآن الكريم, وهي من أفضل آياته كون القرآن لم يكن بين أيدينا الآن لولا بسملة محمد علية الصلاة والسلام قبل تلقينه أولى آيات الكتاب من الوحي الكريم جبريل سواء أخذنا بالأحاديث المبينة لذلك أو أخذنا ببيان قصة " أقرأ باسم ربك" التي ذكرناها آنفا.
نقر أن المسلمين وكل من بحث في القرآن الكريم بحثا علميا من غير المسلمين أن القرآن كتاب معجز للإنسان وللعلم والعقل البشري, والإعجاز من الأعاجيب أن يعجب لها الإنسان , ولذا نقر أن في البسملة ما فيها إعجاز إذ لا تخلو آية من آي القرآن من إعجاز كان سواء لغوي , نحوي, نظم, لحن, عدد, بلاغة, قصة, حكمة, علم, قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِّنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآناً عَجَباً [الجن : 1].... فذلك الكتاب فيه بيان لكل شئ, وصدق رب الكتاب القائل:" قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَـذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً [الإسراء : 88] وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِّكُلِّ شَيْءٍ [النحل : 89]
صور من الإعجاز في آية البسملة:
نضرب مثلا ذهابك في حاجة إلى مدير ما , فإذا أبوابه مغلقة في وجهك, حراس وبوابات ومواعيد ينالها ذو الشرف والجاه والمصالح , حرمت على البسطاء من أمثالي , فإذا ما نلت وساطة ( كوساطة وزير) توصلك إلى المدير الذي لك عنده حاجة فتحت لك الأبواب فور ذكرك لاسم الوزير الوسيط , فإذا ما ذكرت اسم الوزير عند المدير فتحت لك الأبواب وألغيت مواعيد السكرتيرات والحراس,....بمجرد ذكرك لاسم الوزير , فما بالك لو طرقت أبواب الدنيا وملوكها وأمراءها وحاجاتها ومعها طرقت أبواب الآخرة بجنانها وخلودها بسم رب كل هؤلاء وأولئك؟ فتلك إذن أولى معجزات البسملة, فان أكلت دونها كان فسقا, وأن صليت دونها كان جذاما باطلا, وأن بدأت يومك المعيشي دونها كان ثقيلا منقوص الرزق وراحة النفس, وأن كتبت دونها ما وفقت ...الخ. فما بال البسملة وهذه العظمة؟
وردت البسملة في سورة الفاتحة تحمل ثلاث أسماء من أحسن أسماء الله الحسنى "الله الرحمن الرحيم" يذكرنا الله تعالى بأعظم صفاته بعد ذكر اسمه " الله" وهو الاسم الأعظم, فقال " الرحمن" ثم "الرحيم" فكانت أول درس يلقنه الرب سبحانه وتعالى للناس عامة, فقال أنه هو الرحمن بكل ما خلق سواء العاص أو المهتدي,فكانت " الرحمن" صفة تتسم بالشمولية والقوة " يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفّاً لَّا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرحْمَنُ وَقَالَ صَوَاباً [النبأ : 38],على غير الرحيم المتسمة بالخصوصية والرأفة والعذوبة لأنها تخص العابدين الخاشعين فرافقها دوما اسم الغفور أو اسم العزيز أو اسم الرءوف." إِلَّا مَن رَّحِمَ اللَّهُ إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ [الدخان : 42] "...إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ [الزمر : 53] .
إذن في البدء كان " بسم ربك الذي خلق" فهناك أولا مخلوقات, هذه المخلوقات تحتاج الرزق من أجل الحياة فهو الله الرحمن لجميع الخلق والناس " رحمن" كافرهم ومؤمنهم, قويهم و ضعيفهم , المهتدي منهم والضال , لكل قسم رحمته رزقا وعمرا وجمال خلق ...في الكتاب المحفوظ .
ثم وبعد البيان للهداية يكون المهتدون فتجري لهم الرحمة المختصة حسب الحالة , فهو سبحانه " رحيم" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِن رَّحْمَتِهِ وَيَجْعَل لَّكُمْ نُوراً تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ [الحديد : 28]
هذا إعجاز للناس في قوة الوصف و الترتيب للأسماء المبينة للصفات كذلك في تصنيف الأولوية لما هو مختص بالخالق, كالرحمن وما يجوز للمخلوق,وكان في مسيلمة الكذاب مثلا إذ ادعى أنه الرحمن, فنزلت " الرحيم" التي أعجزت المدعي الكذاب فبات لا يفهم القصد الاعجازي في التفريق ما بين الرحمن والرحيم . ما دليلنا على ما ندعي؟
جاء اسم "الرحمن" في القرآن الكريم 48 مرة يأل التعريف ,و كان آية مستقلة أولى في سورة الرحمن " الرَّحْمَنُ [الرحمن : 1] عَلَّمَ الْقُرْآنَ [الرحمن : 2].ولم ينازعه أي اسم آخر من أسماء الله الحسنى في هذا.ولم يوصف أو يسمى به مخلوق .إضافة إلى ذلك فقد كان لاسم الرحمن مكانة خاصة جدا في قوله تعالى: قُلِ ادْعُواْ اللّهَ أَوِ ادْعُواْ الرَّحْمَـنَ أَيّاً مَّا تَدْعُواْ فَلَهُ الأَسْمَاء الْحُسْنَى ... [الإسراء : 110] فقد أقرنت بالاسم الأعظم مباشرة وسبقت كافة الأسماء الحسنى وخصصت بالذكر والتصنيف والترتيب والتعظيم.
ووردت كلمة الرحيم 34 مرة معرفة بال التعريف, في آيات القرآن الكريم وقد وصف بها النبي محمد صلى الله علية وسلم بدون ألف لام أي " رحيم" فقط وهي صفة جائز إطلاقها على الرحماء من البشر ولا تجوز معرفة بألف لام إلا لله تعالى.قال تعالى في نبيه الكريم :" لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ [التوبة : 128] تزاوج الاسمين العظيمين " الرحمن الرحيم " في ستة آيات فقط.
لنلق نظرة على بعض الآيات التي أشرنا إليها :
1- أولا : الرحمن الرحيم: أكدت الآيات التالية على التحاق الاسمين " الرحمن الرحيم" بعد اسم الله الأعظم أو بعد لفظ التوحيد المشتمل على الاسم الأعظم : اللهِالرَّحْمنِ الرَّحِيمِ , إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ [النمل : 30] "... هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ [الحشر : 22] ... هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ [البقرة : 163]
2- الرَّحْمـنِ الرَّحِيمِ [الفاتحة : 3] سبق هذين الاسمين قوله تعالى " الحمد لله رب العالمين" فكان الحمد لرب العالمين أي رب الخلق أجمعين من هو رحمن بهم ومن هم مختصين برحمة الرحيم.
3- تَنزِيلٌ مِّنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ [فصلت : 2] هنا أعطي الاسمين مكانة خاصة بهما فجاءا مستقلين دلالة مؤكدة على مالهما من عظمة وترتيب خاص بعد اسم الله الأعظم.واكتفى جل وعلا بالإشارة إلى التنزيل للإشارة إلى اسمه الأعظم فلا تنزيل إلا من الله فكانت كافية معبرة لأولى الألباب.
لنرى أمثلة من الآيات الأخرى :
في الآية التالية بين الله تعالى أن بعض الخلق يكفرون بالرحمن"وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمَـنِ[الرعد : 30] وفي نفس الآية جاء التوحيد بعد ذكر الرحمن " قُلْ هُوَ رَبِّي لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ" فالإسلام والتوحيد جاء ردا على الكفر بينما هي في "الرحيم " كانت سابقه كقوله تعالى" وَإِلَـهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ [البقرة : 163] نستدل هنا على الإعجاز في كيفية التعامل مع الأسماء والصفات و ما يتعلق بها , واضرب هنا مثلا: نقول أن الخليفة عمر بن الخطاب كان قويا في القتال والجسد, قويا في العدل بين الناس, هنا وصفنا عمر بقوة الفعل الجسدي وقوة الحكم الشرعي, فان قدمنا أيا من القوتين جاز , بينما لا نجد في النظم القرآني قولا واحدا يقدم صفة الرحيم على الرحمن.
ذكرت كلمة "رحمن" 64 مره في القران,.بينما ذكرت كلمة رحيم 115 مرة. فنلحظ أن رحمة الرحمن بكافة ما خلق محددة بما كان وكتب في الكتاب المحفوظ من خلق ورزق , بينما رحمة الرحيم بعبادة المختصين تضاعف أضعافا لا حدود لها قابلة للزيادة بزيادة التائبين المغفور لهم " ... يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِن رَّحْمَتِهِ ... وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ [الحديد : 28]
كذلك انظر ذكر الرحمن وخشية العذاب والترهيب" يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَن يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِّنَ الرَّحْمَن فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيّاً [مريم : 45] بينما تقترن " الرحيم" بالمغفرة والترغيب وكل ذلك يؤكد الفرق بين معنى الكلمتين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق