الأسماك والطير والحيوان ترصد الزلازل
عطية مرجان ابوزر
قال الله تعالى: (أَلَمْ
تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَن فِى السَّمَاوَاتِ وَمَن فِى
الأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ
وَالدَّوَآبُّ وَكَثِيرٌ مّنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ
الْعَذَابُ وَمَن يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن مُّكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ
يَفْعَلُ مَا يَشَآءُ)الحج: 18،
أمام هذا المشهد العظيم يقف الإنسان شاذٌّا في ناموس الكون العظيم والذي يقول فيه ربه " وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ [سبأ : 13], فقد سبح لله :- الحجر والمدر، والدواب، والسحاب, الشجر والمطر، والليل والنهار، والظلمات والنور، والجنة والنار، والزمان والمكان، والعنصر والأركان، والأرواح والأجسام؟؟(سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِى السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ).
ما ورد في صحيح البخاري عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ حين قالت: (دخلَتْ
عليَّ عجوزان من عُجُز يهود المدينة، فقالتا لي: إن أهل القبور يعذبون في
قبورهم! فكذّبتهما ولم أنعم أن أصدقهما، فخرجتا، ودخل عليّ النبيّ ـ صلى
الله عليه وسلم ـ فقلت: يا رسول الله، إن عجوزين....، وذكرت له الخبر،
فقال: (صدقتا، إنهم يعذّبون عذابًا تسمعه البهائم كلها)، فما رأيته بعدُ في
صلاة إلا يتعوذ من عذاب القبر.
بل
لقد صرّح ـ صلى الله عليه وسلم ـ في حديث آخر أن لدى بعض الحيوانات مقدرة
خارقة على رؤية ما لا يستطيع البشر رؤيته بحواسهم حيث قال ـ صلى الله عليه
وسلم: (إذا سمعتم أصوات الديكة فسلوا الله من فضله فإنها رأت مَلَكًا، وإذا سمعتم نهيق الحمير فتعوّذوا بالله من الشيطان، فإنها رأت شيطانًا).
الإعجاز العلمي :-

في السادس من أيار لعام 1976م وفي مدينة (فريولي) الإيطالية ارتفعت أصوات الحيوانات فجأة ودونما سبب ظاهر؛ الكلاب تنبح وتجري هنا وهناك، القطط مذعورة، الفئران تملأ الأزقة، الجياد والأبقار هائجة وعصبية، الطيور ضاربة بأجنحتها ومطلقة صرخات تبدي منها الفزع، وما إن حلّت الساعة التاسعة من تلك الليلة حتى شعر السكان بالأرض تميد من تحت أقدامهم، وما هي إلا ثوان معدودات حتى ضرب زلزال عظيم المنطقة مخلّفًا وراءه ما يزيد على ألف قتيل من السكان !.
لقد أثار هذا الحادث وأمثاله اهتمام ودراسة عدد من العلماء،وقد بات الأمر جليٌّا في حتمية وجود غرائز خفية للحيوانات تزوّدها بنوع استشعار لا يدركه البشر بحواسهم المحدودة وأجهزتهم المعقدة الحديثة.
لقد
بات اليابانيون يدركون ـ بعد تعرّض اليابان للعديد من الهزات الأرضية ـ أن
تصرف (سمك الزينة) يفوق في هذا المجال أكثر آلات الرصد دقة، فقبل وقوع
الزلزال بساعات يصاب هذا النوع من الأسماك بحالات غريبة من اضطراب في
السلوك وذعر، ثم تأخذ بالدوران والاندفاع داخل أحواضها اندفاعًا جنونيٌّا
!!
إن
هذه التصرفات ـ بلا شك ـ تنم عن وجود غرائز كامنة مركّبة في هذه
الحيوانات، وهي التي تدفعها إلى استشعار ما قد يعجز البشر عن إدراكه
بحواسهم الضعيفة، لقد زوّد الخالق الحكيم ـ سبحانه ـ هذه الكائنات بمثل تلك
الغرائز بطريقة تبعث على الدهشة والإعجاب معًا، وتتجلى الحكمة والقدرة
العظيمة ـ لكن بوضوح أكثر وبصورة مدهشة لا يدرك كنهها العقل البشري القاصر ـ
في سلوك الطيور والحيوان والزواحف - ذلك
أن هذه الصغار ـ بعد أن تخرج من البيض ـ لا تملك أي وسيلة لتعرف بها أي
شيء من حولها سوى أن تعود أدراجها، وتسلك الطريق نفسه الذي جاءت منه
أمهاتها، فتقاوم في سبيل ذلك التيارات القوية والأمواج العاتية المتلاطمة
وتقطع كل هذه المسافات الطويلة التي تعجز عن تحملها أجسامها الصغيرة، ثم
تتوزع إلى كل نهر أو بحيرة أو بركة صغيرة في موطنها الأصلي، ولهذا يظل كل
جزء من الماء آهلاً بثعابين البحار!!
وصدق الله القائل: (سَنُرِيهِمْ
ءَايَاتِنَا فِى الآفَاقِ وَفِى أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ
أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَىْءٍ
شَهِيدٌ)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق