السبت، 5 أغسطس 2023

اكبر اكذوبة في التاريخ


ارض الميعاد اكبر اكذوبة في التاريخ
عطية مرجان ابوزر

يدعي اليهود في أمر اغتصابهم لأرض فلسطين إدعاءات توراتية أقنعوا بها النصارى واستجلبوا عطفهم كما سبق لهم أن استنصروا بهم على المسلمين بدعوى أن المسيح عليه السلام لن يعود للأرض حيا إلا بعد قيام دولة إسرائيل والتي لا تكون إلا على أرض كنعان " التي هي أرض الميعاد"
 وفي ذلك نرى أن اليهود قد كذبوا على توراتهم ليس فقط بتحريفه كما أخبرنا القرآن بقوله" مِّنَ الَّذِينَ هَادُواْ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ ...."النساء الآية 46"  بل وفي تكذيب ما جاء في نصوصه ومن كتابهم المقدس سنقتبس ماده هذا بعون الله.
ذكر الكتاب المقدس - العهد القديم "أي التوراة" - في سفر التكوين الإصحاح 17 العدد :8 : أن رب إبراهيم قد أعطاه أرض فلسطين كلها ملكا أبديا " وأعطي لك ولنسلك من بعدك أرض غربتك، كل أرض كنعان ملكا أبديا. وأكون إلههم " وهذا النص التوراتي هو أكثر النصوص التي يتذرع بها اليهود لتبرير اغتصابهم لفلسطين , وقد حددت التوراة هذه الارض بأرض كنعان ,كما جاء في الإصحاح 10 من سفر التكوين العدد 19 " وكانت تخوم الكنعاني من صيدون، حينما تجيء نحو جرار إلى غزة، وحينما تجيء نحو سدوم وعمورة وأدمة وصبوييم إلى لاشع "
وهذه الخريطة التوراتية لأرض كنعان التي وعد الرب بها إبراهيم تمتد من صيدا في الجنوب اللبناني على امتداد البحر المتوسط حتى رفح الفلسطينية غربا ومن رفح إلى بئر السبع جنوبا ومن جنوبي البحر الميت حتى طبريا شرقا ومن صيدا حتى حمص السورية , ولتوضيح الأسماء المذكورة جغرافيا نجد :


1. صيدون بالعبرية ( צידון ) هي مدينة صيدا الحالية في جنوب لبنان(شمال فلسطين)


2. جرار( גךך ) المذكورة في سفر التكوين إصحاح 20 العدد 1 " وَانْتَقَلَ إِبْرَاهِيمُ مِنْ هُنَاكَ إِلَى أَرْضِ الْجَنُوبِ، وَسَكَنَ بَيْنَ قَادِشَ وَشُورَ، وَتَغَرَّبَ فِي جَرَارَ" فهي بهذا الوصف موقع في جنوب فلسطين "النقب" وقد تكررت الإشارة إلى جرار  في الإصحاح 26 عدد 1 " فَذَهَبَ إِسْحَاقُ إِلَى أَبِيمَالِكَ مَلِكِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ، إِلَى جَرَارَ "مما يؤكد إنها موقع في فلسطين .


3. سدوم وعمورة " סדום ועמורה" هما و كما ورد في التوراة تلك المنطقة التي أقام فيها لوط عليه السلام, إلى الشمال من البحر الأحمر،والتي تمتد على طول الحدود الأردنية الفلسطينية.
4.أدمة وصبوييم " עלית עור " ويرى كثيرون من العلماء أن موضع صبوييم الآن هو تحت الطرف الجنوبي من البحر الميت, ولاشع אש עמק " هو وادي شرقي البحر الميت كما يقول قاموس الكتاب المقدس.
بتأمل ودرس هذا العرض الجغرافي  تبدأ أكاذيب اليهود في الظهور مؤكدة بطلان وعد الرب (المدعى به كذبا بأيدي كتبة التوراة) الوعد الكاذب بأرض كنعان, حيث يذكر الاصحاح12 العدد 10 أن القوم الموعودون بهذه الارض قد ارتحلوا من ارض كنعان إلى مصر بعد تلفيهم هذا الوعد الرباني لأبيهم إبراهيم عليه السلام ويقول العدد التوراتي " وحدث جوع في الأرض، فانحدر أبرام إلى مصر ليتغرب هناك..." وكذب اليهود لم يقف عند هذا الحد على نبيهم إبراهيم فقد وصفوه بالديوث الذي وهب زوجته ساره الى ملك فلسطين مرة والى فرعون مصر أخرى حينما طلب منها الكذب على المصريين بادعائها امام فرعون انها اخته حيث قال النص التوراتي " قولي إنك أختي، ليكون لي خير بسببك وتحيا نفسي من أجلك "العدد 13 "
كما سبق لهم أن نسبوا الكذب الى اسحق عليه السلام " وَسَأَلَهُ أَهْلُ الْمَكَانِ عَنِ امْرَأَتِهِ، فَقَالَ: «هِيَ أُخْتِي» العدد 7 من الاصحاح 26,

وكذا تظهر التوراة أن ملك الفلسطينيين وفرعون كانا أكثر شرفا وصدقا من أنبياء اليهود بشهادة كما النصوص التالية " فَأَوْصَى أَبِي مَالِكُ جَمِيعَ الشَّعْبِ قَائِلاً: «الَّذِي يَمَسُّ هذَا الرَّجُلَ أَوِ امْرَأَتَهُ مَوْتًا يَمُوتُ " العدد 7 من الإصحاح 26"  فدعا فرعون أبرام وقال" لماذا قلت: هي أختي ،.. والآن هوذا امرأتك خذها واذهب" العدد 19 , وعادوا لوصف النبي إبراهيم بالكاذب مرة أخرى مع ملك الفلسطينيين " وبالحقيقة أيضا هي أختي ابنة أبي، غير أنها ليست ابنة أمي، فصارت لي زوجة" :الإصحاح 20 عدد 12 , فبات تكذيبهم للأنبياء مرض في نفوسهم وفيه ما ذكره القرآن بحقهم " فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللّهُ مَرَضاً وَلَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ [البقرة : 10]
ونعود الى قصة ابراهيم التوراتية في رحلاته حيث قالت التوراة ان ابراهيم عاد من غربته في مصر إلى غربته في فلسطين"فصعد أبرام من مصر ... إلى الجنوب"  12 : 1" أبرام سكن في أرض كنعان" حيث يتكرر وعد الرب له باعطاءة جميع ارض كنعان " لأن جميع الأرض التي أنت ترى لك أعطيها ولنسلك إلى الأبد" 12 : 1" فنقل أبرام خيامه وأتى وأقام عند بلوطات ممرا التي في حبرون، وبنى هناك مذبحا للرب" 18.
و ما هي إلا أعداد توراتية قليلة أخرى حتى التوراة المحرفة لتقول أن إبراهيم الموعود بملك فلسطين قد تغرب فيها ولم يتوطن" العدد 34 الإصحاح 11" وتغرب إبراهيم في أرض الفلسطينيين أياما كثيرة" و يستمر ا


لتغرب حتى تموت زوجته سارة (نلاحظ أن الموعود من الرب بالتملك تصفه التوراة بأنه عاش فيها غريبا لا مالكا وهنا تكذيب لوعد الرب ), والمصيبة الطامة ما جاء تاليا في قصة التغرب حيث:

يؤكد إبراهيم عليه السلام أنه لا يملك مترا واحدا من الأرض حيث غربته في فلسطين وبالذهاب إلى الإصحاح 23 العدد4 نجد ان سارة قد ماتت ليعود إبراهيم و يعترف انه غريب في فلسطين ويتوسل من أهلها مترا واحدا من الأرض ليدفن زوجته" أنا غريب ونزيل عندكم. أعطوني ملك قبر معكم لأدفن ميتي من أمامي" وعندما يرفض الفلسطينيون منح أرضهم لغريب يعرض إبراهيم (عليه السلام) شراء مغارة المكفيلة (الموجودة حاليا داخل الحرم الإبراهيمي بالخليل) بماله فانظر قوله في العدد 8:" والتمسوا لي من عفرون بن صوح , أن يعطيني مغارة المكفيلة التي له، التي في طرف حقله. بثمن كامل يعطيني إياها في  وسطكم ملك قبر" الأعداد 9و10, وبالفعل يشتري الموعود بأرض كنعان كلها مغارة بـ400 شاقل" ونتابع القراءة من التوراة حيث يقول البائع للمغارة وهو عفرون بن صوح" يا سيدي، اسمعني. أرض بأربع مئة شاقل فضة، ما هي بيني وبينك ؟ فادفن ميتك"
هكذا يروي كتاب اليهود قصة ارض ميعادهم وراثة عن أبيهم إبراهيم الذي يثبتون انه لم يمتلك فيها إلا مغارة وحقل مدفوعة الثمن اشتراها من بني حث ؟ ويؤكد العدد 20 من الإصحاح 23 هذا الخبر" فوجب الحقل والمغارة التي فيه لإبراهيم ملك قبر من عند بني حث"
ويموت إبراهيم عليه السلام ويوصي لابنه يعقوب بوصية " فأستحلفك بالرب إله السماء وإله الأرض أن لا تأخذ زوجة لابني من بنات الكنعانيين الذين أنا ساكن بينهم بل إلى أرضي وإلى عشيرتي تذهب وتأخذ زوجة لابني إسحاق" 3و24:4  وفي هذين القولين يكره إبراهيم القوم الذين آووه ومنحوه الإقامة بينهم ( على ذمة محرفي التوراة طبعا ) فيمنع زواج أبناءه وأحفاده من الفلسطينيين, ثم


يعلن صراحة بوصيته ليعقوب ولده أن يذهب إلى أرضه ويأخذ منها زوجه لحفيده إسحاق , و لا تبين التوراة أي أرض هي المقصودة   " بل إلى أرضي وإلى عشيرتي تذهب"
يجري تسلسل الإحداث التوراتية لوصف ما بعد وفاة إبراهيم الذي توفى ولم يمنحه الرب ما وعده , نتواصل بالقصة مع نسل إبراهيم فيذهب يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم إلى حاران (بأرض العراق ) راحلا من بئر السبع الفلسطينية حسب (الإصحاح 28 عدد 10)"فخرج يعقوب من بئر سبع وذهب نحو حاران " وحاران مدينة بين النهرين، على نهر بليخ وهو فرع للفرات وتقع على مسافة 280 ميلًا إلى الشمال الشرقي من دمشق., ولا يتحقق وعد الرب لنسل إبراهيم حتى الآن , وقد توال مئات السنوات التي منها 640 عاما من حياة إبراهيم بعد وعد الرب , بل ويتمادى محرفو العهد القديم في وصف الرب المبدل لوعده مرة بعد أخرى فما أن يصل يعقوب إلى العراق حتى يسارع الرب باعطاءة ارض العراق.
انظر العدد13 من نفس الإصحاح "... فقال: أنا الرب ... الأرض التي أنت مضطجع عليها أعطيها لك ولنسلك" فأينما ذهب نسل إبراهيم أعطاهم الرب الأرض التي هم عليها , ولم يتحقق وعد الرب لإبراهيم بمنحه ارض فلسطين في حياته ولم يتحقق الوعد الجديد للرب الذي وعد نسله بالتكائر على ارض العراق "حاران" حتى يكونوا فيها أمة فلا يتكاثروا ولا ينتشروا رغم مرور أكثر من 2000 عام على هذا الوعد وحتى الآن. انظر العدد 14 " ويكون نسلك كتراب الأرض، وتمتد غربا وشرقا وشمالا وجنوبا"

ومرة أخرى يعود يعقوب في رحلات التغرب إلى ارض كنعان دون أن يتحقق له وعد الرب ودون أن يصبح نسله كتراب الأرض, انظر الإصحاح 30 عدد 17و18 "فقام يعقوب وحمل أولاده ونساءه على الجمال... , ليجيء إلى إسحاق أبيه إلى أرض كنعان" وفيها يشتري قطعه ارض لتضاف إلى المغارة التي امتلكها جده إبراهيم في فلسطين امتلاك مدفوع الثمن فيدفع ثمنها كاملا 100 قسيطه, و يأخذها لا وعدا من رب ولا عطية من أحد, انه يشتريها من الفلسطينيين ومن بني حمور أبي شكيم تحديدا انظر الإصحاح 33 لعدد 19 " وابتاع قطعة الحقل التي نصب فيها خيمته من يد بني حمور أبي شكيم بمئة قسيطة" وهكذا يصبح كل ما دفعه إبراهيم وحفيده يعقوب في ارض فلسطين 400 شاقل فضه و 100 قسيطه؟ وكل ما ملكوه هو مغارة وحقل .


إنني أقتبس من من التوراة حتى ان ولم أنسب ذلك إلى أي مرجع تاريخي أو مؤلف ولا حتى للقرآن المجيد. أليس هذا ما جاءت به توراتهم؟ وكتابهم الذي خطوه بأيديهم كتاب يكرر بين سطوره متنقلا من موقع لموقع أن الوعد الرباني لم يتحقق بدليل أن الرب لم يعدهم أصلا بشيء علما انهم على عقيدة تامة بأن ما يعد به الرب يجب أن يتحقق وإلا فالكلام للمؤلف وليس للرب - فسبحان الرب عما يفترون.
ونتابع رحلتنا مع التوراة المؤلفة فنجد في الإصحاح 35 أن التوراة تعود لتؤكد غربة إبراهيم وولده إسحاق في " حيرون" بفلسطين لا توطنهما فيها انظر عدد 27 "وجاء يعقوب إلى إسحاق أبيه إلى ممرا، قرية أربع، التي هي حبرون، حيث تغرب إبراهيم وإسحاق"وذلك تأكيد مكرر على غربتهما عليهما السلام لا توطنهما بإرادة الرب .تماما كما جاء في العدد 34 من ذات الإصحاح تؤكد التوراة مرة أخرى على أن إبراهيم كان غريبا في ارض الفلسطينيين وتعترف صراحة أن الأرض للفلسطينيين "وتغرب إبراهيم في أرض الفلسطينيين أياما كثيرة"....37 عدد1" وسكن يعقوب في أرض غربة أبيه، في أرض كنعان.
ونتابع التسلسل التاريخي التوراتي الى أن نصل لقصة يوسف بن يعقوب عليهما السلام, وهي التي وردت مفصلة في التوراة كما في القرآن مع اختلاف بسيط في التفاصيل , فهذا يوسف الذي بات عزيز مصر لا فلسطين والذي نقل والدية وإخوته إلى مصر وتملك فيها مع عائلته وعاش وتوفى عليه السلام على ارض مصر الى حيث ينتهي سفر التكوين بإصحاحه الخمسين 50: 26 فيقول: " ثم مات يوسف و هو ابن مئة و عشر سنين فحنطوه و وضع في تابوت في مصر"
فمن أين أتى ميعاد الرب لليهود بأرض الميعاد وكيف ؟ 
تثبت الحقائق المعاصرة على الأرض هذه الاكذوبه الكبرى بعناصرها الواقعة :


1. بعد مرور ما يزيد على 2500 عام على الوعد المزور لا يقيم اليهود على شبر واحد من الأراضي اللبنانية الممتدة من النافورة الفلسطينية حتى صيدون .أو جبيل.التي هي من ارض كنعان .


2. لا يقيم اليهود في يومنا هذا على شبر واحد من الأراضي السورية الممتدة من الجولان إلى شرقي دمشق وهي من ارض كنعان 


3. يقيم اليهود اغتصابا على ارض النقب من بئر السبع إلى العقبة وهي ليست من ارض كنعان ؟

4. لا يقيم اليهود بعدد التراب في حاران العراق كما وعد الرب نبيه يعقوب بن إبراهيم عليهما السلام.
5. توفى يعقوب ويوسف نسل إبراهيم في مصر ولم يتملكوا شيئا في ارض كنعان و لا حتى مساحة قبورهم .
وهكذا من حجارتهم نرميهم وقد خدعوا العالم بأسره واستنصروه على الباطل , وسبحان ربي القائل"مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيّاً وَلاَ نَصْرَانِيّاً وَلَكِن كَانَ حَنِيفاً مُّسْلِماً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ [آل عمران : 67] قاتلهم الله بشركهم وكذبهم وعدوانه "وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللّهِ وَقَالَتْ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُم بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِؤُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ [التوبة : 30]

6: واخيرا تثبت هذه الوثيقة التي وجدت في ارشيف احدى المحاكم الاسرائيلية مع مطلع عام 2015م ان منطقة تل الزهور المقامة عليها عاصمة الكيان الاسرائيلي (تل ابيب) هي ارض مؤجرة من الحكومة العثمانية عام 1909م ايجارا لمدة 99 عاما وهي ليست باملاك لليهود ولا ارض منحها الرب ....؟

   

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق