

قال الله تعالى على لسان لقمان لولده ناصحا (وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ إِنَّ أَنكَرَ الأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الحَمِيرِ ) (لقمان:19)
هذه الآية القرآنية الكريمة من سورة لقمان,فيها من الإعجاز العلمي والتشريعي ما نتدبره بإذن الله.
جاء هذا القول علي لسان لقمان الحكيم وهو يعظ ابنه: (وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ...) توسط في مشيك بين الإسراع والبطء حتى لا يكون في ذلك شيء من الاستعلاء والكبر.
(...وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ...) أي: أخفضه إلي مستوي الحاجة حتى لا يكون في ذلك شيء من الإزعاج للآخرين أو سوء الأدب.
(...إِنَّ أَنكَرَ الأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الحَمِيرِ) أي: إن أقبح الأصوات لهو صوت نهيق الحمير لما فيه من الإزعاج المفرط .
قيل عن رسول الله أنه قال إن الحمير تفزع عند رؤيتها للشياطين وأن لديها
القدرة على رؤيتها قال: "إذا سمعتم صياح الديكة فاسألوا الله من فضله
فإنها رأت ملكا, وإذا سمعتم نهيق الحمير فتعوذوا بالله من الشيطان الرجيم
فإنها رأت شيطانا" (البخاري;مسلم;الترمذي)
وقد
ثبت بالقياس الترددي للصوت أن لصوت نهيق الحمار شدة تقدر بما يتجاوز
المائة ديسيبل, ولذلك وضعت جداول لتحديد أقصي مدة يمكن أن يتعرض لها
الإنسان تحت شدة معينة من الأصوات. فإذا وصلت شدة الصوت إلي (45) ديسيبل لا
يستطيع الفرد العادي أن ينام في هدوء. وعند (85)ديسيبل تبدأ آلام الأذنين,
فإذا وصلت شدة الصوت إلي (90) ديسيبل لا يستطيع الإنسان أن يتحمل ذلك
لأكثر من ثماني ساعات. فإذا زادت إلي (100) ديسيبل فإن هذه المدة تتناقص
إلي ساعتين فقط, وإذا وصلت إلي (110) ديسيبل تناقصت مدة سلامة الإنسان إلي
نصف ساعة فقط. أما إذا وصلت شدة الصوت إلي (160) ديسيبل فإن الإنسان يصاب
بالصمم التام. وإذا كان نهيق الحمار يتعدي في شدته مائة ديسيبل, فإنه
يعتبر من أشد الأصوات إيذاء لأذن الإنسان, وهنا تتضح لمحة
الإعجاز العلمي في هذا التقرير القرآني الكريم.
الإعجاز العلمي في هذا التقرير القرآني الكريم.
القصد في المشي, والغض من الصوت, والتذكير بأن أنكر الأصوات هي تلك
الأصوات الفائقة الشدة,ثلاث نصائح من حكيم للناس جاء بها القرآن من آثار
الأولين .
علميا لدى علماء النفس :- ثبت أن الغض من الصوت هو من سمات الأدب, والتواضع, والثقة بالنفس, والاطمئنان إلي صدق الحديث, وصدق القصد. أما رفع الصوت على غير المعلوم فهو مظهر من مظاهر ضعف الشخصية, وسوء الأدب مع الغير, وقلة الثقة بالنفس. كما أنها من علامات الادعاء والكذب, ومن محاولات فرض الرأي الخاطئ بالقوة عن طريق رفع الصوت في شيء من الحدة والغلظة غير المبررة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق