السبت، 5 أغسطس 2023

الكذب في القران


عطية مرجان ابوزر

تعريف الكذب علميا :- دليل على ضعف النفس وقلة التقوى.

قال صلوات الله وسلامه عليه محذرا من الكذب ومما يؤدي إليه:” وإياكم والكذب، فإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، وإن الرجل ليكذب حتى يكتب عند الله كذاباً”.

من مظاهر الكذب البشعة الكذب على الأبناء، فكثيراً ما يكذب الوالدان على أبنائهما الصغار رغبة في التملص من إجابات على أسئلتهم أو تخويفاً لهم كي يكفوا عن العبث واللعب أو غير ذلك، فينشأ الطفل على ذلك وقد تلقن الكذب من أمه وأبيه ثم يتساءل الأبوان باستنكار " كيف تعلم الكذب"ومن الكذب ما يُسمى بالتقية وهو نوع كاد أصحابه أن يدعوه أنه من الشريعة , والكذب الأبيض الهادف إلى الخير كما يدعي أصحابه وكلاهما كذب منهي عنه ولا ابيض ولا تقيه في شرع الله البين الحق.
 جاء في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم:” إن الصدق يهدي إلى البر، والبر يهدي إلى الجنة، وإن الرجل ليصدق حتى يكتب عند الله صديقاً
أضرار ومساوئ الكذب: 
  1. خطر اجتماعي جسيم يصيب الأمة في مقتل.
  2. خطر على الفرد ذاته كباعث على سوء السمعة وانعدام الثقة به فلا تقبل شهادته ولا يوثق بعهوده. 
  3. ينتج عنه الغش والاحتيال والنصب وممارسات أخطر منه.
  4. يغلف القلب فلا يصغي لحق ولا لهداية فيكون صاحبة من المنافقين .
  5. أنواع الكذب: 1- الكذب الخيالي:  يسحر فيه الفرد خياله ولسانه لتصوير أحداث لم تحصل فيكون من ناشري الإشاعات الضارة بالناس.
2- الكذب ألادعائي: يُبالغ المتحدث في وصف ذاته أو غيره لجلب الانتباه  وتعظيم الذات وينشأ عادة من شعور الفرد بالنقص أو عدم قدرته في الانسجام مع من حوله. 

3- الكذب الانتقامي: وهو من الشعور بالنقص أيضا والعداء للآخر الأوفر حظا والأكثر تدبرا وفطنة.



4- الكذب الدفاعي: كذب ينتج عن الخوف  ويكثر غالبا عند من تربى على يد والد قاس المراس, فيكون سببا للدفاع عن النفس دوما وإن لم يكن هناك داع لذلك . فانه يصبح عادة ومراس. 


5- الكذب ألعنادي: هو نوع من كذب اللذة الناشئ من تحدي السلطة الأسرية  خصوصاً إن كانت شديدة الرقابة والضغط وقليلة الحنان. 

6- الكذب المرضي أو المزمن: وهو كذب مرضي مُكتسب بالتقليد للقدوة " كالوالد أو المعلم"  أو ظاهرة مرضية مزمنة لا يكون لها سبب أو مبرر
7. كذب التقية : وهو نوع من الذب المبرر دينيينا عند بعض المذاهب كالشيعة الذي يبررونه بالضرورة لحماية الدين ..
الآية 11 : كانت لا تزال تصف المنافقين فقالت فيهم أنهم ممن يقلبون بألسنتهم الحقائق " وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ قَالُواْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ "( البقرة 11)    وكذلك تتابع الآية 12 قائلة هم مفسدون دون أن يشعروا بذلك ( تأكيدا على كونه مرضا ) فتقول ."أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَـكِن لاَّ يَشْعُرُونَ "( البقرة 12)
الآية 13 : "وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُواْ كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُواْ أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاء..."( البقرة 13) متعالون مغرورون بجهلهم ومرضهم وذلك مما سماه العلم الحديث " جهل الغرور" وهو مرض تقسي خطير يضر بصاحبه وبالمقربين والأقربين,
14:"وَإِذَا لَقُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ قَالُواْ آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْاْ إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُواْ إِنَّا مَعَكْمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ "( البقرة 14) مستهزئون متقلبي الوجوه .
15: الله عالم بهم ومستهزئ بهم لأنه العالم بطغيانهم فيزيدهم طغيانا ومدا كما يزيد المتقين تقوى وإيمانا والتزيد من أصل العمل. "اللّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ "( البقرة 15)
16: ضالون تائهون "أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ اشْتَرُوُاْ الضَّلاَلَةَ بِالْهُدَى فَمَا رَبِحَت تِّجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُواْ مُهْتَدِينَ "( البقرة 16)
17: مثالهم بالبصير - أعمى -من بعد إبصار"مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَاراً فَلَمَّا أَضَاءتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللّه بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لاَّ يُبْصِرُونَ" ( البقرة 17)
18: فاقدو للحواس الأساس "صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لاَ يَرْجِعُونَ " ( البقرة 18)
19: مثلهم كالهارب من الموت في مواجهة غضب الطبيعة"أَوْ كَصَيِّبٍ مِّنَ السَّمَاءِ فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصْابِعَهُمْ فِي آذَانِهِم مِّنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ واللّهُُ مُحِيطٌ بِالْكافِرِينَ " ( البقرة 19)
20: أو كمن "يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ كُلَّمَا أَضَاء لَهُم مَّشَوْاْ فِيهِ وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُواْ ...."( البقرة 20)
وزادت آيات أخر في وصفهم كالآية 58 من سورة المائدة التي قالت فيهم غير عقلاء مستهزئون بالصلاة "وَإِذَا نَادَيْتُمْ إِلَى الصَّلاَةِ اتَّخَذُوهَا هُزُواً وَلَعِباً ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَعْقِلُونَ [المائدة : 58]
كانت هذه صورة واقعة للمنافقين من أهل المدينة ولكننا حين نتجاوز نطاق الزمان والمكان نجدها نموذجا مكررا في أجيال البشرية جميعا . نجد هذا النوع من الناس حتى في علية الناس وفي ساستهم وقادتهم وأغنياءهم الذين لا يجدون في أنفسهم الشجاعة ليواجهوا الحق بالإيمان الصريح , أو يجدون في نفوسهم الجرأة ليواجهوا الحق بالإنكار الصريح . وهم في الوقت ذاته يتخذون لأنفسهم مكان المترفع على عامة الناس, فنجد في هذه النصوص القرآنية كما لو كانت مطلقة من مناسبتها التاريخية ومن زمانها, موجهة إلى هذا الفريق من المنافقين في كل جيل . وإلى صميم النفس الإنسانية الثابت في كل جيل .

إنهم يدعون الإيمان بالله واليوم الآخر . وهم في الحقيقة ليسوا بمؤمنين . إنما هم منافقون لا يجرؤون على الإنكار والتصريح بحقيقة شعورهم في مواجهة المؤمنين . 

  

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق