أدلة على كون البسملة آية من الفاتحة : والرد على منكريها بأسانيد الكتاب والسنة:-
قال الله تعالى في محكم كتابه :" وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى"[الأعلى : 15]فسر بعض المفسرون من السلف أن المقصود بذكر اسم ربه هو الإقامة للصلاة , ولا ندري سبب الأخذ بالقصد وترك الجلي من القول فالله تعالى يقول" ذكر اسم ربه" والذكر هو التسمية كأن نقول ذكرت فلانا أو اذكر فلان أو حتى أذكر المسمى , والمذكور هو اسم وليس فعل فالقول الإلهي "اذكر اسم" وليس اذكر فعل إقامة الصلاة أو اذكر لفظ إقامة الصلاة ولو كان كذلك لجاء صريحا ظاهرا كقوله تعالى في إقامة الصلاة: الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ [البقرة : 3],وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ وَارْكَعُواْ مَعَ الرَّاكِعِينَ [البقرة : 43] ونستشهد بقوله تعالى لزيادة البيان والله المستعان :" فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلاَةَ فَاذْكُرُواْ اللّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِكُمْ فَإِذَا اطْمَأْنَنتُمْ فَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ إِنَّ الصَّلاَةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَاباً مَّوْقُوتاً [النساء : 103] المعاني بينه ظاهرة لا لبس فيها إذا انقضت الصلاة (إقامة وركوعا وسجودا ) فاذكروا الله" ذكر باسمه كالحمد والتسبيح, ثم تبين الآية أن أقامة الصلاة شيء قائم بذاته عن الذكر فَإِذَا اطْمَأْنَنتُمْ فَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ.
والجلي في الآية :" وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى" الظاهر هو ذكر اسم الرب والرب هو الله , أي ذكر اسم الله فكيف كان لنا أن نقول بالمقصود أنه إقامة الصلاة فهل ذلك تهربا من إقرارانا بان البسملة ليست آية أو أن البسملة لا يجهر بها في الصلاة ؟ فبتنا نفسر الظاهر بالمقاصد! رغم الإجماع على تفسير كلمة الصلاة في الحديث القدسي " قسمت الصلاة بيني وبين عبدي" بأنها سورة الفاتحة إلا أن الأغلبية من مفسري هذا الحديث تنصلت من كون البسملة آية من آيات النصفين, فما هو تفسير أولئك لكلمة الصلاة في الآية :" وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى" ؟
فان قالوا المقصود بكلمة (فصلى) هو (فقرأ الفاتحة), قلنا فالمقصود الظاهر بـ " ذكر اسم ربه" هو الجهر بالبسملة , أم أن ثمة من يجرؤ على القول يغير ظاهر الآية إلى ثمة مقصد باطن فيستبدل الباطن بالظاهر كاستبدال الظلام بالنور. لا شك أن القرآن الكريم أشار في العديد من الآيات إلى اسم الرب كمثل::" وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلاً [المزّمِّل : 8] جاء في تفسير الجلالين" (واذكر اسم ربك) أي قل بسم الله الرحمن الرحيم في ابتداء قراءتك (وتبتل) انقطع (إليه تبتيلا)مصدر بتل جيء به رعاية للفواصل وهو ملزوم التبتل.
" فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ " تكررت هذه الآية كاملة في المواقع التالية ستة مرات:- [الواقعة : 74] [الواقعة : 96] [الحاقة : 52] [الحاقة : 52] [الواقعة : 96] [الواقعة : 74] " تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلَالِ وَالْإِكْرَام" ذكرت في سورة [الرحمن : 78] .
لم يأت أحد ممن بحثوا في شأن البسملة وأنكروها بدليل واحد من القرآن الكريم على ما ادعوا فيها, وقد لجأت كل الفرق إلى الأخذ من السنة القولبة والمنقول منها ومن عجائب الأمر اخذ الفرقاء أسانيدهم عن ذات المصدر كالصحابي الجليل أنس بن مالك واعتبار ما نقل عنه سببا لتضارب الرأي كمثل ما يلي:"
أحاديث أخذ بها منكري البسملة على أنها ليست آية من الفاتحة لقول أنس:" صليت خلف رسول الله وعمر وعلي فقرءوابالحمد , وفي حديث آخر عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: "كانوا لا يذكرون { بسم الله الرحمن الرحيم } في أول قراءة، ولا في آخرها".
في حين أخذ المخالفون لهؤلاء أحاديث أخرى صحت عن نفس المصدر وهو أنس رضي الله عنه كمثل:
صح عن أنس بن مالك، قال: "سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يجهر في الصلاة ببسم الله الرحمن الرحيم." وفي حديث آخر صح عنه أيضا " انه سمع رسول الله يقرأها ويمد مدا وكأنه يقطع حروفها لشدة اهتمامه بما يقرأ.
فهل هذا تناقض في ما صح عن الصحابي أنس , لا والله ما كذب رضي الله عنه وما ضعف حديثه, وما كذب من نقل ومن أسند ومن صحح, فتعالوا نعرف مكمن الخطأ.
لنتأمل الحديثين المنكرين بروية ؟ نلاحظ قول انس" لا في أول قراءه ولا في آخرها", نعم هناك ما يثير الانتباه إلى أن سؤال قد سبق لأنس رضي الله عنه كمثل : هل قرأ النبي بسم الله الرحمن الرحيم في أول القراءة أم في آخرها ...أو أي سؤال من هذا القبيل مع ملاحظة أن القراءة المشار إليها غير معروفة فهل هي القراءة لسورة الفاتحة أم القراءة سورة من سور القرآن ؟ هنا يكمن السؤال, كان الجواب من أنس رضوان الله عليه"لا" , لا في أول القراءة ولا في آخرها, نحن نعتقد أن المشار إليه هو سورة ما من سور القرآن وليست الفاتحة ولو كانت الفاتحة هي المشار إليها لتناقض قول أنس هنا مع قوله هناك حين قال "سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يجهر في الصلاة ببسم الله الرحمن الرحيم.",فكيف يسمعه هنا يجهر بينما في حديثه " "كانوا لا يذكرون { بسم الله الرحمن الرحيم } في أول قراءة، ولا في آخرها".كيف يناقض صحابي جليل قوله في حديثين يناقض أحدهما الآخر ولا ينفيه فقط؟
فان شئنا الخلاف والاختلاف والجدل دخلنا في قول المقاصد وفتحنا الأفق للأمزجة في القصيد فلا راد لنا مهما سفسطنا إلى اتفاق بعد ذلك , ولكن الحاسم هو أخذ الظاهر الجلي من المنقول, والحديث الذي أورد كلمة القراءة دون تحديدها اذا كانت الفاتحة أو غيرها نحيده جانبا .
وبالنظر في الحديث الثاني :" صليت خلف رسول وعمر وعلي فقرءوا بالحمد " أيضا ثمة ملاحظة تثير الانتباه وهي أخذ المنكرين للبسملة بالمقصد ففسروا جملة" قرءوا بالحمد" على أن الرسول وعمر وعلي قد قرءوا "الحمد لله رب العالمين" وأكملوا السورة دون أن يقرءوا بسم الله الرحمن الرحيم وهنا مكمن الخطأ فإذا علمنا أن أنس رضي الله عنه كان يعرف سورة الفاتحة باسم سورة الحمد فيكون قوله " قرؤوا بالحمد"واضح جلي أنهم قرؤوا سورة الفاتحة في الصلاة ولا علاقة أبدا للبسملة مقروءة أو غير مقروءة في هذا الحديث على اعتبار أن الكلام يدور عن السورة وليس عن الآية. ودليلنا على ذلك :
· أن الثعلبي أخرج عن أبي هريرة قال: "كنت مع النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في المسجد إذ دخل رجل يصلي فافتتح الصلاة وتعوذ ثم قال: '((الحمد لله رب العالمين))' فسمع النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، فقال له: 'يا رجل قطعت على نفسك الصلاة، أما علمت أن((بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ))من الحمد,وبهذا نستبعد نحن كل ما يشتبه تفسيره فيحيلنا إلى بواطن المقاصد " درءا للشبهات" وهو الأسلم .
· و مما صح عن أنس بن مالك، أنه قال: "سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يجهر في الصلاة ببسم الله الرحمن الرحيم." وعن قتادة قال: "سئل أنس بن مالك كيف كانت قراءة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)؟ قال: 'كانت مداً ثم قرأ ((بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)) يمد الرحمن ويمد الرحيم.
·
هذا حديث واضح بإشارته إلى الفاتحة باسم الصلاة ومثله الكثير فانظر ما نسب لأنس بن مالك رضي الله عنه :قال: "صلى معاوية بالمدينة فجهر فيها بالقراءة، فقرأ فيها ((بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)) لأم القرآن، ولم يقرأ ((بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)) للسورة التي بعدها حتى قضى تلك القراءة، فلما سلم ناداه من سمع ذلك من المهاجرين والأنصار من كل مكان: 'يا معاوية، أسرقت الصلاة أم نسيت؟' فلما صلى بعد ذلك قرأ ((بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)) للسورة التي بعد أم القرآن." أخرج هذا الحديث الحاكم في المستدرك وصححه على شرط مسلم, وأخرجه غير واحد من أصحاب المسانيد كالشافعي في مسنده.
· وهذا مسند صحيح ظاهر جلي المعاني عن انس أيضا: ما صح عن محمد بن السري العسقلاني، قال: "صليت خلف المعتمر بن سليمان ما لا أحصي صلاة الصبح والمغرب، فكان يجهر ببسم الله الرحمن الرحيم قبل فاتحة الكتاب وبعدها للسورة. وسمعت المعتمر يقول: 'ما آلوا أن أقتدي بصلاة أبي، وقال أبي: ما آلوا أن أقتدي بصلاة أنس بن مالك.' وقال أنس بن مالك: 'ما آلو أن أقتدي بصلاة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)
· صح عن أم سلمه قولها: "كان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يقرأ ((بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ، الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ العالمين)) إلى آخرها - يقطعها حرفاً, حرفاً."
· وعن أم سلمه من طريق آخر إن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قرأ في الصلاة ((بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)) وعدها آية، ((الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ))آيتين، ((الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)) ثلاث آيات..." الحديث9
· ما صح عن نعيم المجمر قال: "كنت وراء أبي هريرة فقرأ ((بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)) ثم قرأ بأم الكتاب حتى بلغ ((وَلاَ الضَّالِّينَ))، قال: 'آمين'، فقال الناس: 'آمين'، فلما سلم قال: 'والذي نفسي بيده إني لأشبهكم صلاة برسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)."
· وعن أبي هريرة أيضاً، قال: "كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يجهر في الصلاة ببسم الله الرحمن الرحيم."
· ما صح - أيضاً - عن أنس بن، قال: "سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يجهر في الصلاة ببسم الله الرحمن الرحيم."
· وعن قتادة قال: "سئل أنس بن مالك كيف كانت قراءة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)؟ قال: 'كانت مداً ثم قرأ ((بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)) يمد الرحمن ويمد الرحيم،
· وعن حميد الطويل عن أنس بن مالك قال: "صليت خلف النبي وخلف أبي بكر وخلف عمر وخلف عثمان وخلف علي، فكلهم كانوا يجهرون بقراءة ((بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ))"
· وقد ذكر الرازي أن البيهقي روى الجهر بالبسملة في سننه عن عمر بن الخطاب وابن عمر وابن الزبير ثم قال الرازي: "وأما علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) كان يجهر بالبسملة فقد ثبت بالتواتر ومن اقتدى في دينه بعلي بن أبي طالب فقد اهتدى، والدليل عليه قول رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): 'اللهم أدر الحق مع علي حيث دار".
·
أخرج الثعلبي عن أبي هريرة قال: "كنت مع النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في المسجد إذ دخل رجل يصلي فافتتح الصلاة وتعوذ ثم قال: '((الحمد لله رب العالمين))' فسمع النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، فقال له: 'يا رجل قطعت على نفسك الصلاة، أما علمت أن ((بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)) من الحمد فمن تركها فقد ترك آية، ومن ترك آية فقد أفسد عليه صلاته؟'
ما قبل البسملة وما بعدها
ماذا كان الناس يكتبون قبل نزول الآية؟
أخرج عبد الرزاق وابن سعد وابن أبي شيبه وابن أبي حاتم عن الشعبي قال: كان أهل الجاهلية يكتبون "باسمك اللهم" فكتب النبي صلى الله عليه وسلم أول ما كتب: باسمك اللهم. حتى نزلت {بسم الله مجراها ومرساها} فكتب {بسم الله} ثم نزلت {ادعوا الله أو ادعوا الرحمن} (الرحمن)الآية 110] فكتب {بسم الله الرحمن} ثم أنزلت الآية التي في {طس...إنه من سليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم} فكتب {بسم الله الرحمن الرحيم}.
سنقف قليلا مع هذا الإخراج لنقف على حقيقة لا بد منها ولنبين بعون الله تعالى لماذا كانت بسملة محمد عليه السلام ببسم الذي خلق وليس ببسم الله .
يبين لنا حديث أبو حاتم الشعبي أن محمدا قبل النبوة لم يكن يعرف " الله" تعالى باسمه الأعظم, ولكنه كان يعرف أن له اله – رب , لا يعرف من هو ولا ما اسمه , فهل لهذا قال له جبريل عليه السلام " اقرأ باسم ربك" ألانه يعلم أنه له رب – خالق فكان " ربك الذي خلق" ولو قيل له " اقرأ بسم الله" لقال كما قال عيسى لمعلمه " وما الله" , إذا لم يكن كذلك . فلماذا لم يقل له جبريل مباشرة اقرأ بسم الله الرحمن الرحيم ؟ قال تعالى:" كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ [البقرة : 242] وفي القياس على هذه القضية نذكر أن الخمر لم يحرم نهائيا في صدر الإسلام, قال تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقْرَبُواْ الصَّلاَةَ وَأَنتُمْ سُكَارَى..."[النساء : 43] ورغم هذا فقد بين الله تعالى سبب هذا المنع فقال" اِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللّهِ وَعَنِ الصَّلاَةِ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ[المائدة : 91] ثم حسم الأمر بالتحريم النهائي " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ[المائدة : 90] هكذا تكون تربية الله تعالى لعبادة بما يطيقون " لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا ...[البقرة : 286] فلماذا لم تكن البسملة على هذا المقتضى في سورة العلق ؟
سيقول قائل تعليقا على كل هذه المحاولات , لا بأس في اعتقادنا بان البسملة آية من القرآن فذلك ثابت ولكنا لم نعتقد رغم كل ما ذكر آنفا آن البسملة من الفاتحة .فنقول :متفق عليه بثبوت القرآن أن البسملة كانت أول آية نزلت على محمد ولم يتلى عليه القرآن إلا بعد ذكرها بصيغة " باسم ربك الذي خلق" ولا خلاف على ذلك , فقد حسم أمر بسملة محمد ككل الأنبياء , وما لم يحسم هو صيغتها " بسم الله" فلماذا كانت " باسم الذي خلق " وليس بصيغة " بسم الله"؟ يبقى هذا هو هدفنا القائم الآن ولنرى :-
1. .... عن ابن عباس قال: (قام النبي صلى الله عليه وسلم بمكة فقال": ( بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ الْحَمْد لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ "فقالت قريش: دق الله فاك أو نحو هذا.
2. قال تعالى في محكم القرآن المجيد" وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى [الأعلى : 15] والفاء تفيد الترتيب والتبعية الفورية – ذكر اسم الله ثم صلى.
3. أقمنا الدليل القرآني على أن الأركان الخمس للإسلام الواجب ذكر اسم الله فيها لا تكون إلا بذكر الاسم الأعظم " الله" كما في شهادة التوحيد أول أركان الإسلام " لا اله إلا الله"
4. أقمنا بالدليل القرآني أن البسملة التي نزلت على جميع الأنبياء كانت" بسم الله ".وأقمنا الدليل على أن الله لم يفرق بين الأنبياء فيما أنزل عليهم.
5. أقمنا بالدليل القرآني على أن القرآن لم يتلى من جبريل على محمد إلا بعد أن بسمل " بسم ربك".
6. أقمنا بالدليل القرآني على أن البسملة نزلت على محمد كما نزلت على سابقيه بصيغة" بسم الله" ولكن في ثنايا السور.(هود والنمل).
7. أقمنا بالدليل القرآني أن ثاني أركان الإسلام " الصلاة" لا يكون إلا بالفاتحة.أقمنا بالدليل القرآني أن الفاتحة هي أم الكتاب , والكتاب لم يكن بين يدي الرسول إلا بالبسملة.
8. أثبتنا بالدليل أن الفاتحة هي سبع آيات مثاني وأنها دون البسملة لا تكون سبعا , فالبسملة أيتها الأولى.
9. أثبتنا بالدليل أن القرآن الكريم الذي رقم آياته صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم قد زينوا بسملة الفاتحة بالرقم 1.
10. أقمنا بالدليل القرآني أن الصلاة لا تبدأ إلا بذكر اسم الله .
فهل من قائل يقول أن البسملة يمكن أن يبقى عليها كل هذا الخلاف , فمن منكر لها آية من الفاتحة, إلى منكر للجهر بقراءتها في الصلاة,....فلماذا كل هذا الإنكار وهذا الإصرار على الجحود بحقها , ولم الإصرار على إخفاءها لمجرد الشك أنها آية من الفاتحة أم لا؟ لماذا كل ذلك حتى بات الكثير من أئمة المساجد يخفون قراءتها ولا يجهرون , وهي واجبة قبل كل قول أو مكاتبة أو عمل , في وقت بات فيه الجميع يمد القراءة بستة مدات لكلمة الضالين إجهارا في نهاية تلاوة الفاتحة ومنهم من يمد إلى ما شاء الله فيها طالبا من المأموم بهم الإطالة والترنيم في التأمين .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق