الخميس، 27 يوليو 2023

اهدنا الصراط المستقيم"


اهدنا الصراط المستقيم ....

  

The Way of those on Whom Thou hast bestowed Thy Grace, Those Whose (potion) Is not Wrath, And Who go not astray

 المفردات :-

·       صراط :- بينا المعنى بحمد الله في تفسير الآية السادسة من الفاتحة . ص 69

·       الذين أنعمت عليهم :- بين الله تعالى مسبقا فئة المنعم عليهم من الرسل والأنبياء والشهداء والمبشرين بالجنة , ووعد الأخرى ممن أمن وأتقى , وسنأتي على البيان بعون الله .

·       غير المغضوب عليهم :- وهم ذاتهم المشار إليهم في " الذين أنعمت عليهم" ويبين الله تعالى أولئك جليا " الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين" و لا قول بعد قوله .

·       و لا الضالين :- جاءت كلمة الضالين في القرآن خمس مرات , وهم العادون الملحدون والمشركين عصاة رب العالمين وجددهم البعض بيهود .

الذين أنعمت عليهم :-

 قوله تعالى : "ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا" والقول -  فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم يبين لنا تفصيل يستوجب الانتباه فمن يطع الله ورسوله يكن ( مع) والمعية هنا شاملة والله أعلم , بدليل قوله " حسن أولئك رفيقا" , . فالآية تقتضي أن هؤلاء المطيعين لله ولرسوله يكونون على صراط المنعم عليهم أي المستقيم.

 "غير المغضوب عليهم "  والغضب في اللغة الشدة ورجل غضوب أي شديد الخلق والغضوب : الحية الخبيثة لشدتها  ومعنى الغضب في صفة الله تعالى إرادة العقوبة

هم ذاتهم المنعم عليهم ونستثني المغضوب عليهم فنقول هم : ليسوا بالمؤمنين و لا المتقين , فالغضب الإلهي لا يكون على أولئك وأن كان منهم آثمون وإلا لما كانت المغفرة والتوبة الإلهية حق على الله فالغضب لا يكون معه مغفرة لأنه استهلك التوبة .فقد قال الله تعالى في يهود :- "وباءوا بغضب من الله" وقال : "وغضب الله عليهم" فأولئك ببيان القرآن هم المغضوب عليهم .

الضالين :-

 الضلال في كلام العرب هو الذهاب عن سنن القصد وطريق الحق ، ومنه : ضل اللبن في الماء أي غاب . ومنه : " أئذا ضللنا في الأرض " أي غبنا بالموت وصرنا تراباً ،قال الله تعالى في بيان الضالين :- " "قد ضلوا من قبل وأضلوا كثيرا وضلوا عن سواء السبيل" ولنرى معنى الضالين في القرآن العظيم:-

 قال تعالى:- " فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغاً قَالَ هَـذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي لأكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ [الأنعام : 77]  فذلك إبراهيم عليه السلام يبحث عن ربه و يقول ان عدم معرفة الرب هو الضلال .

وهذا موسى علية السلام يقول لفرعون الطاغية أني حين قتلت من قتلت فقد كنت حينها من الضالين " قَالَ فَعَلْتُهَا إِذاً وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ [الشعراء : 20] أي لم أكن على النبوة والحق حين فعلتها ولم أكن من المتقين .

وهذا إبراهيم عليه السلام يدعو ربه أن يغفر لأبيه ويقر انه كان من الضالين - أي عبدت الأوثان - وَاغْفِرْ لِأَبِي إِنَّهُ كَانَ مِنَ الضَّالِّينَ الشورى (86) .

 وذلك قول الله تعالى :"وَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ " الواقعة (92) يبين لنا سبحانه أن المكذبين هم الضالين ولم يقل جل وعلا أنهم - من - الضالين, فالضالون إذن هم المكذبين وبدليل آخر "  وَمِنْهُم مَّنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلالَةُ فَسِيرُواْ فِي الأَرْضِ فَانظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ [النحل : 36]وعلينا أن نتدبر من هم بإمرة تعالى :

فهنا قول الله تعالى للمزمل - أي محمد صلى الله عليه وسلم:- " وَذَرْنِي وَالْمُكَذِّبِينَ أُولِي النَّعْمَةِ وَمَهِّلْهُمْ قَلِيلاً " وهؤلاء هم اليهود .

وهذا قول الله تعالى:- " وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَآؤُوْاْ بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ  [البقرة : 61] وأولئك قوم موسى الذين عصوه في سيناء - هم يهود .وتكرارا يبين القرآن:- وَبَآؤُوا بِغَضَبٍ مِّنَ اللّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ .."َ [آل عمران : 112] اليهود مرة أخرى .وأخيرا هم يهود " مَن لَّعَنَهُ اللّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ ...ِ [المائدة : 60] فهم من كان منهم القردة والخنازير بعد السبت والعياذ بالله .إِنَّ الَّذِينَ اتَّخَذُواْ الْعِجْلَ سَيَنَالُهُمْ غَضَبٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَذِلَّةٌ[الأعراف : 152]

 فهل غير اليهود ؟

  سبع فئات أخرى من الناس نالوا غضب الله فكانوا مع الضالين :-

 1. نعم فهنا مغضوب عليه فردا أو جماعة من غير اليهود ينال غضب الله لغير كفر أنه قاتل المؤمن قال تعالى:- " وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُّتَعَمِّداً فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ ... [النساء : 93].

2. ومن المغضوب عليهم أيضا عبدت الطاغوت :- " مَن لَّعَنَهُ اللّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ " [المائدة : 60].

 3. الهارب من ساحات الجهاد في سبيل الله : - " وَمَن يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلاَّ مُتَحَرِّفاً لِّقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزاً إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاء بِغَضَبٍ مِّنَ اللّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ[الأنفال : 16]

4. وأيضا المنقلبون عن الدين :- مَن كَفَرَ بِاللّهِ مِن بَعْدِ إيمَانِهِ إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ وَلَـكِن مَّن شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْراً فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِّنَ اللّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ [النحل : 106]

5. الطاغين في التصرف بنعم الله من مرتشين وعابثين بأموال وحقوق الناس , طغاة ضالين :- كُلُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَلَا تَطْغَوْا فِيهِ فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي وَمَن يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوَى [طه : 81].

6. الزوجة الخائنة الزانية من الضالين :- " وَالْخَامِسَةَ أَنَّ غَضَبَ اللَّهِ عَلَيْهَا إِن كَانَ مِنَ الصَّادِقِينَ [النور : 9] .

7. المنافين أيضا مع الضالين  وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيراً [الفتح : 6]

وعليه نقول والله المستعان أن الضالين هم كل من خرج السبيل الحق أي الصراط المستقيم "  "قد ضلوا من قبل وأضلوا كثيرا وضلوا عن سواء السبيل" وهم كثر ذكرنا منها مستدلين بالقرآن :-

اليهود - والنصارى كأمم خرجت عن الحق بتحريف الكتب السماوية وعدم الانصياع لخاتم النبيين بدخولهم الإسلام. وشملت كل الملحدين والمشركين وعبدت الطاغوت على سبيل العقيدة الضالة.

ومن الضالين كل من باء بغضب الله ومنهم : المتهرب من الجهاد سواء من دخله وهرب أو من لم ينوي الجهاد أصلا , المسلم إذا انقلب عن الإسلام , الطغاة في الحكم والمرتشين وآكلي حقوق الناس, الزوجة الخائنة لزوجها, المنافقين بكل فئاتهم . الفاسقون الذين يرمون المحصنات, الزوج الذي يرمي زوجته بالفاحشة كاذبا,لَوْلَا جَاؤُوا عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاء فَإِذْ لَمْ يَأْتُوا بِالشُّهَدَاء فَأُوْلَئِكَ عِندَ اللَّهِ هُمُ الْكَاذِبُونَ [النور : 13] ... والله سبحانه أعلم وأصدق .

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق