
يدعي
أصحاب الجماعات والأحزاب أن الغرض من إقامة الدولة هو إقامة للدين ,
وبادعائهم أن أنشاء الدولة يكون لغرض الدين فهم بهذا يقرون بأن الدين وسيلة
لغرض إقامة الدولة , بدليل تجمعهم تحت ستار الدين ورفع شعاراتهم من وحيه
واستغلال الكثير من آيات القرآن المتشابهة لتأويلها كما يتطلب النهج الذي
نهجوه ,وهم في هذه الحالة إنما يقرون بان غرضهم دنيوي لا ديني , وهم بهذا
يستغلون الدين لصالح الدنيا لا العكس , أي تطويع الدين , وجعله وسيلة لبلوغ
مصالح الدنيا, وهذا الأمر يتطلب بالضرورة تأويل ما في المراجع الدينية
كالقرآن والسنة لما يخدم غاياتهم بما فيه من مخالفات تؤدي بالضرورة إلى
العصيان الرباني بما يمكن أن يكون فيه من تحريم لحلال لا يتطابق وأهوائهم
أو تحليل لمحرم يخدم أهدافهم,, والمعلوم في العقيدة أن الأصل في الدين هو
العبادة لله وما دون ذلك فروعا لتنظيم علاقة الإنسان -الخليفة -
بالمُستخلف فيه أي ما في الدنيا . وعلى هذا المفهوم يكون استخدام الدين
السياسي ( الدين الدولة) عند الجماعات الإسلامية الهادفة للدولة والخلافة
وهما سيان - مجرد واسطة لبلوغ غاية - وبما أن المعلوم أن الواسطة تزول عند
بلوغ الغاية كقولك مثلا - ثورة حتى التحرير - فمتى بلغت التحرير وجب انتهاء
الثورة , أما الغاية فتبقى بمعنى إنه إذا كان الدين وسيلة لبلوغ الدولة
فان حكمة الزوال بعد قيام الدولة , وإن كان الدين وسيلة لبلوغ الخلافة
فحكمة الزوال بعد بلوغ الخلافة, لذلك كانت رسالة محمد النبي هي الوسيلة
لبلوغ ( الدين) لا الدولة , وما أقامة صلوات الله عليه من دولة في المدينة
المنورة بعد الهجرة كان فيه اتخاذ الدولة وسيلة لحفظ الدين واستمرار
التبشير به, وعليه كانت هذه الدولة قابلة للزوال كونها وسيلة لاغاية , وقد
زالت بالفعل من بعده لضرورات التطور المجتمعي المدني, وبقي لفظ الخليفة
والخلافة بمعنى قائد الدولة , بعد بثبوت الدين كأمانة يحافظ عليها المسلمون
كافة كونهم هم -الخليفة - بجمعهم لا بالتفرد , وقول الله تعالى " إني جاعل
في الأرض خليفة - كان مراده آدم وذريته من المؤمنين جميعا بناء على عقد
آدم مع ربه الكائن بعد حمله للأمانة.
زالت الدولة الإسلامية في المدينة ولم تكن الخلافة من بعده صلوات الله عليه إلا صراعات وسفك دماء لأنها باتت غاية بحد ذاتها , وكان مقتل علي بن أبي طالب رضي الله عنه أول شاهد على أن طلب الخلافة كان غاية وأن وسيلة نيلها تطلب سفك الدماء , وذلك بمجمله محرم في الشريعة الإسلامية ولذا نقول أن طلب الخلافة من خلال إقامة الجماعات والأحزاب والتي يتطلب قيامها وجود شروط ونظم أقلها تكفير من لا ينتمي إليها ومن شعاراتها السيوف والموُئل من القرآن كمثل قولهم " وأعدوا" وانتهاج العمل والإعداد الباطني المتطلب (الكذب) بالضرورة مما يدفعهم لتحليل المحرم وخلق اصطلاح التقية لستر جريمة هذا التحليل للمحرم, وما إلي ذلك من إطلاق الصفات على أنفسهم بما يكون فيها من تزكية على الله كقولهم أنهم "ربانيون" وأن تنظيمهم" رباني " وأن قتلاهم في الصراع وإن كان مع مسلمين موحدين " شهداء" أو استغلالهم آيات القرآن كمثل قولهم في الدعوة إلى مهرجاناتهم " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم.."[الأنفال : 24] تلويحا للسامعين والمدعوين بأنهم وكلاء الله ورسوله , يقترفون آلاف المحرمات في صراع مرير مع الدين لغاية الدنيا ,وهم لا يفتئون يرددون " هي لله هي لله " ولا تكاد تفهم ما أَفَغَيْرَ دِينِ اللّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ [آل عمران : 83] فتجد أنهم يحملون راية لا يفقهون ما فيها ولا ما عليها , لا يفقهون معنى ولا تأويل ما يدعون أنهم يموتون لأجله أو ما يحيون لأجله ؟! وعلي هذا يكون سعي الجماعات المعاصرة للخلافة كغاية مخالف لنهج الدين والنبوة بل عصيان لله ورسوله على اعتبار أن كل مخالف لشريعة الله هو عصيان, فجاز القول في جماعاتهم جماعة العصاة المجرمون.
المقصود "بهي" ,حتى تُفاجأ بقول آخر " الإسلام هو الحل " فتذهب لقواميس اللغة بحثا عن معنى الإسلام فتجده هو دين الملائكة والرسل والأنبياء على إطلاقهم , فلا تفهم لهذا القول دلالة أيضا , وهو يقصد أن معاداة الإسلام للمسيحية هو الحل فيصير قولهم بالتأويل الشرعي لمعنى الإسلام " أن حرب الإسلام ضد الإسلام هو الحل " على اعتبار أن دين المسيحية هو من الإسلام
تشهد البشرية أن وسائل دنيوية ضخمة جدا قد زالت وباتت مجرد كلمات في كتب
التاريخ أو مواد محفوظة في المتاحف بعد أن أدت الغاية منها وهيمنت عليها
وسائل أحدث منها لأزمنة أحدث , وتلك سنة الله في الأرض , سنة الاستبدال
والتطور, فالديناصور الزائل من الأرض الباقي بآثاره للعبرة والدرس كان
لازما في زمن استخلاف الجن في الأرض , وبات غير مقبول في زمن استخلاف الناس
للأرض , ومن جملة ما زال وأندثر الدول الدينية أيضا مسيحية ومحمدية بعدما
أدت غرضها في زمنها ومكانها , وأصبح هناك ما هو أنسب منها لقيادة المجتمعات
البشرية , ومثلها الدولة الإسلامية المحمدية التي نشأت في المدينة المنورة
والتي كان غرضها إبادة الأوثان وعابديها ,وإقامة دين الله تعالى, وقد حققت
هذه الدولة غايتها بعد أن دخل الناس في دين الله أفواجا , فبات المسلمون
من أمة محمد حوالي المليارين عددا في أرجاء الأرض اليوم كنتاج تاريخي لهذه
الدولة ,ولم يعد هناك خطر علي دين محمد لا من صناديد قريش ولا من جبروت
الشيوعية الزائلة , وبات الناس باختلاف عقائدهم ودياناتهم يحترم كل منهم
الآخر ويتعايش معه, دون تطاحن ديني , فبات المسلم قادر على ممارسة شعائر
ومناسك دينه في أي بقعة من الأرض وإن خالف أهلها دينه ومعتقده ( إلا ما قل
من بعض العصبيات الهمجية كشواذ للقاعدة العامة) ولولا اضطهاد قريش للنبي
ومن اتبعه آنذاك لما كان من سبب لهجرته إلى المدينة و ولما صارع أحدا
لإجباره على إتباعه, فتشريع الله كان ولازال وسيبقى, والسبب جلي واضح وهو
أنه " قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ... [البقرة : 256] فلا
تشريع لمسلم أو جماعة إسلامية لقتال أحد لإجباره على اعتقاد دين محمد (ص)
فلولا تعرض قريش لمحمد (ص) ومن معه و منعهم من الحج إلى بيت الله - الكعبة -
كفريضة ربانية لما أحتاج عليه صلوات الله إلى مقارعتهم لإخضاعهم .فالله
غني عن العالمين, فلا تشريع قرآني للقتال مع أحد ولا تكفير لأحد إلا
استثناء مع من يقاتل المؤمنين ليخرجهم من ديارهم." وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِن شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ ..." [الشورى : 10] ,
بينما يصر مؤسسي الجماعات والأحزاب الدينية على تحريف الكلم عن مواضعه مؤولين الدين على هواهم , فيجعلوا من أنفسهم خلفاء ليحكموا فيما أمر الله أن ليدعوه له ليحكم فيه فلا يريدون أن يدعوا لله شيء كونهم الربانيون وكلاءه والعياذ بالله مما يدعون عليه سبحانه.أو كما يؤولون الآية " وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلّه ِ[البقرة : 193] وتأويلهم يكون على الوجهة السياسية لا الدينية وبما يوافق أهوائهم ,والبيان الرباني يقول أن القتال يكون منعا للفتنة لا من أجل القتال كغاية في حين أنهم ينشرون الفتنة في المجتمعات الإسلامية ويقاتلون لاشتعالها. وسبحان القائل "فَإِنِ انتَهَواْ فَلاَ عُدْوَانَ إِلاَّ عَلَى الظَّالِمِينَ [البقرة : 193] وكيف تنتهي الفتن وهم يرفعون رايات تحمل رسم السيوف وتدعوا للإعداد ومنهم جماعات وأحزاب عمرها زاد على الثمانون عاما وأرض المقدسات فلسطين جرى احتلالها في عهدهم وأحرق الأقصى في عهدهم وهودت القدس في عهدهم ولم يرى لهم مراقب جهد ولا جهاد تحت راية أعدوا ولا تحت راية التحرير ذلك الحزب الذي عطل فريضة الجهاد بانتظار الخليفة ولم نجد في كتاب الله ولا في سنة نبيه و لا مجرد دلالة واحدة تقول بهذا التعطيل فكأنهم أضافوا كلامهم إلى كلام الله الذي فرض الجهاد ضد من أخرجوكم من دياركم فكان لهذا الحزب معارضته لله تعالى بقوله لا جهاد ضد من أخرجونا من ديارنا إلا مشروطا يا ربنا وشرطنا أن نقيم خليفة ثم على الخليفة أن يلتزم بفريضتك أما نحن فإنا هنا قاعدون .
زالت الدولة الإسلامية في المدينة ولم تكن الخلافة من بعده صلوات الله عليه إلا صراعات وسفك دماء لأنها باتت غاية بحد ذاتها , وكان مقتل علي بن أبي طالب رضي الله عنه أول شاهد على أن طلب الخلافة كان غاية وأن وسيلة نيلها تطلب سفك الدماء , وذلك بمجمله محرم في الشريعة الإسلامية ولذا نقول أن طلب الخلافة من خلال إقامة الجماعات والأحزاب والتي يتطلب قيامها وجود شروط ونظم أقلها تكفير من لا ينتمي إليها ومن شعاراتها السيوف والموُئل من القرآن كمثل قولهم " وأعدوا" وانتهاج العمل والإعداد الباطني المتطلب (الكذب) بالضرورة مما يدفعهم لتحليل المحرم وخلق اصطلاح التقية لستر جريمة هذا التحليل للمحرم, وما إلي ذلك من إطلاق الصفات على أنفسهم بما يكون فيها من تزكية على الله كقولهم أنهم "ربانيون" وأن تنظيمهم" رباني " وأن قتلاهم في الصراع وإن كان مع مسلمين موحدين " شهداء" أو استغلالهم آيات القرآن كمثل قولهم في الدعوة إلى مهرجاناتهم " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم.."[الأنفال : 24] تلويحا للسامعين والمدعوين بأنهم وكلاء الله ورسوله , يقترفون آلاف المحرمات في صراع مرير مع الدين لغاية الدنيا ,وهم لا يفتئون يرددون " هي لله هي لله " ولا تكاد تفهم ما أَفَغَيْرَ دِينِ اللّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ [آل عمران : 83] فتجد أنهم يحملون راية لا يفقهون ما فيها ولا ما عليها , لا يفقهون معنى ولا تأويل ما يدعون أنهم يموتون لأجله أو ما يحيون لأجله ؟! وعلي هذا يكون سعي الجماعات المعاصرة للخلافة كغاية مخالف لنهج الدين والنبوة بل عصيان لله ورسوله على اعتبار أن كل مخالف لشريعة الله هو عصيان, فجاز القول في جماعاتهم جماعة العصاة المجرمون.
المقصود "بهي" ,حتى تُفاجأ بقول آخر " الإسلام هو الحل " فتذهب لقواميس اللغة بحثا عن معنى الإسلام فتجده هو دين الملائكة والرسل والأنبياء على إطلاقهم , فلا تفهم لهذا القول دلالة أيضا , وهو يقصد أن معاداة الإسلام للمسيحية هو الحل فيصير قولهم بالتأويل الشرعي لمعنى الإسلام " أن حرب الإسلام ضد الإسلام هو الحل " على اعتبار أن دين المسيحية هو من الإسلام

بينما يصر مؤسسي الجماعات والأحزاب الدينية على تحريف الكلم عن مواضعه مؤولين الدين على هواهم , فيجعلوا من أنفسهم خلفاء ليحكموا فيما أمر الله أن ليدعوه له ليحكم فيه فلا يريدون أن يدعوا لله شيء كونهم الربانيون وكلاءه والعياذ بالله مما يدعون عليه سبحانه.أو كما يؤولون الآية " وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلّه ِ[البقرة : 193] وتأويلهم يكون على الوجهة السياسية لا الدينية وبما يوافق أهوائهم ,والبيان الرباني يقول أن القتال يكون منعا للفتنة لا من أجل القتال كغاية في حين أنهم ينشرون الفتنة في المجتمعات الإسلامية ويقاتلون لاشتعالها. وسبحان القائل "فَإِنِ انتَهَواْ فَلاَ عُدْوَانَ إِلاَّ عَلَى الظَّالِمِينَ [البقرة : 193] وكيف تنتهي الفتن وهم يرفعون رايات تحمل رسم السيوف وتدعوا للإعداد ومنهم جماعات وأحزاب عمرها زاد على الثمانون عاما وأرض المقدسات فلسطين جرى احتلالها في عهدهم وأحرق الأقصى في عهدهم وهودت القدس في عهدهم ولم يرى لهم مراقب جهد ولا جهاد تحت راية أعدوا ولا تحت راية التحرير ذلك الحزب الذي عطل فريضة الجهاد بانتظار الخليفة ولم نجد في كتاب الله ولا في سنة نبيه و لا مجرد دلالة واحدة تقول بهذا التعطيل فكأنهم أضافوا كلامهم إلى كلام الله الذي فرض الجهاد ضد من أخرجوكم من دياركم فكان لهذا الحزب معارضته لله تعالى بقوله لا جهاد ضد من أخرجونا من ديارنا إلا مشروطا يا ربنا وشرطنا أن نقيم خليفة ثم على الخليفة أن يلتزم بفريضتك أما نحن فإنا هنا قاعدون .
هذا القرآن أوجب القتال المقيد بالزمان والمكان والسبب فقال" وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ [البقرة : 190] ونهى في ذات الآية قاتلا "وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبِّ الْمُعْتَدِينَ [البقرة : 190]" وهذا
الشرط كان سابقا دوما لجميع آيات القتال الواردة في القرآن, ولذا نقول أن
من سخر الدين لغاية الدولة فإنما ينقض الدين بتسخيره لغاية دنيوية, فكأنهم
يريدون من الدين أن يوافق غاياتهم ,إنهم ما يفتأوون يرددون آيات قرآنية
بعينها يروون فيها ما يخدم تأويله غاياتهم ومنها :-
" وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ...[آل عمران : 85] وتأويلهم
لا يخرج عن فهمهم بان الإسلام هو دين محمد فقط , علما أن الإسلام هو كل
دين كان في السماوات والأرض دين الملائكة ودين آدم ودين الجن قبل الإنس وهو
من إبراهيم عليه السلام إلى محمد (ص) وَلَهُ أَسْلَمَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ" فكل الدين عند الله هو إسلام وليس كما يفهم هؤلاء المتأسلمون قال تعالى " إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ .."[آل عمران : 19] والآيات التي تبين أن الإسلام هو دين كل الأنبياء كثيرة نأخذ منها :

على
هذا يكون تأويل أولئك باطلا في قولهم أن الإسلام هو دين محمد دون سواه, بل
هو شامل أهل الكتاب , فيثبت لنا من القرآن الرد على مهوسي التعصب على غير
الهدى الحق , المدعين إرادتهم إقامة الدين بتأويل الآيات القرآنية على
هواهم , والأصل في تأويلها الروحانية المرتفعة عن القتال دون مبرر , وهوس
الحزبيات المعُكر لصفو الإيمان الحقيقي قال تعالى" لَّيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ.." [النساء : 123]
فالإسلام لم يكن لطلبة الغلبة والاضطهاد لدى أي نبي مسلم , وما فُرضت الحرب في القرآن إلا لرفع راية الله والحفاظ عليها وما أجمل أن تكون بيضاء عليها رسم الزيتون بدلا من السيوف فماذا يعني رسم شعار الجماعات الإسلامية للسيوف ؟ّ! وما يعنى تكفيرها للمسلمين الذين ليسوا منهم ولا من أنصارهم أذلك دين جديد غير الدين الذي عليه عامة المؤمنين ؟! إن دين الله قائم والمساجد تعمر الأرض والحج يبلغه الملايين من المؤمنين من أقطار الأرض, وبلاد الإسلام قوية و لايوجد منها من هو بدستوره وتشريعاته على الإسلام فما الحاجة لتشريعات الجماعات والأحزاب وإعدادها للسيوف لمقاتلة ( المسلمون) لا غيرهم , فتلك فلسطين المقدسة محتلة وقد أحرج محتلوها أهلها منها فحق الجهاد ضدهم ولكن الجهاد معطل رغم أمر الله به فأمر الجماعة بانتظار الخلافة من باكستان لا من منبت الإسلام ولا من حيث مسرى الرسول كان فوق أمر الله والعياذ بالله منهم على ما يدعون.
فالإسلام لم يكن لطلبة الغلبة والاضطهاد لدى أي نبي مسلم , وما فُرضت الحرب في القرآن إلا لرفع راية الله والحفاظ عليها وما أجمل أن تكون بيضاء عليها رسم الزيتون بدلا من السيوف فماذا يعني رسم شعار الجماعات الإسلامية للسيوف ؟ّ! وما يعنى تكفيرها للمسلمين الذين ليسوا منهم ولا من أنصارهم أذلك دين جديد غير الدين الذي عليه عامة المؤمنين ؟! إن دين الله قائم والمساجد تعمر الأرض والحج يبلغه الملايين من المؤمنين من أقطار الأرض, وبلاد الإسلام قوية و لايوجد منها من هو بدستوره وتشريعاته على الإسلام فما الحاجة لتشريعات الجماعات والأحزاب وإعدادها للسيوف لمقاتلة ( المسلمون) لا غيرهم , فتلك فلسطين المقدسة محتلة وقد أحرج محتلوها أهلها منها فحق الجهاد ضدهم ولكن الجهاد معطل رغم أمر الله به فأمر الجماعة بانتظار الخلافة من باكستان لا من منبت الإسلام ولا من حيث مسرى الرسول كان فوق أمر الله والعياذ بالله منهم على ما يدعون.
والمأساة
أن بعض هذه الأحزاب تدعو إلى عودة الخلافة العثمانية رغم المعلوم من شأنها
, فحين كانت تلك الخلافة في أوجها لم يكن للرابطة الدينية من غرض في
الدنيا غير تسخير الشعوب الإسلامية وشبابها من فلسطين والأردن والشام
والعراق ولبنان وغيرها إلا لخدمة مصلحة تركيا النظام فقط لا الإسلام , ولم
تكن تجد عربيا مسلما في موقع قيادي في الخلافة العثمانية ذو صلاحيات ولم
تسمع بقتيل تركي في معارك الدولة مع الألمان ولا الفرنسيين ولا الانجليز
ولا سواهم وتلك المعارك التي زجت الخلافة الإسلامية بشبابنا فيها لم تكن
لصالح الإسلام ولا الخلافة ذاتها وما كانت إلا نصرة وانتقاما في الغالب
.وقد اقتصرت الخلافة وأركان الدولة في الأتراك فلم تنشر تلك الخلافة أمنا
ولا آمنا للمسلمين ( لغير الأتراك) بل دفعت بهم إلى محرقة حروبها دون أبناءها .
في
غياب المصداقية والعمل في ظل ما يسمى "التقية" لدى الجماعات المسماة
بالإسلامية يصعب الكشف عن طبيعة مؤسسات الدولة الباطنية لمثل هذه الجماعات
دون اختراقهم في حين أنك تشهد العجب إذا ما تتبعت أقوالهم وأعمالهم
الظاهرة فمنهم من يقول بالجهاد ومنهم من ينكره, ومن قال بالجهاد ضد اليهود
والنصارى تحالف مع أعداء الله من الشيوعيون والشيعة المجوس أشد أعداء الله
ولم نسمع في تاريخ الإسلام بخبر عن تحالف المسلمين مع أعداء الله وإن علمنا
عن عهود مع كفرة ومنافقين لا تحالف فكيف يكون هؤلاء بثقافة الحلف مع أعداء
الله وهم يدعون صراعهم مع أعداء الله ؟ يحتج بعض هؤلاء لتبرير القتال ضد من كفروهم من المسلمين من أمة محمد وأهل الكتاب بتأويل الآية " قَاتِلُواْ
الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلاَ
يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ
الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُواْ الْجِزْيَةَ
عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ
[التوبة : 29] وللرد
على هؤلاء نقول أن هذه الآية مقيدة بزمنها وبالحال الموافق لهذا الزمن ,
أي أنها " ظرفية الفريضة " فهي من قسم نقض العهد من سورة الأنفال, التي كثر
فيها التحريض على القتال وأما دفع الجزية فدلالاته واضحة قوامها البدل ,
فدفع الجزية كان بدلا من إجبار أهل الكتاب عن التفريط بدينهم والدخول في
دين محمد ,وذلك دليل ضمني على منع قتالهم , وأما الحض على قتالهم فكان في
ظرف زمان معاونة هذه الثلة من أهل الكتاب للكفار من الأعراب على محاربة دين
محمد, ونستدل بالقرآن في الآيات الكريمة : "وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لآمَنَ مَن فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ [يونس : 99] لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ ...[البقرة : 256]
![]() |
ابو بكر البغدادي الخليفة الداعشي الذي حلل "ذبح" الانسان بالسكين نموذج من خلفاء العصر |
مصيبة
الدين والمؤمنون كانت دائما في أهل الجماعات والأحزاب الذين يريدون أن
يجعلوا من اجتهادهم في مقام الوحي والنبوة ويطالبون المؤمنين ترك النص
بظاهره والتعويل على اجتهادهم هم في تأويل آيات القرآن بما يتناسب
وأغراضهم. والحق الثابت شرعا أن لا قتال إلا ضد من أعتدي وأخرج المسلمون من
ديارهم وما كان من الآيات القرآنية حول القتال والجهاد جلي ظاهر لمن تدبر
وليس لمن أول على هواه , الجهاد ضد اليهود الذين احتلوا فلسطين فرض كفاية
على من استطاع بالنفس والمال وهو فرض على كل مسلم مسيحي ومحمدي لان المحتل
في فلسطين مقدسات وأرض لكليهما وهذا الاحتلال احتلال سياسي لا ديني وإن
ادعى اليهود أنها أرض الميعاد فلؤلئك شأنهم كدعاة الجماعات الدينية دعاوى
سياسية تحت ستار ديني .
الأصل في فريضة القتال : ما بين شريعة الله والتشريع الوضعي للجماعات المتأسلمة :-
كان
القتال في القرآن فريضة في أزمنة وظروف تطلبت القتال ومقيد بشروط تبين
أسبابه وكيفيته , فكان في البداية ( في العهد المكي) لسبب إقامة الدين
باستئصال الوثنية من مجتمعات قاسية شرسة كان القتال والسيف فيها من مقومات
الحياة الأساس, وكان وسيلة من وسائل الإقناع في شعب عنيد سيطرت عليه عقلية
الصحراء القاسية ومن ذلك مثلا أبا جهل وهو عم الرسول الذي كان من أشد
أعداءه والذي نزلت فيه سورة خاصة تقول " تَبَّتْ
يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ (1) مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ
(2) سَيَصْلَى نَاراً ذَاتَ لَهَبٍ (3) وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ
(4) فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِّن مَّسَدٍ (5) وهي
سورة مكية بُشر فيها أبي لهب وزوجه بجهنم وهم أحياء يرزقون ولشدة عنادهم
لم يرتدوا عن كفرهم , ومن ذلك ما كان من منع قريش للنبي من الحج إلى بيته
الحرام بينما هو في المدينة فنزلت الآيات تحض على قتالهم لكسر شوكة عنادهم
كما قوله تعالى " قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ [التوبة : 14] ثم توالت الآيات القرآنية التي تحد وتقيد من التعميم في القتال كمثل قوله تعالى "وَاقْتُلُوهُمْ
حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُم مِّنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ
وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ وَلاَ تُقَاتِلُوهُمْ عِندَ
الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حَتَّى يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ فَإِن قَاتَلُوكُمْ
فَاقْتُلُوهُمْ كَذَلِكَ جَزَاء الْكَافِرِينَ [البقرة : 191] قيدت
هذه الآية من التعميم بوجوب القتال لسبب فقالت "وَأَخْرِجُوهُم مِّنْ
حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ " فالقتال هنا كان لسبب إخراج الكفار للمؤمنين من
ديارهم , ثم تابعت ذات الآية قولها "وَلاَ تُقَاتِلُوهُمْ عِندَ
الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حَتَّى يُقَاتِلُوكُمْ " مشترطة بدء الكفار بالقتال
, ثم قيدت في المزيد فقالت "َإِن قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ "وفي آية
أخرى قال تعالى
"وَقَاتِلُوهُمْتعالى "وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ
وَيَكُونَ الدِّينُ لِلّهِ فَإِنِ انتَهَواْ فَلاَ عُدْوَانَ إِلاَّ عَلَى
الظَّالِمِينَ [البقرة : 193] وكانت هذه السورة مدنية أي في عهد استقرار الدولة , فلم يعد حاجة للقتال إلا دفاعا عن النفس والدين والديار, وفي آية أخرى مدنية" وَقَاتِلُوهُمْ
حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلّه فَإِنِ
انتَهَوْاْ فَإِنَّ اللّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ [الأنفال : 39] لهذا
وبهذا فرض القرآن القتال لمن أُخرجوا من ديارهم كالفلسطينيين اليوم ولمن
أُعتدي عليه في دياره كأفغانستان والعراق من الأمريكان, وليس لمسلم يبتدع
جماعة دينية يُكفر بتشريعاتها الوضعية الناس ومنهم المسلمين الذين لا
ينصرون هذه الجماعة فيقاتلهم بدعوى كفرهم, وهذه الجماعة يزكون
أنفسهم بالربانيين وتشريعاتهم الوضعية بالقرآنية وهم يأخذون من القرآن بعضه
ولا يؤمنون يبعضه, حتى يزكون قتلاهم بشهداء وكأنهم وكلاء الله في الأرض,
فيجيز هؤلاء قتال أهل الذمة والكتاب ممن يعيشون في جيرتهم , قائلين بآيات
الجهاد القرآني العامة التي تنزلت في قتال الوثنيين من قريش ويهود خيبر
الماكرين بالنبي ودينه دوما وغيرهم من الأعراب , تاركين القول بالآيات
المدنية التي قيدت القتال في عصر الاستقرار الملزمة بالشروط والأسباب ,
فبات هوس هذه الجماعات التي تجعل من السيوف والقتال عقيدة لها في ظل القرآن
هوسا طال أذاه المسلمين قبل الكفار ونرى منها مثلا ما جرى في مصر
الإسلام بعد حزيران 2013 من تفجيرات ومذابح طالت ألاف الضحايا تحت شعار
الشرعية لا الشريعة.
والله أعلم بالحق سبحانه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق